برلمانيون: تردد واشنطن في مواجهة داعش دفع بغداد نحو التحالف مع موسكو
Wed, 30 Sep 2015 الساعة : 6:55

وكالات:
يتوقع برلمانيون عراقيون وصول الخبراء الروس الى بغداد "في اي لحظة" بعد ايام قليلة من كشف الستار عن "الاتفاق الرباعي" الذي اعلن عنه رئيس الحكومة حيدر العبادي قبيل سفره الى نيويورك الاثنين. ويضم التحالف الى جانب موسكو كلا من طهران ودمشق، وسيعمل في موازاة التحالف القديم الذي تقوده الولايات المتحدة والمؤلف من 60 دولة. وتتضارب الاراء في العراق حول الدور الجديد الذي سيلعبه هذا التحالف الذي يتقاطع مع سياسية الولايات المتحدة في المنطقة. وترى اطراف سياسية ان الاعلان عن "الحلف الرباعي" يفتح الباب امام الرئيس الامريكي للتهرب من مسؤولية دعم العراق والقضاء على التنظيمات الارهابية. وترحب جهات سياسية، معروفة برفضها للتواجد الامريكي، بالتعاون الدولي الجديد معتبرة انه سيكون عاملا مهما لتسريع خلاص العراق من "داعش"، متهمة الولايات المتحدة بالتردد في مواجهة التنظيم الارهابي. واعلنت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، مطلع الاسبوع الجاري، عن التوصل لاتفاق مع كل من روسيا وإيران وسوريا لمشاركة المعلومات الاستخباراتية في الحرب ضد "داعش." واكد البيان العسكري "أن الاتفاق جاء بعد القلق الروسي حول وجود الآلاف من الإرهابيين من جنسيات روسية يرتكبون أعمال إجرامية ضمن التنظيم." ونسبت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء، مؤخرا، إلى مصدر عسكري دبلوماسي قوله في موسكو إن قيادة مركز التنسيق في بغداد ستكون دورية وسيتولاها ضباط من الدول الأربع بداية من العراق. وأضاف المصدر أن من المحتمل تشكيل لجنة في بغداد لتخطيط العمليات العسكرية والتنسيق بين وحدات القوات المسلحة في المعركة ضد تنظيم داعش. تعاون معلوماتي ويستبعد موفق الربيعي، الذي شغل منصب مستشار الامن الوطني لاكثر من 6 سنوات، ان يصل التعاون بين تلك البلدان الى مرحلة انشاء "مركز قيادة" داخل بغداد. ويقول الربيعي، في اتصال مع (المدى)، ان "الاتفاق الجديد بين الدول الاربعة سيقوم بتوفير معلومات من كل بلد على حدة وليس عن طريق ايجاد غرفة عمليات مشتركة في العراق"، مؤكدا "ضرورة ان يتوسع التحالف ليضم حزب الله اللبناني باعتباره شريكا اساسيا في محاربة التنظيمات المسلحة بالاضافة الى تقوية التحالفات القديمة مع الدول الغربية وبضمنها الاتفاقيات مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن". ويرى النائب عن دولة القانون ان "التحالف الجديد جاء نتيجة تردد التحالف الدولي في محاربة المسلحين داخل العراق مما تسبب في خسارة البلاد لاراضي جديدة لصالح داعش كما حصل في الرمادي". واضاف الربيعي ان "التحالف الجديد جاء كرد فعل على عدم ايفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه العراق من تسليح وضعف تدريب القوات الامنية وبطء تجهيز بغداد بمقاتلات اف 16". ويرجح المستشار السابق للامن الوطني ان "يكون الاتفاق الجديد اكثر جدية من السابق ومكملا له وان يساعد الولايات المتحدة في تجاوز ترددها في محاربة داعش". لكن النائب عن دولة القانون ينفي وصول مستشارين روس الى العراق حتى اللحظة، لكنه يؤكد "وجود مستشارين ايرانيين مع الحشد الشعبي". وكان رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي كشف مؤخرا عن دخول الاتفاق الرباعي "مرحلة التنفيذ"، مؤكدا وصول خبراء عسكريين من طهران وموسكو الى بغداد. في غضون ذلك يرجح مثال الالوسي، عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، ان "يصل الخبراء الروس في اي لحظة الى العراق ضمن الاتفاق الدولي الجديد". ويقول الالوسي، في تصريح لـ(المدى)، ان "التعاون الرباعي لن يقدم مساعدة الى العراق وسيقدم معلومات للاطراف الثلاثة الباقية"، لافتا الى ان "الولايات المتحدة التي تملك القوة الاساسية في محاربة داعش عبر الضربات الجوية لن تثق بمعلومات مقدمة من روسيا او ايران او سوريا كما ان واشنطن وموسكو وطهران يتبادلان المعلومات منذ زمن طويل ولكن بشكل محدود". ويرى رئيس كتلة التحالف المدني ان "العراق وضع نفسه كرأس حربة في صراع عقائدي بين روسيا وامريكا"، مبينا ان "ذلك الاتفاق لن يخدم العراق بشكل مباشر وسيعطي مبررا لرئيس الولايات المتحدة باراك اوباما للتهرب من مسؤولية دعم ومحاربة داعش". هل ستصل قوات روسية؟ بالمقابل يشير الالوسي الى ان "روسيا لن ترسل قوات قتالية الى العراق لكنها موجودة في سوريا"، لافتا الى "تواجد القوات الايرانية في العراق سواء كانت بشكل صريح او بدعم مباشر لبعض الفصائل المسلحة العراقية". وتعليقا على سماح العراق لروسيا باستخدام اجوائه عبورا نحو سوريا، يقول الالوسي ان "روسيا لاتحتاج ان تستأذن العراق لان اجواءنا غير مسيطر عليها وعرضة للاختراق من الجميع". لكن موفق الربيعي يقول ان "العراق لن يمانع في مرور الطائرات الروسية فوق اراضيه لو طلبت روسيا ذلك". وكانت صحيفة النيويورك تايمز قالت في وقت سابق إن ما لا يقل عن سبع طائرات شحن عملاقة أقلعت اوائل ايلول الحالي من قاعدة جوية في جنوب شرقي روسيا، لنقل معدات عسكرية وجنود إلى سوريا، وذلك عبر الأجواء الإيرانية والعراقية، وعدت الموضوع يشكل "تحدياً مركباً" لرئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، الذي دعته أميركا لمنع مرور تلك الطائرات في أجواء بلاده. اليأس من واشنطن الى ذلك رحب ماجد الغراوي، عضو كتلة الاحرار النيابية، بالاتفاق الدولي الجديد. وقال لـ(المدى) ان "العراق وصل حد اليأس بسبب عدم جدية الولايات المتحدة في محاربة داعش". واضاف الغراوي، عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، ان "العراق بدأ بالبحث عن بدائل للخلاص من التنظيم المتطرف من خلال السعي للحصول على معلومات جديدة واسلحة لمحاربة داعش"، مشيرا الى ان "التحالف الجدي لن يتوسع لمرحلة ارسال قوات قتالية"، مستدركا بالقول "سيوفر التحالف الاستشارات العسكرية والدعم اللوجستي ويضغط على الدول الداعمة للارهاب"
المصدر:المدى برس