بعض وسائل الإعلام هي مرتع الفساد والاقساد/سيد صباح بهبهاني

Fri, 25 Sep 2015 الساعة : 14:39

المقدمة|أمر بالإصلاح وأثنى على المصلحين، ونهى عن الفساد وذم المفسدين، نحمده على نعمه وإحسانه، ونشكره على فضله وامتنانه، ومنذرين عن مخالفة أمره، والوقوع في نهيه، ومحذرين من شدة انتقامه، وأليم عقابه {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} نشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين .

أيها المنافقين قبل الملتزمين المؤمنين - ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فاتقوه حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى؛ فتلك وصية الرسل عليهم السلام إليكم {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يـا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .
لما خلق الله تعالى البشر قسمهم إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} ولا وجود لفريق آخر غير هذين الفريقين .
وفريق الجنة هم الأنبياء وأتباعهم المؤمنون، وفريق السعير هم الشيطان وأتباعه الكافرون، وفريق الجنة يسعى في الأرض بالصلاح والإصلاح، وفريق السعير يسعى فيها بالفساد والإفساد؛ ولذا كان أكثر الناس صلاحا وإصلاحا الرسل عليهم السلام؛ لأنهم أفنوا أعمارهم في السعي بالصلاح، ومقاومة الفساد, وقد قال الله تعالى عن الصالحين من آل إبراهيم عليه السلام {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} وقال شعيب وهو يحتسب على قومه {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت }.
وهؤلاء الصالحون من البشر الذين يحتسبون على الناس بأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وفضح المفسدين، وبيان فسادهم؛ قد أُمرنا بالنظر في سيرتهم، واتباع هديهم، واقتفاء أثرهم في الاحتساب على الناس، والسعي بالإصلاح، والأخذ على أيدي المفسدين والمفسدات؛ وذلك حين ذكرهم الله تعالى مبينا فضلهم وصلاحهم، وما اختصوا به من النبوة والرسالة ثم أعقب سبحانه ذلك بقوله عز وجل {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }.
ومن قرأ القرآن بتدبر، واستقرأ أحوال الأنبياء فيه؛ علم أن الأنبياء عليهم السلام إنما بعثوا للاحتساب على الناس، ومراقبة أحوالهم، وتقويم سلوكهم وأخلاقهم، والأخذ بأيديهم إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال، وردهم عما يضرهم في الدنيا والآخرة .
والموضوعات التي احتسب فيها الرسل عليهم السلام على أقوامهم شاملة لما يصلح الدين والدنيا، ابتداء بتوحيد الله تعالى ونبذ الشرك، وانتهاء بتقويم سلوك الناس، وتصحيح معاملاتهم وأخلاقهم .
لقد أمروهم بكل معروف فيه صلاح أحوالهم في الدارين، ونهوهم عن كل منكر يضرهم في الدنيا والآخرة .
لقد احتسب الرسل على أقوامهم في مسألة التوحيد، وهي أعظم مسألة وأجلها، وحذروهم من الشرك وعاقبته، وهو أخطر معصية وأكبرها، وما من رسول منهم إلا قال لقومه {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }.
وكان احتسابهم شاملا لكبراء القوم وملئهم، كما شمل عامة الناس وضعفتهم؛ لأنهم يريدون صلاح الناس كلهم، ومثال ذلك من سيرتهم: إنكار إبراهيم عليه السلام على النمرود بن كنعان، ومناظرته إياه في الربوبية والألوهية، وأنكر موسى عليه السلام على فرعون ظلمه وتعبيده الناس له من دون الله تعالى .
وتحمل هذان النبيان الكريمان عليهما السلام في سبيل إنكارهما على الطاغيتين ما تحملا من الأذى في سبيل الله تعالى مما قصه الله تعالى في كتابه العزيز .
