الحسناء والوحش ـ الجزء العراقي-عقيل الموسوي ـ المانيا
Sat, 8 Oct 2011 الساعة : 1:03

كم كان مخطئا كاتب مسلسل ( الحْدَيْثه والطنطل ) حين اختار كلمة الوحش لتكون مرادفةً لكلمة الحسناء تعبيرا عن شكل البطل متجنياً بذلك على طبعه واخلاقه الحميدة سواء كان بقصدٍ منه او دون قصد , وكم تمنيت ان اكون روائيا او قاصّا او حتى قصطخوناً لأكتب روايةً عن حسناء عراقية تقف بين وحوش او قل طناطل وعفاريت بكل ما للكلمة من معنىً , آخذاً بنظر الاعتبار ان الوحشية التي اعنيها هي وحشية الطبيعة والاخلاق اكثر من وحشية الاجسام والاشكال , وكذا اماكن السكنى التي ستكون في اغلب الاحيان دوائر الدولة ومرافقها ومن اعلاها هرما بدلا عن محطات المجاري , وسأروي قصة تلك الحسناء بعراقيتها واخلاقها ودينها وشرفها وعفتها وكمالها , والتي لازالت تصول وحيدة بيد جذّاء ونفسٍ صابرة محتسبة وبطولةٍ هي امتداد لبطولة عبد الواحد الحاج سكر رحمه الله , تلك الحسناء التي لازالت تقفُ شامخة دون اكتراث لأولئك الوحوش وهم كثر , انها ام علي التي كسرت خاطرها واعية العراق الذي تحول اليوم الى حسينٍ وحيدٍ فريد لذا آلت على نفسها الّا ان تتحول الى ام وهب لتمتشق هذه المرة وثائق ادانة اصلية بدل عمود الخيمة تدافع عن العراق في محنته , غير مرفوعٍ عنها الجهاد بعد ان عزّ عليه المجاهدون في زمنٍ استشرى فيه الفساد والمفسدون , اولئك الذين يحاولون شرعنة افتراسها كما شرعنوا اكلهم للسحت والمال الحرام ظناً منهم انها ستكون لقمةً سائغةً يبتلعونها عبر فتح تحقيق مرة او اقامة دعوى زورٍ وبهتانٍ مرة اخرى محاولين بذلك درء العار الوخيم عن انفسهم , ولكنها ابت الّا ان تكون كما ربّاها ابن الفرات رحمه الله , فيالها من ام لعلي جزاها الله عن اهل بيت عراقها خير جزاء المحسنين , وتبا لهم اولئك الذين اغاضتهم كلمة الحق واخذتهم العزة بالاثم وويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون
وسأكتب عن ذلك الطنطل الذي كان يتراءى لنا شبحاً بين ظلام غابات النخيل حين كنا صغارا اخافنا هول منظره الذي رسمناه في مخيلاتنا اليافعة , لنتفاجأ به حقيقةً تطلّ علينا عبر شاشات الفضائيات لنلمسه تافها لم يكن اهلاً لأخافتنا صغاراً فليس له ان يخيفنا كباراً وأِن اقام بدل الدعوى الواحدة الف دعوى ودعوى وياليته وفقط ياليته يدفع تكاليف تلك الدعوى من جيبه الخاص , لمسناه واهيا كبيت العنكبوت وسارقاً كرئيس الجمهورية وعنيداً كبني اسرائيل
وسأختم الرواية بتقديم طلبٍ الى امين بغداد لرفع اغطية بعض المجاري لتكون لأولئك الطناطل الذين نهبوا خيراتنا سكناً في الدنيا قبل ان تكون لهم نار جهنم في الاخرة مأوى , لأرفع بالمقابل بطلة روايتي فوق رؤوس الأشهاد الى منصة البرلمان ليخرّ ثلاثماْئة وتسعة عشر نائبا لله ساجدين