قصة قصيرة لبيك يا حسين.../علي موسى خسين
Mon, 30 Nov 2015 الساعة : 9:03

شيخ تجاوز السبعين, وطفل أبن الخمسة أعوام, سألتهما. قال الشيخ:
ـ أبوه قتله الإرهاب, وأنا جذعي قد تيبس, أخشى أن يفقد الحياة, قبل أن ينمو هذا البرعم الندي, فجئت أطعِّمَهُ على شجرة الحسين ليتغذى منها بصدق الإيمان ويقينه لدينه ولوطنه, أكلمه عن عبد الله الرضيع, وعن القاسم إبن الحسن عليهم السلام..
وأنا أكلم الشيخ والحفيد يصدح بأجمل من صوت البلابل:
ـ لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين..
كانت كلماتي تغرق في دموعي, وخطواتي يرجفها نشيجي. والنظر بعيني انصهر في بصيرة قلب تعشّق هذا المنظر حدّ التناهي, وأنا بخضم هذا الكرنفال الإلهي, وإذا بالشيخ يلتفت إليّ وأنفاسه تتحشرج في حنجرته:
ـ أترافقنا؟..
ـ قلت: نعم, وبرغبة..
ـ قال: إن متُّ أنا, لا تعبأ بجنازتي, أهل الخير يوصلوها إلى مثواي.. عليك بهذا أوصله معك ماشيا إلى الحسين..
انتبهت إلى الطفل, ودموعي قد ارتفع ضجيجها, وكأنه يسمع حوارنا, لكنه لم يعبأ به, وهو يواصل هتافاته..
ـ لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين..