الهروب من الواقع/علي وهيب الركابي

Wed, 9 Sep 2015 الساعة : 17:08

بصيص امل واشراقه نور تضيء في بلادي اهون لي من ظلام في طريق اللاعودة , يستشعر الانسان كلمات الحرقه والالم والاهات والحسره في وجوه كالحه قد اغبر عليها ريح وعتاهيه القدر في وجودهم في هذا البلد مستديم الازمات حتى ان لحاءه في كل حين من الدهر يبدله حراره رياح التغيير فيه ليقاوم على حين غرة حرارة تغيير جديد ...لتبقى هي هي الشمس تسطع بلهيبها على جسده المتهالك المترامي بين احضان الفرص لعله وربما وقد وسوف وان شاء ...لترميه اعبائه واثقاله هما على هم ....
ما اردت قوله لكل شاب يتالم ويعزو امره الى كل اسباب الشقاء والحسره ولم يغترب قبل هذا ...
تمهل واخلد الى عقلك الباطني واسأل نفسك ..ماذا تريد ان تكون في بلاد الغربه ؟؟؟؟ قد تجد الامان والراحه النفسيه لكن قبال هذا لا تجد السلامه في دينك ,لاتجد العشق الروحي وانت قريب من عترة اهل البيت عليهم السلام ,ستجد انك دائما في حنين وعشق يجرك الى اصلك الاول مهما طال بك الزمن وبعدك عن وطنك الام فارضك وحنينك للمعشوق الاول الذي ولدت ووجدت فيه,   ...الشمس اجمل في بلادي ...نعم هي ساطعة ولهيبها حاد لكنها تشعرني باني ولدت وتطبعت والفت دفئها فكيف استطيع اتحمل البعد عنها وأألف غيرها .
ولنكن اليوم اكثر وضوحا وجرأة في التعبير عن حقيقة لا يريد الكثير الافصاح عنها !!!...العراق ليس كما هو سابقا عراق ما بعد ليس كعراق ما قبل  2003 , لا نريد الخوض في ما قبل ال 2003 وكيف كانت ثروات البلاد حكر لعائله واحده فقط في العراق وحزب متنفذ سلطوي على رقاب الناس , يعيش اليوم في عراق  فيه  حريه التعبير  ,فيه من الثروات تستغل حاليا لفئات كبيره من الشعب ويعيشون في ثراء فاحش وكنز للاموال مالم يكن موجودا سابقا فما قبل ال 2003 ليس كما هو الان لا مزايده في ذلك لكن المشكل في سوء التوزيع والطبقيه المقيته فيها وفشل بعض الساسه في ادارة البلد والذي ولد هذه الطبقيه التي هي نتاج الديمقراطيه كقانون وضع من قبل الولايات المتحدة والتي لا تصلح لثقافه كثقافة الشعب العراقي فامريكا او لندن ليس العراق ...
ما ولد الاحباط واليأس في نفوس شبابنا  اليوم هو السياسه الفاشله في ادارة موارد البلاد وعدم وجود رؤيه حقيقية واضحة المعالم  لمنظومة الاقتصاد التي تسير عليه هذه الدوله, لكن لا يستدعي هذا الاحباط الفرار من الواقع والهروب من المسؤوليه وترك هذا البلد لهذه الزمره تدمر وتسرق خيرات بلدي او تعبث في مقدرات هذه الارض بخطط ونهج عقيم لا يغني ولا يشبع , وللتذكرة والعبرة لهؤلاء نذكر هذا الحديث ..... في احد الايام ارتقى النبي الاكرم عليه افضل الصلاة واتم التسليم المنبر و قال في جمع من المسلمين ...أ تعرفون من هو المفلس من امتي ؟؟ فأجابوه ...هو الذي لا يملك الدرهم والدينار..فقال لهم الرسول : لا بل المفلس من امتي هو الذي يحشر غدا ويحيط به اصحاب الحقوق وهو لا يملك حسنة .نعم لان اصحاب الحقوق سياخذون كل ما لديهم من حسنات وان لم يكن لهم حسنات فتؤخذ من سيئات اصحاب الحقوق وتظاف على سيئات المفلس !!!!
ربما يبحث الشاب عن ما ينقصه اليوم ليكمله في غير محله ايا كان ذلك النقص مادي نفسي اجتماعي لكنه حين يغترب يجد نقصا اخر لم يجده في بلده اكتمل من جهه ونقص من اخرى والمحصله بقي يشعر بما ينقصه وهذا ما حصل لكثير ممن اغتربوا وتركوا بلدانهم وبعضهم يعيش مشاكل كبيره كالزواج والاولاد والمعتقد والاستقرار النفسي وغيرها....
كانت للشاعر نزار قباني كلمات جميله في هذا الشأن حيث يقول :
سامحونا ...
إن تجمعنا كأغنام على ظهر السفينة ...
وتشردنا على كل المحيطات سنيناً ...سنيناً...
لم نجد مابين تجار العرب ...
تاجراً يقبل أن يعلفنا ...أو يشترينا...
لم نجد بين جميلات العرب ...
إمرأة تقبل أن تعشقنا ...أو تفتدينا ...
لم نجد ما بين ثوار العرب ...
ثائراً ... لم يغمد السكين فينا ...
سامحونا ..
هربنا ..
من بني صخرٍ .. وأوسٍ ..
ومنافٍ .. وكليبٍ ..
سامحونا إن هربنا ..
ما شربنا مرةً قهوتهم
إلاّ إختنقنا ..
ما طلبنا مرةً نجدتهم
إلاّ خذلنا ..
إن تأريخ إبن خلدون إختلاقٌ
فاعذرونا...انتهى
ونقول لشبابنا :
لن نسامحكم ان تركتمونا في شقانا
لتعودوا بعد حين ساسة مجاهدينا

Share |