وأنكر موسى عليه السلام على قوم فرعون تزويرهم للحقائق، وتزويق الباطل، والدجل على الناس، وإضلال العامة فقال لهم {أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون}، وفي الآية الأخرى {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى} فكان موسى عليه السلام قدوة لمن يتصدون لعلماء السوء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه لإرضاء البشر من دون الله تعالى، كما كان قدوة صالحة لمن يفضحون الكتاب والمفكرين والإعلاميين الذين يفترون الكذب، وينشرون الضلال، ويبثون الشبهات، ويدعون إلى الشهوات!! وكم يفترى في هذا العصر على الإسلام، وتؤول نصوصه لا لشيء إلا لموافقة مناهج المنحرفين المستكبرين!! وكم يفترى على المصلحين المحتسبين من أكاذيب كما افتري على الأنبياء من قبل؟ !
وكما احتسب الرسل على كبراء الناس ورؤوسهم فإنهم قد احتسبوا على أهل بيوتهم وقرابتهم، فأمروهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، وما كانوا عليهم السلام ليحتسبوا على الناس ويتركوا المقربين منهم !!
هذا نوح عليه السلام يخاطب ابنه وقد بدت بوادر العذاب لينقذه من الكفر إلى الإيمان فيقول له {يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين }.
واحتسب إبراهيم عليه السلام على أبيه فخصه بالخطاب، وأكثر القول عليه، حتى غضب أبوه منه وهمَّ برجمه، وأمر بهجره {واذكر في الكتـاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا، إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا، يا أبت لا تعبد الشيطـان إن الشيطـان كان للرحمن عصيا، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطـان وليا، قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا }. نعم هذا هم الصالحين يا نوابنا ويا أخ حيدر العبادي وموظفين الدول عجل بحل البرلمان واقتدي بالمثل العراقي القديم : ( بدل ما تقول للقط كش اكسر رجله ) ـ (بدل ماتكول للدجاجه كش اكسر رجله ) ـ (بدل ما تحكيلها كش اكسر رجلها) ـ ولا تكن مثل الأكرع الذي سبقك وحقا كنا نشبه بهذا جبت الأكرع يونّسني .. كشف راسه وخرّعني نعم الشعب طلب العون من هؤلاء ولكن للأسف لقوا منهم المزيد في العناء والشقاء. ..هسه فهموني يا مثل يعجبكم واتعجلون بالإصلاح ؟! لو تحبون هذا ينفذه الشعب؟ أكو من جلمة ... وأكو من سطرة وبعد العاقل يفهم!

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)الأعراف /164 .
الحمد لله العليم الخبير والذي يعلم في ما في جوف الإنسان لقوله تعالى : (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر /19 . و (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) غافر/20 . نحمده فهو أهلُ الحمد، ونشكره فلا أحدَ أحقُّ بالشكر منه؛ خلقَنا ورزقَنا وهدانا واجتبانا وعلَّمَنا، ومن الخير أعطانا، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له؛ دِينُه خيرُ دِين، وكتابه أحسنُ كتاب، وشريعتُه أكملُ شريعة، ولا رَشاد في الدنيا، ولا فوزَ في الآخرة إلاَّ بالتمسُّك بها ونتمسك بهاً لقوله تعالى : (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) البقرة / 138 .
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) القصص /4 .
(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال /25 .

(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة /245 .
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ، حذَّرَنا من أقوام هُم من جلدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا، ونهانا عن طاعتهم، واتِّباع سبيلهم، وأمَرَنا بتحذير الناس منهم ومِن ضلالهم، وأخبرَنا أنَّهم دعاة على أبواب جهنَّم؛ مَن أجابهم قذفوه فيها، صلَّى الله وآله، وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه إلى يوم الدِّين .
أمَّا بعد :
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وإحذروا الفِتنَ والمهلكاتِ، التي أعظمُها وأكبرها الفِتنةُ في الدِّين، والمجاهرة بالمنكرات، والرِّضا بها، والدَّعوة إليها، وفرْضُها على الناس بالقوَّة وذلك مُؤذِن بالعقوبات والمَثُلات على الأفراد والجماعات؛ لقوله تعالى : (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال /25 .
أيُّها الناس :
أَمَر الله سبحانه وتعالى بالإصلاح في الأرْض، وأثْنى على المصلحِين، ونهى الله عزَّ وجلَّ عن الفساد وذَمَّ المفسدين، وكان رسل الله تعالى هم المصلِحين، ودعوتهم ودعوة أتباعهم هي الصلاح والإصلاح، وكان المعارِضون للرُّسل المحارِبون لأتباعهم هم أهلَ الفساد والإفساد .
