الشعائر الحسينية بين اتجاهين/عصام الطائي

Wed, 28 Oct 2015 الساعة : 9:39

 

نتيجة للفهم الحرفي للنصوص الشرعية من قبل الاتجاه السني والشيعي وقعا كلا الاتجاهين بجملة من الأخطاء والاشتباهات فالاتجاه السلفي السني بالأخص الاتجاه المتشدد وقع في جملة من الأخطاء والانحرافات والاشتباهات العقائدية حيث اتهمت أصناف كثيرة من المسلمين الذين يقعوا تحت دائرة الإسلام بكونهم كفار او مشركين حيث وسع من دائرة الكفر والشرك وكذلك وقع هذا الاتجاه في اشتباه لمفهوم البدعة حيث كان لهذا الاتجاه فهم ساذج لمفهوم البدعة وكذلك وقع بجملة من الأخطاء من أسلوب التعامل مع كثير من المذاهب العقائدية والفكرية والسياسية مما سبب سلوكهم وتصرفاتهم هذه بتشويه الصورة الواقعية للإسلام وبناء صورة نمطية سلبية للاسلام والمسلمين في العالم.

وكان موقف الاتجاه السلفي السني المتشدد من الشعائر الحسينية سلبيا للغاية حيث أضحوا يفتشون على النصوص الشرعية بالأخص الأحاديث والروايات لأجل بناء صورة سلبية عن الشعائر الحسينية علما ان تعامل الاتجاه السلفي المتشدد حتى مع الرسول الأكرم كان سلبيا حيث يصفوا كل ميت بعبارات جارحة بكونه المقبور وهذا النوع من الوصف يعبر عن أسلوب الجفاء والقسوة والغلظة بتعاملهم مع النبي عليه الصلاة والسلام وهو انعكاس لطبيعة نفوسهم الملوثة لذلك من باب اولى يكون تعاملهم مع الشعائر الحسينية بصورة اكثر من الجفاء والقطيعة حيث يتهم كل من يقوم باحياء الشعائر الحسينية بالبدعة والشرك هذا مما سبب قطيعة مع الشيعة وكذلك هناك قطيعة مع كثير من الاتجاهات كالاتجاه الباطني مثل العلويين والدروز والصوفية وغيرهم ولهم قطيعة مع اغلب الفئات في المجتمعات البشرية سواء أكانت إسلامية او غير اسلامية وكل ذلك بسبب الفهم الساذج لمفاهيم الإسلام.

ونجد ان أسلوب التشويه للحقائق من خلال القنوات الفضائية والكتب والمجلات والمواقع الالكترونية وبأي وسيلة اخرى ويعتمد غالبا على تحريف كثير من الحقائق في سبيل رسم انطباعات سلبية اتجاه الشعائر الحسينية وكل ما يمت بصلة للتشيع وهناك أموال طائلة مسخرة لتحقيق هذا الهدف والذي تعمل على تفتيت الساحة الاجتماعية والسياسية وحدوث مشاكل وأزمات في الوضع الاجتماعي والسياسي مما يخلق كثير من المشاكل والأزمات الاجتماعية والسياسية وخلق فوضى في النظام الاجتماعي والسياسي وكان من باب اولى تسخير هذه الأموال لخدمة الفقراء واليتامي والأرامل وغيرها من الفئات المحتاجة لكانت خدمة الناس هذه يرضى عنها الله تعالى ورسوله .

ولكن في المقابل نجد الاتجاه الشيعي المتشدد يستعمل أسلوب التكفير والتفيسق اتجاه الاتجاه السلفي السني المتشدد وهناك فئات شيعية لا تهتم الا بثقافة الخلاف واختزال الإسلام بثقافة الخلاف وكذلك الاهتمام بالامور الشكلية واهمال جانب المضمون وكأن المشكلة الأساسية للبشرية هي الخلاف وترك جانب مهم وهو الأنظمة السياسية والاقتصادية والتربوية للإسلام وكأنه لا وجود لها مما سبب اهمال جانب مهم جدا للناس لفهم الحقائق الواقعية لمفاهيم الإسلام.

ولا ننسى ان هناك جملة من الممارسات التي تدل على الغلو في احياء الشعائر الحسينية لدى الاتجاه الشيعي المتشدد فقد يذكر جملة من المبالغات بذكر مصيبة الإمام الحسين ع او تحصل جملة من الممارسات الخاطئة في احياء الشعائر مما يجعل الاتجاه السلفي السني المتشدد يتصيد بالماء العكر للتشنيع على الشعائر الحسينية.

ولا يقتصر جانب التشدد على مستوى اتجاهات واضحة من المسلمين بل اتجاهات كثيرة تشمل اغلب الأديان كاليهودية والمسيحية والوثنية والأفكار الوضعية وكذلك يشمل التشدد اتجاهات من الفكر القومي واليساري والليبرالي فالتشدد طبيعة بشرية يدل على التمسك الشديد بالعقائد والأفكار مع الفهم الساذج للعقائد والافكارمما يسبب اضرار كثيرة على مسيرة البشرية لأنه يولد العداوة والبغضاء والكراهية وبالتالي الحروب والاقتتال وذهاب كثير من الضحايا وكثيرا ما يكونوا أبرياء لا ذنب لهم الا كونهم منتسبين لهذه الفئة او تلك.

Share |