متى نفكر بالسلام وننبذ الحرب ؟-هيثم محسن الجاسم
Sat, 8 Oct 2011 الساعة : 1:02

مر يوم السلام العالمي على الشعب العراقي مرور الكرام . وكأن العراقيون لم يالفوا السلام في حمى الحرب المتعددة الاشكال التي خاضوا غمارها العاصف .أ و أن السلام بات حلما يراود العراقيون بعيد المنال .
ونتسائل لماذا الحرب بكل خرابها ودمارها تشكل هاجسا لكل عراقي شاء ام ابى . ولماذا السلام حلما ولايلقى القبول والاقبال عليه من قبل اكثر العراقيين وكانه جزءا معطلا في كل هدف كان شخصيا او سياسيا او قوميا .
وصار لكل عراقي حربه الخاصة التي يخوضها كان على المستوى المعيشي او الوظيفي او السياسي وكل مخاض عراقي لايبتعد عن اتون الحرب الشاملة .
ونزولا عند واقع الحال الجديد نرى ان كل مشروع معطل بسبب الحرب .
وكل عراقي يهم ويهتم بحاله وحال اهله يتسائل متى نفكر بالسلام الم يحن الوقت لننبذ حروبنا ونتوجه الى شاطىء السلام لنعيد العراق خضرته ونعمر ديارنا ونرسم البسمة على شفاه اطفالنا ونرى قمرنا بدرا يضيء ليالينا ليبدد الظلام .
وكيف نستعين بقوى السلام على قوى الشر هل بالتمنى ام بالاحلام المزعجة ام بوعود المحتل باستتباب السلام تحت ظله .
أما حان الوقت لكل حزب ان يطوي صفحة العنف ويعلن السلام لكي يستعيد العراق عافيته ويعيش هو والاخرين بسلام وامان .
ونترك كل مايبخس حق الاخر بالوطن كان عن دين او طائفة او قومية او أي لون من الوان الحقوق المدنية .
لماذا لانستمع لبعضنا البعض لنترجم الاقوال الى افعال تؤمن قواعد متينة للسلام والحب بين ابناءالوطن الواحد ونعيد للروح الوطنية حيويتها ولتخفق بين جوانحنا لنرعى فلذات اكبادنا في بيئة مترعة بالحب والاخلاص وروح التفاني في سبيل وطن حر وموحد .
هل تحول السلام الى ضعف واستسلام ليطمع القوي المتجبر باستباحة حقوق الاخرين والهيمنة على مصالح فئات الشعب بكامل اطيافه لصالح فئة حزبية او طائفة او قومية .
ومن يصنع السلام للناس هل انفسهم ام رسل السماء ام قادة الثورات الاحرار ام رجال الفكر والادب والسياسة ام الاعلام ؟ اعتقد ان كل مكون للشعب يشكل جزءا من عملية صنع السلام ،
لم يبق الا ان نقول لانفسنا ونحن راينا باعيننا عراقا خرابا ومحتلا وتعاقب عليه الطغاة جيلا بعد جيل وراينا شعبنا جائعا ومشردا ومظلوما . ولم نر العراق باسما او رقراقا كمياه دجلة والفرات او شامخا كجبال كردستان وصفاء اهوار الجنوب ووو . وهو الوطن الذي يتحول لطفل حين نحتضنه بين جوانحنا وعلما لما ننظر الى علوه وسموه وبحيرة دافئة لما نتامل سهوله المترعة بالسنبل والعنبر .
ونعود الى مابدانا به مقالنا متى نفكر بالسلام ؟! ياابناء سومر وبابل واشور ؟
هل انقطعت الجذوروتهنا في غمرة العصور الغابرة لنعيش اثرا توارثناه يفصح عن امجاد وامجاد امم عظيمة كان مزدهرة وعظيمة بين نهدي الرافدين المتدفقين بالخصب والنماء . احفاد رسل السلام والمحبة الذين حطموا امواج الحروب الهمجية المتكسرة على صخرة العراق درع الانسانية الخالد .