صنع في العراق/علي وهيب الركابي
Wed, 9 Sep 2015 الساعة : 20:30

عندما تسير اليوم في الشارع وتنظر حولك تجد كل ماركات ما تحيط بك هي اما صينيه او تركيه او ايرانيه او سعوديه او غيرها ..لا تجد اطلاقا بضاعه او منتج عراقي. في هذه الايام اصبحت الدوله تمس خطر المورد الاحادي وهو النفط للبلد وخاصه بعد التدهور الحاد في اسعار النفط العالميه ...وما دعى المرجعيه العليا من خلال الخطبه الاخيره التاكيد وحث الحكومه على ايجاد السبل والخطوات الجاده في النهوض بواقع الصناعه العراقيه وهذا يتطلب من الحكومه وضع القوانين الاقتصاديه في سبيل رفد منظومة البلد بموارد اخرى اما بحماية المنتج الوطني او فرض ضرائب على المنتج المستورد وبديله متوفر لدى الصناعه العراقيه والزام الوزارات كافه بتجهيزها بمنتجات الصناعه بدلا من الاستيراد ودخولها في نفق واليات فاسده سواء بالايفادات او العقود ...
نعلم ان البلدان العالميه حين تقارن بغيرها وتتنافس ...ما ذلك يكون الا بمدى تطورها الصناعي وهذا معروف لدى دول امثال الصين والمانيا واليابان وامريكا وكل دول العالم وفي قبال هذا يكون الفشل من نصيب تلك الدول المعتمده على مورد واحد او لا يوجد لديها ما تنافس غيرها صناعيا ...وعلى سبيل المثال اليابان بعد ضربة هيروشيما لها لم تتجه الى تدعيم بلدها بالنهوض الاقتصادي المتوازي في كافه مجالات الاقتصاد كما عبر عنه العبقري الاقتصادي العراقي ابراهيم الجعفري حينها !!!! ..كانت الخطوة الاولى التي قامت بها اليابان هي انشاء معمل للحديد والصلب وكان له دور ذو اتجاهين رفد البلد في عمليه اعمار المدن وتشغيل اكبر عدد من العاطلين من العمل الى ان وصل اليابان الى مصاف الدول العظمى والتكنلوجيا اليابانيه معروفه في هذا المجال ...
في واقعنا المعاصر والمرير اذا اجرينا معادله بسيطه ولنأخذ محافظه معينه ونقول فيها جامعه واحده باقسامها المتعدده ...هذه الجامعه تخرج سنويا 10000 مثلا لكل كلياتها باقسامها ...
هذه ال10000 كم منهم يحصلون ومحظوظون لنيل فرصة التعيين ؟؟؟ 50 لنقل 100 خريج من هؤلاء يحصلون فرص تعيين في تلك المحافظه ...اذن وفق هذه المعادله انت الخريج الغير محظوظ تحتاج الى عشر سنوات لكي تحصل ربما على تعيين !!!!! لكن بعد عشر سنوات انت حصلت على 100000 خريج من الجامعه الواحده في المحافظه الواحده ..
اما اذا انشئت معمل واحد في تلك المحافظة لسنه ماليه واحده فانه في اقل استيعاب له يستوعب 1000 خريج من هؤلاء مع العلم ان المعمل الصناعي كلما زادت طاقته الانتاجيه وتوسع يستوعب عددا اظافيا من الطاقات الشبابيه ...
ولهذا السبب العراق اليوم يعيش بطاله حادة وخاصه في صفوف الشباب وكان لزاما على الحكومه ادراك هذا الامر ابتداءا بدلا من الاعتماد على خطط فاشله في مجال الاقتصاد كأن تكون اقتصاد السوق الحر او الاستثمار ...
اليوم الدوله العراقيه في منظومتها وادارتها لدفة الاقتصاد تحمل بعد ضبابي غير واضح في المجال الصناعي خاصه ...هل هو اشتراكي او رأسمالي ؟؟؟؟؟
اذا كان الاقتصاد مبني على الاشتراكي فتجد ان الحكومة غير داعمه للصناعه طيلة تلك السنين بدليل اقل الموازنات الماليه تعطى لهذا المعلم المهم ...واذا كان رأسمالي فأين هو دور المستثمر والتاجر في هذا المجال ...نسمع هذا الامر في الاعلام فقط ولا يوجد له شيء ملموس على ارض الواقع ....
واخيرا نتسائل ..ما المشكله اذا كان النائب او الوزير يبني مصنعا في داخل البلاد ليستفيد هو اولا ويرفد الدوله ويشغل ايدي عامله عاطله عن العمل ثانيا ؟؟؟؟
ما الضير لو ان الحكومة اعادت التصنيع العسكري لرفد وزارة الدفاع بما تقوم عملها للتصدي لمؤامرات الاعداء من الخارج والداخل ؟؟؟؟؟
هل لنا في يوم من الايام ان نرى في السوق العبارة الوطنيه ....صنع في العراق ...