وقد يتظاهر المفسدون بأنَّهم مصلِحون، وأنَّ مشاريعهم التخريبيَّة للعقائد والأخلاق هي من الإصلاح، كما يفعله المنافقون في القَديم والحديث، ولكن الله تعالى حذَّرَنا من الغرور بدعواهم، وفَضَحَهم في قرآن يُتْلى إلى يوم القيامة.ولنكون على حذر من كذبهم ودجلهم، وعدم تصديقهم في دعاواهم أنَّهم مصلِحون، وهم في واقع الأمر مُفسِدون وصفهم سبحانه تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) البقرة /11 و لقوله تعالى : ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )البقرة / 12
وكان فرعونُ الطاغيةُ أشهرَ رمْز من رموز الفساد في الأرض، وكان يدَّعي الإصلاح، ويزعم أنَّه مصلِح، وقد سعى لتعبيد الناس له من دون الله تعالى وأراد فرْضَ فساده على الناس باسم الإصلاح؛ ولذلك فإنَّ وصف الفساد والإفساد والمفسدين في القرآن جاء ذِكْره في قصة فرعون أكثرَ من غيرها، وابتدأت به لقوله تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) القصص /4 .
ولَمَّا أَغرق الله تعالى ـ فرعونَ، وغَرغَر بالموت ادَّعى أنَّه يؤمن بدِين موسى - عليه السلام - فخوطب بأنَّه من المفسدين في قول الله تعالى : (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) يونس/91.، وجعل الله - تعالى - قصَّة فرعون مع قصص مَن قبله مِن المفسدين عبرةً لنا، وخوطب بذلك نبينا محمد - صلَّى الله عليه وآله في قول الله تعالى (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) الأعراف /103 . فكان فرعون أنْمُوذجًا للمفسدين في الأرْض الذين يَكذِبون على الناس فيدَّعون أنَّهم مصلِحون .
والمفسِد فرعونُ كان يعلم أهميَّة الإعلام في نشْر فساده، وكان يحرص على تأليب النَّاس على موسى ومَن معه، ويتظاهر بالبراءة والصلاح والإصلاح، والحِرْص على رعيته من الفساد الذي يدَّعيه في موسى عليه السلام فكان يخاطب الناس خطابًا إعلاميًّا علنيًّا يُظهر فيه نصحَه لهم، وحرصَه عليهم، وخوفَه من إفساد موسى عليه ويقص سبحانه لنا فيما حدث بينهم لقوله : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ) غافر /26 ، وكان يشتدُّ في خطابه الإعلامي التضليلي في ذلك الحين ، ويوضح لنا ربنا قول فرعون في القرآن : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي) القصص /38 .
وكثيرٌ من الناس كان ينخدع بهذا الخِطاب الإعلامي من فِرعون، ويُصدِّقون أكاذيبَه؛ لأنَّ صوته كان أعلى، وكان هو الذي يملك وسائلَ الإعلام المتاحة في زمنه، فاغترَّ به كثيرٌ من الناس؛ لقوَّة إعلامه ودعايته، وبراعته في التزوير والإضلال ويقول سبحانه في القرآن : (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) هود/97 .
وكان موسى عليه السلام يُحذِّره وزمرتَه الإعلاميَّة الفاسدة من تزوير الحقائق، واختلاق الأكاذيب عليه، وعلى مَن معه من المصلِحين ويذكرنا الله سبحانه عبر القرآن الكريم لقوله : ( قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) طه /61 .
يا لِعظمةِ هذا القرآن حين تبقى هذه القصَّة بفصولها وأحداثها، وأقوال أبطالها منذ تنزُّل القرآن إلى يومنا هذا! لنرى في أمَّتنا زمرةً من الفراعنة الإعلاميِّين الجُدد يَلبَسون ثياب الناصحين المصلِحين؛ لينشروا ثقافةَ الفساد والإفساد، ويرموا أهل الصلاح والإصلاح بموبقاتهم، كما فَعَل فرعونُ من قبل مع موسى - عليه السلام - إنَّها نفْس الطريقة، ونفْس الأكاذيب، ونفْس الوسائل القَذِرة التي استخدمها فرعونُ من قبلُ.. لحشد الرأي العام ضدَّ موسى ومَن معه .
