بعيدا عن التكنوقراط قريبا من الأنانية/علي علي
Sun, 8 Nov 2015 الساعة : 8:12

الى عجالة على بنظرة تاريخ لنا يتضحالعراق، ان ساحته السياسية لم تخلُ يوما من اضطرابات وقلاقل، كان جلها نتيجة
أطماع في اعتلاء كرسي فيه، الحكم مقاليد على وصراعالسلطة، بدءا من العصر الأموي فالعباسي، ثم عهد الاحتلال
العثماني، وآخرها التغييرات المتتالية في نوع الحكم والشخوص والعائلات الحاكمة خلال القرن العشرين، والذي فيهتداول
الحكمنظام بين الملكية والجمهورية .والى يومنا هذا مازالت الساحة زاخرة بكم هائل من الصراعات والخلافات .وقطعا
هناك فروقات جمة بين حكومات الأمس البعيد قبل قرون، وحكومات القرن الماضي والحكومات المعاصرة في القرن
الحادي والعشرين .ففي الغابرةالحكومات كانت جل مشاكلهم من تدخلات دول الجوار، اما المشاكل الداخلية فكما روى لنا
كانتالتاريخ، تـُحل بجلسات بين شخصيات ذات مكانة اجتماعية مع الأحيان أغلب تتأثر العامة الحياة تكن ولمكبارالدولة،
اليوم وقد دخلت التكنولوجيا والعلم مفاصل الحياة جميعها، بما يسهِّل ويعجِّل تقدم البلدان التي يضع مصالححكامها شعوبهم
من أولويات جداول أعمالها، ماذا يحدث في أنه لاسيمابلدنا البلد الذي شـُرّعت فيه أول القوانين، وكـُتِب فيه أول حرف،
وغير ذلك من الإختراعات التي كان سبّاقا بها .ماذا لو قارن أي مُنظـِّر بين مايملكه العراق من رصيد تاريخي في العلوم
والمعارف، وبين والبطولات، الأمجاد فيوكذلك ما يملكه منها رصيد مناليوم نسبة الى باقي الامم؟ وهو الذي يقول فيه
بتغيرات رؤوس الحكم، وكان البلد سائرا في ركب التطور وان كان سيرا سلحفاتيا وئيدا.
الشاعر:
لا ينزل المجد إلا في منازلنا
كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
أظن أن عملية حسابية بسيطة للغاية في النسبة والتناسب، توضح الفرق بين العراق في التقدم التكنولوجي والعلمي وبين
أمم وُلِدت بعده بقرون .فهو مازال يسير سيرا متلكئا، على الرغم من الفارق الزمني والطفرات العلمية والتكنولوجية التي
وآخر حين بينتستحدث في العالم .فقد ملأ أجدادنا المكتبات بأبحاثهم واكتشافاتهم واختراعاتهم في العلوم كافة، أنغير
الحكومات بارتكابها برمتها، البلاد على فجنت مناسبا، اهتماما والعلماء العلم تولِ لمالمتتالية خطأ كبيرا في التعامل مع هذا
الكم الهائل من الموسوعات، إذ ظن حكام العراق السابقون الحاليون-وكذلك -ان البلادإرث الحضاري يُحفظ في الأدراج
والدواليب، وعدّوه كنزا ضموه كملكية خاصة مع التيجان والأموال والقصور والضيعات، ليكون رصيدا يجيّر لحسابهم
وحساب عوائلهم وأحفادهم، وليس لأبناء هذا البلد .وبذا نهضت شعوب الأمم من حولنا وتنعمت بالرفاهية والحداثة في وسائل
العيش، فيما حكام وادي الرافدين -لاسيما الحاليون -مافتئوا يغذّون الجدالات والصراعات والخلافات بينهم فيماوالاختلافات
جمر إذكاء على ودأبوا غذاء،شر المناكفات والتهديدات سناؤها خفتَ كلما القلائل ويثير المشاكل يؤجج بماوالوعيدات،
لهيبهاوخمد .الأمر الذي خلف سلبيات الىوأفضى ترديات زاد وما واجتماعيا. وأمنيا واقتصاديا سياسيا البلد أوضاعفي
بروز بلة،الطين وكتلأحزاب وأعضاؤها رؤساؤهايرى ان الساحة لاتصلح إلا للبهلوانيات، فظهرت -كنتيجة حتمية -
المصالح من قريبا التكنوقراط عن بعيدا والكتل، الأحزاب تلك تسيّرها والتي البلد، مؤسسات إدارة في جديدةأساليب
الأنانية، تاركين حبل على للبلد الصحيحةالإدارة الغارب، على وطافت فيه، مرغوب غير زبد حاصل كتحصيلفطفح
السطح جيف تسلطت على مراكز القرار اوصنعه اوالتأثير عليه.