حلم لايتحقق!...لماذا؟،.... حديث على ساحل الأطلسي!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري......المانيا
Wed, 30 Sep 2015 الساعة : 0:40

كان الفندق السياحي،الذي قضيت إسبوعين فيه مع العائلة على ساحل المحيط الأطلسي في دولة أوروبية جميلة،رائعا!.كل شيء فيه يكاد يكون قد بلغ الكمال!.شاطيء المحيط برمله الفاتح اللون يدعو السائح لترك همومه اليومية جانبا ،والأنبطاح(التمدد) عليه والتمتع بأشعة الشمس الحارة نسبيا.مياه الأطلسي تكاد تنادي الناس من جنسيات مختلفة للسباحة فيها،وترك ما يسمعه المرء هناك أيضا من الدمار وذبح البشر التي تقوم به عصابات الأرهاب الأسود(داعش والقاعدة...الخ)ووهابيي السعودية الكفرة ومن لف لفهما،في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر(وتونس)..الخ.في الفندق تعرفت على شاب لبناني(مسيحي) مهندس،جاء من بريطانيا مع زوجته الأنكليزية وإبنه الذي لم يتجاوز السنة الرابعة من العمر بعد!. كنا نجلس أثناء العشاء في الفندق سوية،(ويحيطنا) مزيج من لغات متعددة،يسود فيها الضحك والمزاح المهذب(الإنكليزية،الألمانية،الفرنسية،الإسبانية،البرتغالية،الهولندية،السويدية...الخ)،بالأضافة طبعا إلى اللغة العربيةالتي نمثلها(نحن الأثنان!)هناك!.جميع الحاضرين(تقريبا؟)في غبطة وإرتخاء،وأكثرهم يتحاورون عن الأشياء الجميلة التي تمتعوا بها(في البحر وعلى ساحله!)والأماكن الأثرية أو الخلابة التي زاروها أثناء يوم،يحزن المرء حقا لمروره بسرعة!.في هذا الجو(العائلي الكبير؟)الرائع سألني من تعرفت عليه سؤالا حول(بتشديد الواو)غبطتي الكبيرة(وفرحه أيضا؟)فجأة إلى شبه حزن!.سؤال الشاب اللبناني هو:لماذا لانرى مثل هذا التوافق والفرح وإحترام الآخرين عند العرب حينما يلتقون(في فندق مثل هذا مثلا!)،وحيث أن كل شيء عندهم(البترول،المياه،الأراضي الخصبة،الشمس ...الخ)،علما أن لغتهم واحدة ودينهم واحد؟؟،بعد سكوت دام أقل من عشر ثواني،وجه لي سؤالا آخر:أليس السواح في هذا الفندق بشرا مثلهم؟، وقد قدموا من دول متعددة ولغاتهم مختلفة،وبالرغم من هذا نراهم يتصرفون وكأنهم (أبناء عائلة واحدة!)، يحترمون الآخرين من البشر ويبتعدون كل البعد عن إزعاجهم وإضعاف فرحتهم(بالتلذذ) بعطلتهم؟.أجبته:(أن النفس العربية عامة)،ونفسيةأعراب الخليج خاصة،لاتزال تحتفظ بطبيعتها البدوية،وبما أن التربية عندهم عن طريق الوالدين تكاد تكون معدومة فيما يخص إحترام الآخرين ونبذ العنف،وإتخاذ لغة الحوار كعامل أساسي لحل المشاكل...الخ(لقد تربوا،كما يبدو، على النهب والسلب والقتل والكذب والنفاق وجعل الباطل حقا والحق باطلا...الخ)،لذلك نجد(بصراحة،وبدون لف ودوران)أن سوء التربية هو الذي أدى إلى أن تصبح أكثرية(كل؟)العرب (إضحوكة؟)لبقية البشر!