وأن فراعنة هذا الزمن هم من التكفيريين والانتحاريين وداعش والبعثين وبعض أصحاب الظلال زارعو الفتنة الطائفية والمنافقين عن طريق الوهابيين وموليهم وعن طرق الإرهاب والتشويش عبر الفضائيات وزعم أن وسيلتهم إصلاحية رموا المعارضين لهم
بأنهم لا يريدون وسائلَ الإصلاح مع أنَّ دعاتنا لا تقوم إلاَّ على المحبة !!! والعاقل يفهم ؟؟ وأقول لهم أن دعتكم لا يقوموا إلا علي ركنين: هما القتل والعُنف، وهما مِن أعظمِ الفساد الذي تُعاني منه الحضارة المعاصرة بشهادة كافة الأديان السماوية المسلمين والمسيحيين واليهود وأن كل الكتب السماوية الثلاثة تحرم القتل والعنف .، وبإقرار كل العالم وجموع أديانه قبل المسلمين؛ فإنَّ مئات الدِّراسات الأكاديميَّة والتحليليَّة والإحصائية تذكُر أنَّ أعظمَ ما يهدِّد الحضارة المعاصرة هما العُنفُ والقتل، الذي تسوقه هذه المنظمات الإرهابية عبر بعض الكتب والجماعات وبعض الفضائيات .
يا للعجبِ مِن أُناسٍ يتباكون في إعلامهم على ما يُمارس من عنفٍ ضدَّ الأطفال والفتيات والنِّساء، ويعقدون الندواتِ ليُحذِّروا من الضرْب - ولو كان للتأديب - بحُجَّة أنَّ العنف لا يولِّد إلاَّ العنف، ثم يستجلبون وسيلةَ نشْر ثقافة العنف على أوسع نطاق باسم الإصلاح، فما أعظمَ التزويرَ والإضلال !!.
يا للعجب منهم حين يصيحون محذِّرين من أن العنف حرام وأن الضرب والقتل حرام وهم يقتلون الآلف من الأخوة اليمنيين الطيبين الذين هم أصل فخوذ العرب وأن كل العشائر التي هاجرة من اليمن إلى العراق والأطراف مثل العبيد وبعض الدليم وغيرهم هم من اليمن وكذلك مذحج الذين هم يشكلون أكبر بطون العرب ويسكنوا الحجاز والنجف والكثيرون ونعود لتعريف آل سعود الذين يقتلون بلا هوادة وفي نفس الوقت الذي يفرضون فيه أداةَ الضرب بآمرة موظفيهم ((( الأمرين بالمعروف ))) وهم يعملون على العكس وهم الذين ضربوا النساء والأطفال والشيوخ وهم في بقعة مباركة في بقيع الخردق ، وهي ليست الأولى من فعلهم ، حين هدموا قبور الأئمة والصحابة والمعالم الإسلامية فيها والتي تهيِّج عواطف المحبين ، وتُسعر قلوبهم الحرق بالألم ، وتدعو إلى عدم الاستقرار. وبهذه الأعمال يشيعون الفواحش، فإذا انضمَّ لها بعض القلوب المتحجرة التي تسعى وراء المادة التي يبذلونها لهم أسيادهم لإثارة القتل والعنف، أين إذن تلك التربية ؟؟؟ هل على الاغتصاب والابتزاز، والقتل والنهب والتخريب !! فأيُّ تناقض هذا؟ أين العرف الدولي حتى يمنع نشاطهم وتزايد مخاطرهم على العالم ؟ أن هؤلاء حين يكذبون علي الناس ، ويزورون الحقائق ويقولون نحن نريد أن نقذ الدين ! أي دين هذا يا قتله !! وفعلن ينتجون إرهابيين وقتله توافق مع خصوصيات ادعائهم الباطل . وللأسف أنهم بقولهم
يُريدون بها الإصلاحَ!!! والأبواقهم وفتنتهم الدنيئة يردون أن يشغلوا العالم وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط ويزعزعوا أمن استقرار السلام العالم ويبعدون الإخاء والتقارب بين شعوب العالم والأديان .
