هل دخل العراق في "تحالف رباعي" ضد الإرهاب على انقاض "التحالف الدولي"؟

Mon, 28 Sep 2015 الساعة : 7:25

وكالات:
تلوح في الأفق بوادر تحالف إقليمي جديد ضد الإرهاب، يضم العراق وايران وروسيا وسوريا، بعد فشل ذريع لتحالف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وتشترك فيه السعودية ودول خليجية، في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، الذي تلقى الدعم الخفي في بدايات الأزمة السورية على وجه الخصوص، من جهات خليجية بصورة رسمية وغير رسمية.

فقد قال العراق، السبت، إن مسؤوليه العسكريين يشاركون في تعاون استخباراتي وأمني في بغداد مع روسيا وإيران وسوريا لمواجهة التهديد الذي يمثله تنظيم داعش، فيما أفاد مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو، السبت، بأن روسيا وسوريا والعراق وإيران قررت إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع.

ومع وصول تجهيزات عسكرية روسية إلى سوريا، خطى العراق خطوة جديدة نحو تحالف مع الدول الثلاثة، وهي دول تشكل محورا على طرف نقيض في سياساته مع سياسات الولايات المتحدة والدول الخليجية، بل انه يمثل تعبيرا عن يأس عراقي من دول التحالف في جديتها على حرب داعش.

وهذا التحالف الجديد، سيقلب الموازين في المنطقة، وسيضعف نفوذ الدول الخليجية التي تسعى الى اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد واضعاف حزب الله اللبناني، والحاق العراق بركب السياسات الخليجية.

بل ان تعزيز هذه التحالف الرباعي، سيسقط الورقة السورية من أيدي اللاعبين الخليجيين، وسيجعل العراق عاملا حاسما في تجديد المستقبل السوري.

وربما تتعدي المشاركة الإيرانية والروسية، والعراقية - بدرجة اقل بسبب انشغال بمشاكله الداخلية -، المهمات "اللوجستية" و"الاستخباراتية، الى المشاركة بالطائرات العسكرية وفرض السيادة على الأجواء السورية.

 وكان موقف "المسلة"، الأسبوع الماضي وقبل هذه التطورات، قد طالب بسياسة واضحة، و شفافة لجهة دعم الجيش السوري بوجه الإرهاب.

والتحالف الرباعي الجديد يعزز الفرص القضاء على داعش،والتي جعل منها تحالف الولايات المتحدة والدول الخليجية ضئيلا، بسبب عدم الجدية في حسم المعركة مع الارهاب، وجعله الوسيلة للفوضى المستدامة في العراق وسوريا.

كما ان المبادرة الجديدة تجعل المعركة ضد تنظيم داعش مشتركة بين روسبا وايران والعراق وسوريا.

 وبات واضحا للعراق فانه لا معنى للتحالف مع دول وقفت مع الإرهاب وينتظر منها محاربته،مثل السعودية وقطر.

كما التحالف الجديد، يوازي تحالف السعودية ضد اليمن الذي قاد حربا دموية ضد الشعب هناك.

وفي حين تقود الولايات المتحدة تحالفا ضد التنظيم في كل من سوريا والعراق، لم يحقق نتائج حاسمة، تقول روسيا إنه ينبغي للولايات المتحدة التعاون مع الأسد لقتال داعش، وهو ما يطالب به العراق وايران أيضا.

وحول التنسيق الجديد الذي مثل الخطوة الأولى في التحالف الرباعي قال بيان من قيادة العمليات المشتركة للقوات المسلحة العراقية إن الاتفاق جاء مع تزايد قلق روسيا من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا والذين يقومون بأعمال إجرامية مع داعش.

وقد يُزيد هذا التحرك نفوذ روسيا في الشرق الأوسط. وعززت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في الأسابيع الأخيرة في الوقت الذي تضغط فيه من أجل ضم دمشق إلى الجهود الدولية لمحاربة تنظيم داعش وهو طلب ترفضه واشنطن.

وبزيادة المخاطر في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات أرغمت موسكو واشنطن على توسيع قنوات التواصل الدبلوماسي معها.

وحث منتقدون الرئيس باراك أوباما على أن يصبح أكثر حسما في الشرق الأوسط ولاسيما تجاه الصراع السوري ويقولون إن عدم وجود سياسة أمريكية واضحة منح تنظيم داعش فرصا للتوسع.

وتتحدث مصار مختلفة عن خلية تنسيق في بغداد أنشأها القادة العسكريون الروس والسوريون والإيرانيون بهدف العمل مع فصائل الحشد الشعبي ضد داعش في كل من العراق وسوريا.

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري دعا في نيويورك، الجمعة الماضي، التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى زيادة قصف أهداف تنظيم داعش في العراق.

وأشار مصدر روسي حسب "روسيا اليوم" إلى أن الوظائف الأساسية للمركز التنسيقي بين روسيا والدول الثلاث ستتلخص في جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم داعش مع توزيع هذه المعلومات إلى الجهات ذات الشأن وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

وذكر المصدر نفسه أن إدارة المركز ستكون بالتناوب بين ضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع.
المصدر:المسلة

Share |