مقتطفات مما يتبناه تيار الشهيد عز الدين سليم- / مرتضى أحمد العبودي
Sat, 8 Oct 2011 الساعة : 0:45

الحلقة الأولى
ما العمل؟
في ظل سباق محموم للسيطرة على السلطة وإغتصاب المسموح به من الثروات ، تم تغييب الوطنيين سياسيين كانوا أم مثقفين وشاعت بدعة شراء الضمائر والمصفقين ليس في داخل الوطن بل وصولاً الى أبعد منفى في الشتات العراقي ، أمام هذا الهول يقف المنضويون تحت تيار الشهيد عز الدين سليم تقودهم مواطنيتهم ليطرحوا سؤالاً تقليدياً ما العمل لإيقاف الهدر العميق للطاقات والثروات؟ ما العمل لإعلاء شأن المواطنية العراقية وإعلان إحتقارها للإبتذال الطائفي والمذهبي والعرقي؟ ما العمل لإعطاء الفعل السياسي الوطني فرصته في رسم صورة للخلاص تستند الى خطاب ثقافي سياسي يجمع شمل الحروف العراقية في وقوفها بثبات ضد تيارات الظلام والنحر والتكفير والعودة بها ناصعة الى واجهة صناعة السؤال الإنساني الخلاق؟ وهذا يتطلب تظافر للجهود الوطنية ثقافية وسياسية لبيان الوضوح الذهني لمواطنين لم تقتل همتهم العوارض الطارئة ولا سرعة المتغيرات ولا إستفحال عقارب الطائفية ، ولم تثني عزمهم عوامل التهميش والإبعاد وهيمنة المتسلقين على القرار وهذا التضامن الخلاق من شأنه إنجاز خارطة عمل تيار الشهيد عز الدين سليم والتي يعلنها المنضويون في التيار كبادرة لإيقاف الهدر وشرح مبادىء أطروحة حكومة الإنسان وإعلان الهوية العراقية التي تمتد من راهن المواطنية الى مواطنية بناة الحضارة الأولى.
نقطة البداية:
إن ثراء العراق التاريخي ناتج من حضارته الأولى فهو بلد الكتابة الأولى وذاكرة الرقيم والقوانين والملاحم التي أمدت سائر الإنسانية بالعلوم والأسئلة في الوجود. ولا زالت آثار الملك أور نمو وإبنه الملك شلجي شاخصة للعالم حيث مدينتهم أور وتراثها الإنساني الثر في فجر السلالات الأولى وحتى تشييد بابل التي رصعت سماء العالم بعلومها وثقافاتها الإنساية ، وحيث بنى الملك حمورابي مسلته الشهيرة وسنت القوانين من جديد وإعيدت كتابة أساطير الخلق السومرية جوهر الإنسان العراقي القديم ، فكانت ملحمة جلجامش (أترى حاسيس) وسيدة الضلع وموت وبعث تموز وقصة سيدوري (أوتونابشتم) وقصص الخلق الأخرى في ذلك الزمان الغابر ، وأنظمة الري ، والعقود المبرمة التجارية والسياسية والفنون وسائر العلوم الأخرى. وكان العراق موطن التوحيد فكان من النبي إبراهيم الخليل عليه السلام باني الكعبة المشرفة الى مشروع حكومة الإنسان الذي يؤسس له تيار الشهيد عز الدين سليم ، ففي السبي البابلي كتب الفريسيون أولى كلمات عهدهم القديم في بابل ولم ينتهي العراق على يد كورش ولا قيصر فكانت الكوفة عاصة الخلافة الإسلامية في زمن أمير المؤمنين علي إبن إبي طالب (ع) وكربلاء حيث معركة الطف وثورة الإمام الحسين (ع) والبصرة وبغداد دار السلام عاصمة الحضارة الإسلامية وقوتها الدافعة الى عصورها الذهبية فهو (العراق) دار الحكمة وبلد مدن السلام ومركز الحوار الخلاق. فلا عجب أن يضع الطامعون به نصب أعينهم أولوية إحتلاله كمشروع إستراتيجي مهم وخصوصاً وأن الله حباه بكنوزعظيمة لا تنتهي.
مهمة حزب البعث:
يكاد يتفق الجميع حتى من بعض البعثيين من الذين عاشوا أحداث إنقلاب 1963 على أن تصفية الزعيم عبدالكريم قاسم والتي أتت بالحرس القومي تم تدبيرها وأخذ قراراتها في مصر وبدعم أمريكي واضح ((بقطار أمريكي كما يصفه البعض)) حيث تسلق الحزب العفلقي السلطة خلال السنوات الخمسة التي تلتها وصولاً الى إنقلاب 1968 إذ ظهر حزب البعث بزي الحزب الحاكم الأوحد الذي أخذ بتصفية خصومه السياسيين بلا هوادة كواجب ومهمة جوهرية تشكل على أساسها هذا الحزب الأجنبي التأسيس. حيث أشاع الرعب في بغداد (أبو طبر وعصاباته) ، قتل خصوم الأمريكان اللدودين من الشيوعيين وأنصارهم ، وأد نمو الإسلام الفكري والسياسي وقتل قاداته ومناصريهم سواء أخوان مسلمين أم دعوة أسلامية ، ضرب الثورة الإسلامية في إيران من خلال إفتعال حرب كارثية ، قتل الناس جماعياً (المقابر الجماعية مثالاً ودليلاً على كره للشعب وتورطه في المؤامرة) ، تجفيف الأهوار ، قصف المدن الكردية بالأسلحة الكيمياوية (حلبجة مثالاً) ، حرب الأنفال في الشمال الذي إستهدف فيه المعارضين والناس الأبرياء ، إحتلال الكويت وإصراره على خوض حربين مع أمريكا إنتهت بإحتلال الأخيرة للعراق ، وجرائم لا نسطيع عدها وحصرها هنا ، ولمساعدته في مهمته الأخطر في تشويه القيم الإنسانية وتدمير النسيج الإجتماعي تم فرض حصار إقتصادي جائر على الشعب من قبل مجلس الأمن الدولي والتي لا تزال بعض بنوده سارية المفعول لغاية يومنا هذا.
بقلم / مرتضى أحمد العبودي
[email protected]