ملاحظات نقدية حول مقالة ( البعد القومي للعيد الديني ) !/مير عقراوي
Fri, 25 Sep 2015 الساعة : 14:41

نشر الأخ الأستاذ علي راضي مقالة بعنوان ( البعد القومي للعيد الديني ) ، فيها تطرق الكاتب الى الأبعاد القومية لعيد الفصح عند اليهود والديانة اليهودية وعيد الأضحى في الاسلام ولدى المسلمين ، فآستنتج بأن العيدان الدينيان الفصح والأضحى لهما جذورا وأبعادا قومية تخص اليهود والعرب . لا أريد التطرق الى عيد الفصح عند اليهود ، كما ليست هذه المقالة لأجل البحث عن كتاب التوراة ونصوصها ، بل أتطرق الى مقالة الأخ الكاتب علي راضي حول عيد الأضحى ، حيث قال بالنص ما يلي :
( ما علاقة إنسان من غير العرب بحج العرب وأضحاهم بعد إبراهيم؟ وبأي معنى منه يحتفل؟ ولنفرض أن آشورياً أو سومرياً دخل الحنيفية، كيف سيحتفل بهذا العيد وأجداده هم الذين حكموا على إبراهيم بالإعدام لولا أن نجاه الله منهم إلى فلسطين والحجاز؟ ولنفرض أن رجلاً من آل يعقوب أراد أن يشارك أبناء عمه العرب في عيد الأضحى هل يستطيع أن يتجنب تذكر ما كان من جدته سارة وهي تطلب إبعاد هاجر وإسماعيل. وهو الأمر الذي شارك في ظهور الأمة الجديدة وأعطاها بيتها المقدس وذكرياتها الجميلة في التضحية. بل أظنه سيشعر بالحسرة لما فعلت جدته العليا .
هذان نموذجان واضحان للبعد القومي للعيد الديني. ونكتفي بهما لوضوحهما من جهة ورغبة عن الدخول في نقاش مع الذين لم يفهموا نظرية الدين فحرموا أنفسهم من التفكير السليم أو القراءة السليمة للنصوص المقدسة. ولولا ذلك الإفساد لنظرية الدين لتبين أن معظم الأعياد الدينية تشبه الفصح والأضحى في بعدهما القومي . )
يتضح بأن الكاتب قد نهج في مقالته هذه عن واحدة من أهم شعائر الإسىلام ، وهي عيد الأضحى بعدا قوميا عروبيا خالصا ، وهذا ما يتناقض ، بل يتصادم مع الاسلام كديانة عالمية إنسانية الأبعاد والمقاصد والدلالات . في أمميته الاسلام وعالميته وإنسانيته من حيث الديانة والتعاليم والأحكام والعبادات والشعائر فإن القرآن الكريم والأحاديث النبوية طافحة بمختلف الدلالات والإثباتات الآياتية والحديثية .
يقول القرآن الكريم في تعظيم شعائر الله سبحانه : { ذلك ومن يُعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } الحج / 32 . ومن الشعائر هذه : المناسك ، الأضاحي ، الهدايا ، حيث هي من خصائص الحج وشعائره ومعالمه البارزة . إذن ، فعيد الأضحى ، هو شعيرة إسلامية إيمانية خالصة ، حيث هو – أي عيد الأضحى – من جملة الشعائر الاسلامية والايمانية في الاسلام .
عن إسلامية عيدي الأضحى والفطر قال رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – : { إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما ؛ يوم الأضحى ويوم الفطر }
وقال رسول الله محمد أيضا عن عيد الأضحى : { إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ، ثم يوم القر } . ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر . وقد سمي بذلك لأن الناس فيه يقرون بمنى لأجل مناسك الحج .
وفي حديث ثالث عن عيد الأضحى قال رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام : { هذا عيدنا أهل الاسلام } !! .
إذن ، فإن عيد الأضحى ، هو عيد إسلامي خالص ، وهو من شعائر الاسلام الدينية والايمانية الخالصة أيضا ، ثم ليس لعيد الأضحى أيَّ بعد عربي ولا عروبي قومي على الإطلاق . أما نبي الله تعالى ابراهيم – عليه السلام – فإنه من الناحية القومية لم يكن عربيا ، بل كان كرديا ، وهو هاجر بعد عدة بلدان الى شبه الجزيرة العربية فآستقر فيها بأمر الله عزوجل ، وذلك لأجل رسالات وأمانات إلهية كُلِّف بها خليل الله ابراهيم . عليه ليس مقبولا وحسب ، بل هو أمر مرفوض كل الرفض في الاسلام من يحاول من الإخوة العرب تفسير الاسلام وشعائره على أساس قومي ، فهذه المحاولة هي تبخيس لشأن الاسلام وتناقض معه وآنحراف عنه بلا شك .