الثقافة البتراء ـ الشيخ محمد المنجد انموذجا/عصام الطائي

Wed, 16 Sep 2015 الساعة : 1:27

ان عالم السلفية عالم غريب وعجيب فنتيجة للفهم الحرفي للنصوص الشرعية يقع هؤلاء يوم بعد يوم في مزالق وشبهات فهناك تهافت واضح في الفتاوى وفي نفس الوقت هناك المشكلة في الدفاع المستميت على تلك الفتاوى المتهافتة ومن اغرب تلك الفتاوى هي تحريم الأفلام الكارتونية كما في أفلام ( مكي ماوس وجري ) فقد ربط ما يسمى بالمنجد بين قضيتين ليس لها دخل احداهما بالأخرى فهو يريد ان يمنع الأطفال من مشاهدة تلك الأفلام الكارتونية بادعاء بان الفئران كائنات ممقوتة ونجسة وانه قال ( ان الشريعة الإسلامية سمت الفأرة الفويسقه وانه تقتل في الحل والحرام وانها تضرم على أهل بيت النار وان الشيطان يسير هذه الفأرة وانها من جنود إبليس مضيفا الفار في الشريعة الإسلامية شيء ممقوت وكائن مفسد) وهذا كلامه اقرب الى الخرافة فهو قد ادخل الخرافات الى الشريعة الإسلامية .

 ومن اكبر تهافته ادعاءه ان الفأرة من جنود إبليس والمعروف ان عالم الجن له عالمه الخاص ولا دخل لعالم الحيوان بعالم الجن الا اذا قام الإنسان بعمل بعض الأمور من خلال السحر فتظهر الأضرار نتيجة السحر والشيء الأخر لو فرض انه نجس هل يستعدي قتل كل شيء نجس او عدم مشاهدة الشيء النجس ؟ علما ان قتل الفأر ليس من اجل نجاسته بل مما يسبب من اذى للإنسان فمن هنا يسمح الإسلام بقتل الحيوان اذا سبب الضرر العقلائي ومع عدم الضرر لا يجوز قتل أي حيوان فان ملاك جواز قتل الحيوان اذا سبب ضرر للإنسان وليس له علاقة بالنجاسة والنجاسة حكم وضعي يترتب من خلاله احكام معينة حسب نوع النجاسة منها البطلان او الفساد بالعبادة كما لو حصل نجاسة على بدن الإنسان او لو تنجس بدن الإنسان بإحدى النجاسات المعروفة وانه مع كون الكلب نجس فهل يجب قتله لأنه نجس؟  اذ المناط في قتل أي حيوان اذا سبب ضرر عقلائي للإنسان وليس على أساس نجاسته او اتصاله بعالم الجن .

والسبب في هذا التهافت هو الفهم الحرفي للنصوص الشرعية وضعف السند في نقل الروايات علما ان الفارة تعتبر من الخبائث فيحرم أكل خرءها مثلا لخبثه كما لو وجد في أي من المواد الغذائية شيء من هذا القبيل فيرفع لئلا يختلط مع الطعام وليس لنجاسته لان الخرء من الخبائث والشيء الأخر هو حول الأفلام الكرتونية فان أساس المنع والجواز حسب ما يرى الإسلام على تلك الأفلام بما تسبب تلك الأفلام من ضرر على شخصية الطفل اي من ناحية المفسدة النوعية كما لو كان بالأفلام صور إباحية تؤثر سلبا على شخصية الطفل فيحرم الإسلام تلك الأفلام لئلا تسبب مفسدة تؤثر على شخصية الأطفال والا اذا كان بالأفلام فارة او لم يوجد او من ناحية نجاستها او عدم نجاستها او من حيث خبثها او عدم خبثها فليس له دخل بتحريم المشاهدة لتلك الأفلام وهذه من البديهيات التي يجب ان يعرفها رجل العلم وسبب هذا الخلط والاشتباه بالأمور هو سوء فهمهم للإسلام نتيجة للفهم الحرفي للنصوص الشرعية وضعف الضابط في المسالة الأصولية بالاستنباط مما يترتب عليه فهم ناقص ومتخلف للإسلام .

والمشكلة الأساسية ان الصورة التي يحملها الآخرين على الإسلام من جراء الفهم المتخلف للإسلام هذا ما يمثله الفهم السلفي ولكن من جهة أخرى هناك شخصيات اخرى تربك الواقع الاجتماعي والسياسي بشكل اخر  كالقرضاوي الذي ركب الموجة وأضحى يتكلم كلام غير مسئول وغير منضبط مما سبب إرباك للساحة الإسلامية وهذا تعبير عن صورة أخرى على الفهم السلفي الأخر المتخلف الذي يسمي نفسه بالمعتدل فقد ادعى جملة من الادعاءات الواهية ضد اطراف اسلامية مخالفة له  مدعيا انه يمثل الفرقة الناجية وطرح جملة من المسائل الفقهية والعقائدية الخاطئة نتيجة للفهم الناقص للإسلام واستعماله جملة من الأدوات الخاطئة.

 والحقيقة ان مشكلة الإسلام اليوم مع هؤلاء هو في الفهم الحرفي للنصوص وضعف الضابط في المسائل الفقهية مما سبب فهما ناقصا ومتخلفا للإسلام وإرباك للساحة الإسلامية والإنسانية وهذا بخلاف مدرسة أهل البيت فقد وصل علم الاصول والفقه الى أفاق عليا اذ كما هو ملاحظ عند السيد محمد باقر الصدر او محمد الصدر والشيخ شمس الدين هناك التألق والتطور في أفاق الفتوى هذا بفضل الالتزام بمنهج أهل البيت عليهم السلام الذي اوصى رسول الله ص واله وسلام من خلال الالتزام بالقران والعطرة وقد تخلى أولئك عن الالتزام الواقعي بل مجرد الادعاء بحب أهل البيت عليهم السلام بل وصل في كثير من الأحيان بالبعض الى كره أهل البيت عليهم السلام نتيجة التعامل الجاف مع أهل البيت عليهم السلام بخلاف الشيعة فقد تعاملوا مع أهل البيت عليهم السلام على أساس المحبة ومن يطلع على الكتب الأصولية والفقهية خصوصا في مدرسة السيد الصدر فهناك الضابط الدقيق التي تجعل الفقيه لا تصل به الحالة الى مثل هكذا حالات من التهافت وان كان هناك بعض الفتاوى الشاذة من قبل بعض الفقهاء ولكن ليست بالكثيرة والسبب في ذلك الى الانغماس بالنصوص بحيث تجعل هناك هفوات وشطحات وحالات الشطحات معروفة لدى قسم من الفقهاء والمتصوفة والفلاسفة واهل الكلام .

عصام الطائي
 

Share |