أن هذه الحُجَّة لا تنطلي إلاَّ على الجَهلة والمُغفَّلين... والعنف والقتل والإرهاب , والإسلام منها برئ لأن رسالة الإسلام السلام وأيضاً أن جميع الأديان هي سماوية ولا تحبب العنف والدمار الذي نراه اليوم بحق الشعب العراقي وبعض البلدان التي يعد عنها الخير والصلاح .
فليحذر المصلحون أن يكونوا عوناً للمفسدين على إفسادهم بالفعل أو القول أو الإقرار بالمنكر (((لأن الإرهاب هو من أعنف والضرر والمنكر))) .. فيحملوا أوزار من انغمسوا في هذه الأعمال الإرهابية عبر هؤلاء . والعاقل المتعلم تكفيه ذنوبه عن حمل ذنوب غيره من الناس نسأل الله الهداية للجميع ولا بد من الخيريين والشرفاء من أداء النصيحة لمن انغمسوا في مخالب هؤلاء ،وإقامة الحجة عليهم وبراءة للذمة .
وكانوا أئمة أهل البيت عليهم السلام في كل زمان يقربوا الناس من الصلاح ويبعدنهم عن الفساد ، وحتى بعض العلماء الخيريين والمرشدين والمحققين والمربين سائرين على هذا النهج والمنبع الأخروي . ألفت نظر القراء لما أراد صلى الله عليه وآله الخروج إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنين عليه السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجره وقال له : ( يا علي إن المدينة لا تصلح إلا بي أوبك) . لماذا إذن أستخلف الإمام علي عليه السلام لأن الإمام وآهل بيته هم المصلحون في كل زمان ومكان ، وكذلك محبيهم والمقتدين بهم ويذكر لي المرحوم والدي لمحبين أهل البيت وكان في العشرينات ولحد وفاته في 1956م  كان يبني عقاراته في مواسم الشتاء وقال له أحد محاسبيه لماذا تفعل هكذا أنها تجارة غير مربحة ، وكان يقول له الحاج أعمل الذي أقوله لك ولا تتدخل في ما لا يعنيك وقاله له يا حاج أنا أعمل عندك محاسب استشاري ويجب أن أوضح هذه الأمور لك ، وكرر عليه نفس ما قاله لا تتدخل بما لا يعنيك !
وسكت المحاسب وفي شهر رمضان كان الحاج لا يرد أحداً إذا سأله مهما كلف الأمر ، وأستغل المحاسب الفرصة وكرر عليه نفس السؤال لماذا تبني في موسم الشتاء ، وقال الحاج أنت مصمم أن تعرف ؟ فقال نعم وقال أن قلت لك حقيقة الأمر يجب أن ترافقني كل أسبوع لزيارة الأمام المهدي عج الله فرجه فقال المحاسب إذا كان جوابك مقنع سوف ألبي الأمر ، فقال له الحاج يا أخي أن الله رزقني وأنت تعرف أن الأموال أضعها في بعض الأحيان في لقرض الحسنة كما أمرنا الله لقوله تعالى : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة /245 .  وأن هذه الأموال هي في الحقيقة لله سبحانه وتعالى وأنا مأمور لرعايتها وعدم الاحتكار والاختزان لها وأن الله سبحانه وتعالى ذكر في سورة التوبة الآية 34 : " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم "  أن أئمتنا عليهم السلام قالوا : أن الله خلق خلقا من رحمته لرحمته برحمته وهم الذين يقضون حوائج الناس فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن. ويتعظ السراق اليوم من موظفين الدولة كيف كان العراقيين القدماء يبذلون جهداً لدعم الفقراء وكان المرحوم أبي يذكرني عن الطيبين في العراق والعالم ويقول يا بني كن منهم وفاعل خير ويروي لي عن المرحوم الأخ عبد الأمير الفيلي المرحوم الأخ الحاج عباس الفيلي الذي كان يستقبل السيد محسن الحكيم مع ضيوفه وجميع عائلته في الكاظمية العطيفية الأولى جنب عقد الأكراد, في بيته ولمد 3 أسابيع ( وللأسف عندما هجر المقبور العراقيين إلى إيران ظلم ذهب نسيب وبنت الحاج عباس فيلي عند السيد محمد باقر الحكيم لعله يساعدهم ولكن ظهر منه العكس بالطرد, وللعلم هم دفعوا 5آلالف دينار وهربوه خارج العراق عندما اتهموا البعثين بأن السيد مهدي جاسوس وبحضور السيد محمد باقر الحكيم كانت الصفقة ..