عناصر القوة في المبادى والقيم والمثل/عصام الطائي

Sat, 12 Sep 2015 الساعة : 12:19

تكمن عناصر القوة في القيم والمبادئ والمثل الإسلامية باعتبار كون المصدر من قبل الله تعالى والذي له الكشف التام للحقائق وهو بخلاف القيم والمبادئ الوضعية

فان هناك كثير من القيم والمبادئ الإسلامية منها التقوى والصبر والتوكل والزهد والتوكل والإخلاص والحياء والتعاون والتعارف والمحبة والمودة والتواضع والشكر والصدق والعدل والفضيلة والخير بالإضافة الى الامتناع عن القيم السلبية مثل الغش والخداع والكذب والنفاق والغيبة والنميمة والحسد والطمع والجزع والأنانية والتكبر والظلم والرذيلة وكل شر.

وان هذه القضايا ليست مجرد وصايا بل هناك الوسائل لتحويلها الى شيء عملي فعن طريق العبادات وقراءة القران والأدعية او الاستماع الى القران والأدعية تتحول الى عنصر قوة للإنسان وان تفاعل الإنسان مع هذه القيم تجعل الإنسان تترسخ المشاعر الايجابية في نفسه وتضعف المشاعر السلبية فيؤدي الى بناء وتكامل النفس مما ينعكس على السلوك ويعتمد البناء النفسي على مدى تفاعل الإنسان المسلم مع تلك القيم الايجابية والامتناع عن القيم السلبية فعلى مقدار التفاعل تتحقق الآثار الايجابية في الخارج وتضعف الآثار السلبية في الخارج.

وقد يتساءل البعض لماذا اذن هناك بعض الناس غير ملتزمين دينيا أكثر أخلاقا من بعض الملتزمين دينيا؟ والجواب ان غير المؤمن قد اكتسب تلك القيم عن طريق القيم الأخلاقية في الأسرة او المجتمع اما الملتزم دينيا لم يحصل له تفاعل مع تلك القيم الايجابية فلم تظهر أثارها بل تفاعله محدود ونسبي وقاصر وقد يكون سلبيا بعض الأحيان فقد يكون الشخص مؤمنا وحسن الخلق وقد يكون مؤمنا ولكنه سيئ الخلق وقد يكون غير مؤمن ولكن حسن الخلق وقد يكون غير مؤمن وسيء الخلق علما ان الضغوط الخارجية قد تجعل بعض الناس تضعف في التفاعل مع تلك القيم الايجابية مما يؤدي الى ظهور القيم السلبية في النفس.

وسوف نذكر بعض تلك القيم والمبادئ العليا :

أولا: التقوى

الإنسان الذي يتفاعل مع معطيات الشريعة فيتصف بالتقوى فيكون عنصر قوة للإنسان وهذا العنصر يعبر عن قوة داخلية في النفس تجعل الإنسان يتصف بالصفات الحسنة ويبتعد عن الصفات السيئة أي تكون قوة الردع في النفس قوية اما الذي لا يمتلك هذه الصفة فيكون عنصر الهوى هو الغالب على النفس مما يسبب الاستجابة لأي فعل تأمره النفس حتى لو كان سيئا فان صفة التقوى تحصل نتيجة المعاناة والتعب ومحاسبة النفس وأداء الفرائض فتكون نفسه صلبة لا تستجيب الى الشهوات والرغبات بسرعة بخلاف النفس الامارة التي يسهل على الشيطان اختراقها فالذي يتصف بالتقوى يصعب على الشيطان اختراق نفسه.

ثانيا: الزهد

الإنسان الذي يتفاعل مع معطيات الشريعة يتصف بصفة الزهد فيكون عنصر قوة والزهد عبارة عن تفريغ حب الدنيا من النفس ولا يعني ان الزهد ان لا يملك الإنسان بل يعني ان لا تكون الاستجابة للدنيا بصورة تجعله يتنازل على القيم والمبادئ بسرعة بل تكون نفسه محصنة من اختراق الشيطان الذي يشوقه لحب الدنيا والمعصية وكلما تعلقت النفس بالدنيا يكون سهل على الشيطان اختراق النفس واذا اخترق الشيطان النفس يسهل عليه توجيه الإنسان بالمسار الذي يريده ولكن هذا لا يعني ان الإنسان لا يعمل في هذه الدنيا بل يعني عدم الخضوع لمغريات الدنيا بصورة يفقد عنصر القوة ويكون ضعيفا مهزوما.

ثالثا: الصبر

الصبر يعبر عن عنصر قوة للإنسان لأنه يستطيع ان يستوعب كل التحديات بصورة لا ينزلق الى الباطل بل يبقى في دائرة الحق وتكون نفسه قوية صلبة لا تضعف امام مغريات الباطل لأنه إنسان صاحب هدف في هذه الحياة ويشعر بان هذه الحياة بها كثير من الضغوطات الداخلية والخارجية فلا بد ان يتكيف مع كل هذه الضغوطات ويستوعبها فالصبر عنصر قوة للإنسان والجزع عنصر ضعف.

رابعا: الإخلاص

الإخلاص مصدر قوة للإنسان لان المخلص اغلب المجتمع يحترمه ويقدره لوجود المشاعر الايجابية والصادقة في نفسه وهو بخلاف غير المخلص الذي تكون مصالحه الذاتية فوق كل شيء فالمخلص يكتسب رضا الناس ورضا الله تعالى فيكون عنصر التقوى مصدر قوة للإنسان لأنه يعزز احترامه وتقديره عند الناس مما يستدعي إقبال الناس عليه في كثير من أمورهم الحياتية بخلاف المخادع الذي قد ينجح في البداية الا انه هو الخاسر الحقيقي لان الناس تفقد عنصر الثقة فتبتعد عنه ويعتبر فقدان الثقة بمثابة خسارة معنوية والخسارة المعنوية اشد من الخسارة المادية.

خامسا: التوكل

التوكل مصدر قوة للإنسان المتوكل لان له ثقة بالله فلا يضعف امام التحديات لان ثقته بالله قوية فهو يشعر ان الله تعالى يسدده وينصره ويرزقه ويهديه في حياته بالرغم ما يجابه من صعوبات والتي تحاول التحديات ان تضعفه في كل ما يؤمن به فالتوكل هو عنصر قوة للمتوكل وكلما قوي عنصر التوكل يكون أكثر قوة لتحقيق ما يصبو اليه فلا يضعف بخلاف الذي يكون له عنصر التوكل ضعيف في النفس فيهزم ويضعف امام اقل التحديات.

من كل ذلك نستطيع ان نتوصل ان كل القيم الايجابية تجعل الإنسان قويا صلبا مقداما شجاعا ابيا صادقا محبا للخير عارفا للحق لا يضعف امام التحديات والمغريات بل يكون له القدرة على استيعاب كل التحديات بفضل بما يمتلك من عناصر تمثل عناصر قوة فان طبيعة الحياة المبنية على التناقضات فيها كثير من تلك التحديات فيتطلب ان يكون الإنسان تقيا زاهدا صابرا مخلصا متوكلا.

Share |