همسة من أفكاري/عزيز الخزرجي
Tue, 1 Dec 2015 الساعة : 23:19

"ألباحث" أو "آلبروفسور" أو " ألسّياسي" أو "مرجع الدين" ليسوا بمفكرين؛ ألمُفكّرون قليلون جدّاً في هذا آلورى؛ إنهم بمثابة ألمراجع ألفلسفيّة و الرّوحية للبشريّة و بوصلتها نحو آلصّلاح و السّلام و آلتّقدّم و آلعدالة و الأمان لبناء ألحضارة ألأنسانيّة و تحقيق سعادتها, و لا يجود آلزّمن بمثلهم إلّا نادراً, فقد يكون "ألباحث" سياسياً أو أديباً أو طبيباً أو مهندساً أو مُتخصّصاً في الأقتصاد أو الأدارة أو الجيش أو الفيزياء أو الكيمياء أو كاتباً صُحفيّاً و قد يكون مرجعاً دينيّاً؛ لكنّهُ لا يَصِلَ مقام ألمُفكّر!
ألمُفكّر" شيئٌ آخر, لأنّهُ ينتج الأفكار الجديدة و يُوَلّدُ ألنّظريات و آلرؤى المستقبلية و التنظيرات ألعميقة سابقا للزمن بذلك, إنّهُ مُنتجٌ سخيّ تجاوز حدود آلنفس و آلقبيلة و آلحزب و آلوطن حتى آلكون و إتّصل بخالق ألوجود في سعيه و كدحهِ عبر مدارج ألمعرفة بأخلاص, و آلعراق للأسف ألشّديد قدْ خُلِيَ منهم أو كان خالياً بآلأساس إلا ما ندر, لذلك إنتشر آلأرهاب و آلفوضى و آلظلم بعد ما تسلط آلسّياسييون على مقدرات الأمة و قوت الفقراء, حتى إمتلأتْ بُطونهم بآلمال ألحرام بسبب دينهم التقليدي و محدودية آفاقهم الفكرية التي لا يرون من خلالها بآلدّرجة الأولى إلّأ مصالحهم ألشخصيّة و آلعشائريّة و الفئويّة و آلحزبيّة!
إنّ جهل ألسّياسيين و غرورهم ألكاذب بسبب هشاشة متبنياتهم ألفكريّة و أهدافهم المحدودة و سطحيّة تعاملهم مع حقوق الأنسان خصوصا الفقراء منهم - إن لم نقل ألأستهزاء بها - جعلتهم يحقدون على أصحاب ألفكر الحقيقي, فخلال فترة حكم آلنظام ألبعثي ألسّابق قُتل جميع آلمفكريين ألحقيقيين من أمثال الفيلسوف "محمد باقر الصدر" و كثيرٌ من تلامذته الأتقياء الأخيار و في هذا آلزّمن تنكّروا – أيّ ألسّياسيون للقلة ألمُتبقية منهم و آلذين تشرّدوا في بقاع ألأرض هرباً من آلجوع و آلقتل و آلظلم و أُغلقتْ آلأبواب بوجوههم كي لا يأخذوا دورهم في قيادة ألمسيرة ألأنسانيّة في آلمجتمع لتحقيق الأمن و آلعدالة و آلسّعادة و آلحريّة.
إنّ مجيئهم – أيّ ألمفكرون - للسلطة يعني الحياة و تحقيق فلسفة الوجود ؛ يعني إنهاء ألأرهاب و الظلم و قطع دابر آلسّرقات و آلخيانات و آلتكبر و آلتّدليس من قبل ألسّياسيين ألحاكمين بغير آلحقّ, و هذا ما لا يروق لهم خصوصاً أعضاء البرلمانات و آلرئاسات الثلاثة في الحكم لعلمهم بأن مجيئهم يعني نهايتهم, و لهذا تأزّمت معاداتعم للفكر و لحقوق الأنسان من الأساس!
و لذلك لا سبيل للنجاة من الأرهاب و الفساد إلا من خلال إعداد الطبقة المثقفة فكرياً من قبل المفكر أو من ينوب عنه .. كي ينهجوا سبيل الخلاص لتحكيم فكر أهل الفكر إنْ وجدوا لتحقيق السّعادة كغاية عظمى للوصول إلى المعشوق الأزلي بعد سلسة طويلة من البرامجيات و الآليات و السلوكيات.