لماذا فشل التعليم في العراق؟/عزيز الخزرجي

Wed, 4 Nov 2015 الساعة : 1:00

التعليم كان أحادي الجانب ... يعني هدف و غاية النظام التعليمي كان يقتصر على تربية العقول فقط لتخريج المهندسين و الأطباء و غيرهم من الأختصاصات من دون الأهتمام بآلتربية الروحية و القلبية و الأخلاقية التي كانت عنواناً لوزارة (التعليم و التربية).

بمعنى أوضح و أجمل؛ لم تكن آلجامعات و المعاهد تُخرّج لنا مهندساً آدمياً أو دكتوراً آدمياً(1), بل كانوا مجرّد مهندسين و أطباء في أحسن الأحوال, و بإستطاعتنا تقييم (التربية و التعليم) في العراق و باقي بلدان العربان و حتى العالم بالقول؛

[أن النظام التربوي السّابق خلال القرن الماضي .. كان يُخرّج أجيالاً من الكوادر لهم عقول على الأقل و إنهم كانوا أفضل نسبياً من الأجيال التي أتت من بعد تلك الفترة _ فترة العقود الأخيرة من القرن  الماضي, و لكن ذلك التعليم فشل في تحقيق رسالته سواءاً في الماضي أو الحاضر, و تسبّب في إنتشار الحروب و الأرهاب و الفوضى و تمرير سياسة (المنظمة الأقتصادية العالمية)(2).

إنّ المُتخرّج ألأكاديمي الذي لم يتربى على الأخلاق الفاضلة و القيم السّماوية الحقّة و بآلتالي لم يعرف جواب (الأسئلة الستة)(3).. لا يُمكنهُ أنْ يكون مفيداً و نافعاً لتحقيق الغاية المنشودة في المجتمع و من خلق الأنسان!؟

خصوصا لو علمنا بأن الدين الذي رافق إنتشار ذلك المنهج التعليمي؛ كان دينأاً طقوسياً متحجّراً يستند على الأحكام الفقهية الشخصية التي روّج لها التقليديون و لا يزال هذا المنهج حاكمٌ في كل العراق و بلدان العالم تقريبأً, حتى إنفصل الدين عن الحياة السياسية و الأجتماعية بشكل كامل ممّا أطلق أيادي السياسيين ليفعلوا بآلمجتمع ما شاؤوا من أجل مصالحهم و رواتبهم و حقوقهم التي هي حق الفقراء!

و لذلك لم يتطور العراق كما كان مأمولاً و بآلتالي لم تتحقق فيه الأمن و الرفاه و السعادة .. بل الظلم كان مخفياً في كل البيوت و دوائر الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق, و إنه لا يمكن أن تُبنى الحضارة الأنسانية التي ترضي الله تعالى و تحقق السعادة في وجود الأنسان بآلعقل فقط .. بل لا بد من مشاركة القلب و الروح أيضا لتحقيق حضارة متكاملة تسير مع حركة و نغمة الوجود لنيل السعادة و الأمان و العدالة و الرّفاه في كل المجتمع, فآلعقل وحده عاجزٌلتحقيق ذلك, و قد أشار القرآن الكريم لهذه الحقيقة العظيمة التي تغافل عنها الفقهاء و المفسرين و الأكاديميات ليس في العراق فقط .. بل في كل بلدان العالم تقريبأً.

و لذلك تفاقمت الأمراض النفسية و العقائدية و الفكرية في نفوس الناس .. فأنتشر الأرهاب و الفساد و آلفوضى و الجهل و الظلم حتى أصبح معروفاً و حسناً  بين الناس للأسف الشديد.

للمزيد من آلتفاصيل راجع مقالاتنا و فكرنا المتواضع في هذا المجال.
عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فواصل و مبان و أسس كثيرة تفصل الحالة (الآدمية )عن ا(لأنسانية) ثم عن (البشرية)!
- البشر ؛ البشرية, هي الحالة الأولية التي نشترك فيها مع الحيوانات بصفاتنا المادية كآلأكل و الشرب و الجنس و التزاوج و التوالد و ما إلى ذلك.
- الأنسان؛ الأنسانية, هي الحالة التي تتقدم و تسمو على الحالة البشرية , بعد ما يتصف فيه الأنسان ببعض الصفات الجمالية و المحاسن الخُلقية و الخَلقية.
- آدم؛ الآدمية, هي الحالة العظمى التي يصلها الأنسان ليكون كَأديم الأرض, متواضعاً, يعني بإختصار تحقق التواضع الكامل في وجود الأنسان.
(2) لمعرفة حقيقة (المنظمة الأقتصادية العالمية), راجع مقالنا الموسوم بـ : [الأسوء الذي سيواجه العراق بعد الأرهاب], و غيره من المقالات بهذا الشأن.
(3) لمعرفة تفاصيل الأسئلة و الاجوبة : راجع مباحثنا في (أسفار في أسرار الوجود).

Share |