،وأضفت:أكاد أثق،بأنه لو أن جميع السواح في الفندق هذا،عرب،لوقعت ربما خصومات،وسب وشتم وضرب ...ووو)،وقد يكون السبب هو أن أحدهم ذكر أحد الملوك أو الأمراء أو الرؤساء من دولة أخرى بكلمات قد لاتعجب من "يطبل"(بضم الياء وتشديد الطاء)ليل نهار له ولحاشيته وحكمه البربري و.... هنا قاطعني(صاحبي)قائلا(وكأنه لايعرف تماما حقيقة المتخلفين الوهابيين وأمثالهم):إذن لايتعجب المرء أبدا عندما يرى الأرهاب(داعش...الخ)قد إنتشر بسرعة فائقة،ويمتلك الآن أسلحة حديثة أقوى بكثير من أسلحة جيوش الكثير من الدول،وتسائل:هل أن عرب الخليج حقا من قام بتجهيز هؤلاء الأرهابيين (بالسلاح)سرا وعلنا،ودعمهم بمئات المليارات من الدولارات؟أجبته نعم،وبدون شك!،وأصبح هذه الحقيقة معروفة حتى للطفل الرضيع،وتابعت:هناك ثلاثةأسباب عند عربان الخليج المتوحشين (ياصديقي):الأول هو طائفي،والثاني هو عقدة النقص الأبدية عندهم ،لأنهم لايعرفون،كبدو همج،حضارة،كبقية (الدول العربية) وشعوبها، والتي أسست أولى الحضارات في التأريخ،والتي تقوم العصابات الأرهابية
الآن،وبأمر ودعم من مشركي السعودية وأمثالهم،بتدميرها وقتل أهلها الأبرياء،أما السبب الثالث ،فهو أن أكثر (قادة)بدو السعودية وأمثالهم ،عملاء للأجانب،وجواسيس ضد أبناء قوميتهم ودينهم(إن كان لهذه البهائم الضالة دينا)،وكلنا نعلم أن جميع دول الخليج (تقريبا) محمية من الغرب،وإنهم يحاولون بأعمالهم البربرية هذه، ضد بقية العرب الأصلاء،من أصحاب العزة والحمية والشجاعة والغيرة والشرف أن يجعلونهم كعملاء وخدم وجواسيس للأجانب مثلهم؟،ولكن هذا مستحيل،لأن الموت بعزة عند العربي الأصيل أشرف من عيش ذل!، وتابعت:إنك ياعزيزي لو تقرأ التأريخ العربي،فستجد بلا شك البراهين التي تثبت عمالتهم للأجنبي وضد أبناء جلدتهم!.سألني مرة أخرى: وما هو الحل إذن حتى يصبح العرب في تصرفهم(الأنساني والحضاري)كالسواح هنا؟.أجبته،وبإبتسامة خفيفة مملوءة بإحتقار عربان الخليج كلهم تقريبا:سوف لم ولن نرى ماتتمناه(ياصديقي)،وحتى ربما في القرون الثلاثة القادمة،لأنه(أن يصبح البدو المتوحش غنيا بين ليلة وضحاها،فهذا ممكن،وقد رأيناه عند بدو الخليج الذين حولهم البترودولار من "متوحشين"(لايعرفون غير أكل الضب والضبع والشرب من سيول الوديان القذرة وملابس بسيطة من وبر البعير)إلى أغنياء حقا،لايأكلون غير الضأن النيوزيلاندي ولحم البقر الأرجنتيني...ولا يشرب أكثرهم إلا الشمبانيا والويسكي(لعنة الله عليهم إلى يوم الدين)،لأنه يبدو أن شرب الماء العادي يقلل من منزلتهم الأجتماعية؟؟؟.ولكن أن يصبح البدو المتخلف،والذي لازالت (روحه) تعيش في العصر الجاهلي،إنسانا،فهذا يتطلب جهدا كبيرا لايوصف،قد لايتحقق أبدا،حتى ولو تغيرت التربية ومناهج التعليم،وحتى لو تطلب ذلك عدة قرون،لأن طبيعة الأنسان لايمكن تغييرها نهائيا(شتان بين الطبع والتطبع!).