ملاحظات على قضية الامام المهدي ع/عصام الطائي

Wed, 16 Sep 2015 الساعة : 2:43

المحن والشدائد التي يعيشها الشعب العراقي ينظر لها البعض بمنظار سلبي بحيث يعتبر البعض لاستناد جملة من الأحاديث الضعيفة التي روجها الأمويون ضد إتباع الامام علي ع وقد تجاهل البعض جملة من الأحاديث في مدح شيعة العراق من خلال محاولة ترويج تلك الاحاديث السلبية كما في القول المتداول يا اهل العراق يا اهل الغدر والنفاق في سبيل الإساءة الى التشيع علما ان الامام علي ع كان ينتقد كثيرا لشتى القضايا فهو اشبه بدور المثقف الذي يشخص السلبيات في الواقع وان اهل العراق لم يكن كما هو حاله يوم وجود نسبة كبيرة محسوبة على التشيع بل كان خليط من مذاهب واديان وتوجهات مختلفة وان النظر الى المدلول الايجابي لهذه المحن المصائب يرى ان هناك تخطيط الهي يعمل على اعداد هذه الأمة لمهام جسام  وان المدلول لمعنى الربانية هو التربية والرعاية الربانية لخلقه فعلى المستوى الشخصي ان هناك رعايا ربانية من بداية خلق الإنسان من حيث توزيع القابليات الفكرية والعقلية والعاطفية للإنسان الى رعاية الإنسان في حركاته وسكناته في حياته فالله تعالى يتكفل بالإنسان في رعايته وتربيته.

 وهكذا هناك رعاية إلهية للمجتمعات البشرية فهو الذي يتكفل رعايتها وتظهر اليد الإلهية بصورة واضحة لعباده المخلصين الذين يكون تعالى هو مصدر التسديد والتأييد والتوفيق والنصرة والتسديد اما الذي يتخلى عن الله يتركه بدون تسديد وتوفيق ورحمة هو والزمن يتصارع ويتنافس ويتقاتل .

 ملاحظات حول قضية الامام المهدي.

 الملاحظة الأولى :

هناك من يعتبر مسألة الامام المهدي من الأساطير أي يدخلها ضمن دائرة الخرافات والأساطير ومثل هذه الأفكار لا قيمة لها مقابل الحقيقة الإلهية المهيمنة على هذا الكون بشتى صوره الإبداعية وأضحت أفكار هؤلاء لا ينظر اليها الإنسان المسلم بأي اعتبار فما أكثر الأفكار الإلحادية التي ظهرت وأرادت ان تغير أفكار الناس بالرغم من وجود الامية والجهل في ذلك الوقت الا ان وجدان الإنسان المسلم الحي لا يمكن ان يجعل الإنسان المسلم يتخلى عن قيمه بسهولة الا النفوس الضعيفة والمريضة والمشككة .

 الملاحظة الثانية :

 من ينظر الى قضية الامام المهدي من زاوية ضيقة ويحصرها في مذهب معين ويحاول ان يهمش دور الامام المهدي في طائفة معينة ويحجم دور الامام المهدي القيادي .

الملاحظة الثالثة :

 من ينظر الى الامام المهدي من ناحية الفهم المتخلف الى قضية الامام المهدي وهذا يتمثل بجملة من الحركات الشيعية كما هم (الحجتية ) في إيران فلهم فهم ساذج لقضية الامام المهدي حيث يعتمدون على ضرورة انتشار الظلم ليسهل خروج القائم وهؤلاء لا يمثلون شيء مقابل النسبة الكبيرة من أنصار الامام المهدي وهناك حركات قد ظهرت ولا زالت تظهر في العراق لها روى خاطئة ومنحرفة تحاول ان تستغل الناس السذج والذي لها تفاعل كبير يعتمد  على الجانب العاطفي.

الملاحظة الرابعة :

 هناك من يحاول ان يسيء الى الامام المهدي من خلال وضع جملة من الشبهات كما في أفكار احمد الكاتب والذي له فهم ساذج لقضايا الفكر الإسلامي وكان بإمكانه ان يخدم الفكر الإسلامي لو كانت الأدوات التي يستعملها بصورة صحيحة وواقعية الا انه مع الأسف قد أساء لفكر أهل البيت عليهم السلام كثيرا ووقف موقفا معاديا وكذلك كما ان هناك بعض الأشخاص الذي يحاول ان يعالج بعض الروايات عن أهل البيت في جملة من القضايا فبدل ان يعالجها بصورة ايجابية الا ان علاجه بصورة سلبية وكذلك هناك في الفكر السلفي التكفيري يحاول ان يسفه أفكار الامام المهدي ع بصورة واخرى .

الملاحظة الخامسة :

هناك يحاول ان يتعامل مع قضية الامام المهدي تعامل عاطفي ويحاول ان يستغرق في قضية الامام المهدي ويغالي كثيرا وترى البعض حتى في قنوته في الصلاة يدعو الى الامام المهدي وحينما تناقشه تراه لا يتنازل لأنه لم يتعامل مع قضية الامام المهدي من منظور عقلائي بل عاطفي فيرفض كل نقد حتى يلاحظ عن البعض قد أضحى يركز على طرح قضية الامام المهدي كثيرا بصورة وجود مناسبة او غير مناسبة وتحول الى سلوك شخصي وطابع عام للشخصية وأضحت لها المرتكز الاول والأخير ولكن لا يعير أي أهمية لثقافة الإسلام وفهمه بل يركز على الروايات التي كثير منها لها معاني رمزية أكثر مما هي حقيقية ويتعامل معها كمعاني ثابتة كما في قضية السفياني واليماني والأعور الدجال ويحاول ان يفسرها بالمعاني الحرفية والتي كثير ما تخالف الواقع بينما التفسير الصحيح لقضية الامام المهدي فهي التي تحتاج الى التحليل والاحتمالات المختلفة.

 وان قضية الامام المهدي ع من الأمور الاساسية في الشريعة الإسلامية الا ان كل هذه التفاصيل قد تكون في كثير من الأحيان لها دلالات مختلفة ولا يمكن حصرها بمعنى ثابت فالباحث المنصف لا بد ان يتناول طرح الآراء على نحو الاحتمال لا الجزم لان هذه القضايا اقرب الى التحليل وأشبه بالقضايا السياسية التي كثير ما يكون تفسيرها على نحو الاحتمال لا الجزم.

 الملاحظة السادسة .
 تسييس قضية الامام المهدي هناك البعض يحاول ان يسيس قضية الامام المهدي ع فيخلط بين الجانب العقائدي والسياسي وكثير ما يسيء الى قضية الامام المهدي نتيجة هذا التسييس وذلك جراء التعامل العاطفي او الساذج مع قضية الامام المهدي ع .

 عصام الطائي

Share |