المهم كلمن يرده حليبه)  نعم هكذا كانوا الشرفاء من العراقيين الأكراد الفيلية وكانوا يتنافس مع التجار لدعم الفقراء وكان دائماً يقول للدامرجي لماذا لا تقرض الله يا أخي وتدعم الفقراء كما أنت تكون! نعم يا نواب الجدد والموظفين لا تخرج معاملة شخص إلا أن أهلك صاحب المعاملة بدفع الرشاوي بمضاء أو جلب المعاملة أو لتنسيق مع مدير الدائرة وأن الكثير يعانون من هذه المشاكل ! وجلب انتباهي بأن المجلس الأعلى الذي يرئسه الأخ عمار الحكيم منحوا موظفة عنده لتكمل شهادة الماجستير في لبنان وأن الأخ السيد الدكتور عباس نصر الله رئيس الجامعة الإسلامية في بيروت  و أيد ذلك وأمر إدارة الجامعة أن تقبل بالفور ! والأكثر  اندهاش هو أن المجلس وتحمل المصاريف كلها ولمدة عامين في القسم الداخلي في بيروت , وللعلم أن أكثر العراقيات صاحبات الشهادات ينتظرون الدراسات العليا ولكن لم يتمكنوا ذلك لأنهم لا يملكون الواسطة أنتو أهل المحابس هل تعرفون عن الإسلام؟ والخلفاء الراشدين والصحابة والأئمة الكرام؟ خذوا ما أوصى به الإمام الباقر أبنه الصادق .... ونرى أن الإمام زين العابدين عليه السلام عندما حضره الموت ضم أبنه الباقر لصدر وقال  : يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي قبل أن يستشهد ، بما ذكر أن أباه أوصاه به ، قال : يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله . وأخذ يقول له الحديث تلو الحديث إلى أن قال قرأت عن حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله : شرف الدنيا الغنى ، وشرف الآخرة التقوى, وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته أئمة الهدى عليهم السلام ورثونا كنوز العلم والمعرفة في كافة المجالات . وقال الإمام الباقر عليه السلام : قال تسع خصال خص الله بها رسله فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله تعالى عليها وإلا فاسألوه فيها وهم : اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والشجاعة والتنزه .
وروي عن أهل البيت عليهم السلام أن للمؤمن على المؤمن تسعة حقوق : يديم نصيحته ويلبى دعوته ويحسن معونته ويرد غيبته ويقيل عثرته ويقبل معذرته ويرعى ذمته ويعود مرضته ويشيع جنازته .
وجعلكم يا سادتي عبرة لأولى الألباب يا طيبين التالين الكتاب وأوجه سلامي إليكم وعلى جدكم صلى الله عليه وآله وجعل أفئدة من الناس تهوى إليكم ما خاب من تمسك بكم ولجأ إليكم . ويداً بيد لبناء الوطن وبمناسبة يوم عرفة والعيد الأضحى أتقدم للجميع بالتهاني وصالح الأعمال .
ونعم ما قيل :
طوبى لعبد كشفت * عنه غبابات الوسن
والموعد الله وما * يقض به الله يكن .
ويداً بيد للتعاون والتآخي ودعم الحشد الشعبي والجيش والمهجرين والأيتام والمسنين وكل الملوعين المعذبين من أبناء شعب العراق وأيضاً أحث الأخوة السوريين أن بدعم جيشه للقضاء على الدمار الذي حل بسوريا الحبيبة والعراق تضرر من قبل العصابات الداعشية القادمة  من سوريا وتركيا المهم شدوا السواعد لنصرة الأوطان والله ولي التوفيق ونهدي للجميع ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح المؤمنين والمؤمنات ولروح أمي وأبي منها نصيبا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين وأنه لا يفلح الظالمون.
أخوكم المحب
صباح بهبهاني

Share |