ال سعود: رحماء على الكفار اشداء على العرب..!/حيدر ال طعمه

Wed, 21 Oct 2015 الساعة : 11:32

على امد قرنين، كانت دول الخليج العربي تخضع لبريطانيا، المملكة التي لاتغيب عن ممتلكاتها الشمس، وكانت بريطانيا تنصب من ترضاه ملبيآ لمصالحها، وعميلآ مخلصآ لها، ومن لا يثير الشكوك من حولها.
وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت الاستراتيجية الجديدة للمنتصرين، دول حلف شمال الاطلسي، قد ارتأت ان تتبدل الادوار، لتكون بريطانيا حامية لمصالح امريكا في بحر الشمال واوربا، وتتسلم امريكا مصالحها في الخليج العربي.
وما ان اعلن الاتفاق، حتى اتجه حكام الخليج مهرولين، لتقديم فروض الطاعة والولاء للولايات المتحدة الامريكية، وقد تحصل ال سعود على ما يطمعون، اذ رأت فيهم امريكا الابن المطيع، والكنز الذي لا ينضب، وموردآ مهمآ.
اتجهت الاموال والنفط الخليجي الى الخزانة الامريكية، كما اتجهت امريكا لعقد تحالف معهم، وتجهيزهم عسكريآ، ونتيجة لهذا التحالف اصبح ال سعود اقوياء على اشقائهم، ضعفاء حتى بالكلام امام اسرائيل، حليفة امريكا الاولى.
لقد تمادى حكام السعودية، وظنوا انهم الاقوى متشجعين بحليفتهم امريكا، اذا غاب المنافس القوي عن الساحة العالمية، حتى دخلنا في القرن الحالي، وظهرت بوادر تحالف جديد، تحالف قل ما يقال عنه، انه تحالف نووي.
ان المتتبع للاحداث في العقد الاخير، وتحديدآ منذ عام 2008م، يرى ان الظهور الروسي بات قويآ، في مخالفته لدول اوربا والعالم بتغذية ايران باليورانيوم، ورغم العقوبات والرفض الدولي، اعترفت امريكا بأيران نوويآ.
وبعدها قضية القرم، التي اظهرت فيها روسيا لقوتها واحتلت الجزيرة عسكريآ، وقضية اوكرانيا رغم معارضة كل اوربا لها، واخرها قضية سوريا، التي تحدت فيها الولايات المتحدة بوجه سافر، واكتفت امريكا وحلفائها بالكلام.
لقد ادرك ال سعود، ان امريكا بدأت تضعف، وان التحالف الروسي الايراني الصيني الكوري الشمالي، بات تحالفآ اقوى، وان وقوفها في الكفة الاخرى يضعفها، مع ذلك التخلص من النفوذ الامريكي في الداخل ليس سهلآ.
اجرت السعودية بعض المناورات الدبلوماسية، زيارة وزير الخارجية لروسيا، في ظاهرها كلام سياسي، وفي باطنها تقديم فروض الطاعة لروسيا، مقابل الحفاظ على مكانتها بين الدول العربية، ولم يعلم ال سعود انهم رؤوس اينعت.
تأكيد هذه الرؤيا، رفض ال سعود للاتفاق الامريكي - الايراني، وتجاهل امريكا لمصالح السعودية في هذا الاتفاق، كما ان امريكا عجزت بالرد على روسيا في سوريا، خصوصا ان السعودية نادت بالمسلحين المعتدلين في سوريا.
ان الوضع العسكري يشير الى تنافس روسي - امريكي، تنافس هدفه زعامة العالم، فهل تنفع ال سعود هداياهم مع الروس، ولا يمكن لروسيا ان تتنازل عن قهر الولايات المتحدة مقابل الاموال، وقتها ستنهار روسيا من الداخل.

Share |