أسباب الهجرة من العراق/أسامة الشبيب
Sat, 12 Sep 2015 الساعة : 12:13

يكثر الحديث في هذه الأيام عن الهجرة واللجوء الى أوربا وغيرها من البلدان المتقدمة ، وأستخدام طرق لا تخلو من مغامرة قد يفقد فيها المهاجر وعائلته الحياة كما حدث مع الكثير ممن ركبوا البحر عن طريق تركيا وتم تغريرهم وخداعهم من قبل شبكات التهريب وتجار البشر ، ويهدف الكثير ممن أقدم على الهجرة أو من يفكر فيها الى إيجاد بيئة آمنة وهادئة خالية من الحروب والمعاناة الأقتصادية سوء والأوضاع السياسية التي تعاني منها أغلب بلدان منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها سوريا والعراق ، ولعل الوضع في العراق على الرغم من وجود تنظيم داعش في البلدين سوريا والعراق ويعتبر قاسم مشترك ، الا ان هناك اختلاف كبير بين البلدين في كثير من الجوانب ، وإذا أردنا ان نجمل أهم الأسباب التي تدفع الكثير من العراقيين الى الهجرة أو التفكير كخيار ضروري لا سيما شريحة الشباب هي :
١- عدم الأستقرار السياسي ، فالوضع السياسي أو ما سيمى بالعملية السياسية في العراق تعيش منذ عام ٢٠٠٣م حالة من الشد والجذب التي وصلت في بعض المراحل الى حالة من الأقتتال والتحارب بين بعض مكوناته .
٢- تردي الوضع الأقتصادي ، والأزمة الأقتصادية وتداعيات هبوط أسعار النفط وانعكاسها على مجمل الوضع المالي والأقتصادي للعراق ، وعدم وجود رؤية أقتصادية واضحة وملموسة يمكن أن تفتح آفاق التحسن والتعافي في المجال الأقتصادي ، خاصة وان العراق دولة ريعية تعتمد في موازنتها على النفط بنسبة أكثر من ٩٠٪ .
٣- سوء الخدمات ، لقد عانى الشعب العراقي ولا يزال من تردي واضح في المجال الخدمي ، وفي مقدمة الأزمات في هذا الجانب عقدة الكهرباء التي تمثل معاناة حقيقية لحياة الناس لا سيما في فصل الصيف الشديد الحرارة .
٤- عامل الأحباط النفسي ، يعاني الكثير من الناس والشباب بالذات من وضع نفسي مأزوم يلفه اليأس والأحباط من المستقبل والمصير المجهول لحاضرنا ، ولمستقبل الأجال القادمة أيضاً .
وهناك أسباب أخرى كثيرة بلا شك تمثل عوامل أضافية تؤدي بالكثير من الناس والشباب بالتفكير بالهجرة وسلوك طرق فيها الكثير من المجازفة للخروج من هذا الواقع المتأزم .
بالنسبة الى المعالجة واعادة التفاؤل والأمل بتحسن الوضع الى الأفضل يتطلب تكاثف جهود كثير من الجهات وعلى مستوى كبير وجدي وهذا ما يمكن ان نتناوله لاحقاً ان شاء الله .


