الحشد الشعبي/حسين الشويلي
Wed, 9 Sep 2015 الساعة : 14:29

ظاهرة ميدانية برهنت بوضوح على بسالة وأقدام ووطنية الفرد الشيعي وبأن أنتمائه مازال مشدوداً الى مقدساته التي ( تشيطن الطغاة ) من أجل تفتيت فكرة العقيدة في الوعي الشيعي .
مالذي يدعو جيلاً من الشباب أن يذهب الى أوحش أرض حوت على أكبر حركة دموية ممولة بسخاء ؟
أنها البطولة بكل تجلياتها ,
لو أنّ فرداً أوقف لصاً من أن يسرق بيت جاره , لسميّ شخصاً نبيلاّ صاحب مروؤة . ولو أن شخصاً أنقذ غريقاً لقيل عنه أنه بطلاً مقدام . فكيف من يوقف أبشع وأخطر تنظيم أرهابي من أن ينال شعباً بكل مالديه من أفراد ومقدسات وتراث ؟
هل يستحق منّا التبجيل والأحترام , أيها العلمانيون اليس توقف السير لحماية سرب من البط حفاظاً على حياة تلك الطيور عملاً أنسانياً متحضر ؟ ماذا تقول بفرد أوقف حياته لأجل أن تستمر الحياة في العبور والأستمرار دون مقابل ؟
قل في عمله كلمة حتى وأن أختلفت معه أيديولوجياً ! فالأعمال النبيلة لاعقيدة لها وأنما تنتمي الى المُثل العليا ,
دع عنك مذهبه أو أنتمائه الحزبي خذ عمله وقم
بأنشاء تقيماتك على هذا الفعل _ المهانتا غاندي , تتداول كلماته ومن المعجبين بأفعاله لكنك لانوافقه دينياً ولاحزبياً بل تنعت الغبي بأسم بلد غاندي
أيها العلماني ,
قبل أقتراح الحل يجب أن تزيل تماماً الأنقاض من الفناء الغاص ببقايا أنحطاط الأنظمة القومية التي حكمتنا , ورواسب الفوضى التي عشنا فيها سنين عديدة . فأرتفاع منسوب اللاوطنية والأنانية الفردية هي نتاج حتمي لأنظمة رفعت شعارات ترددها أنت اليوم , كأزالة الدين وطرده من الحياة وحبسه بين الجدران كمجرم متمرس !
الحشد الشعبي أنتباهة ثورية في زمن الكساد الروحي والفكري , ومن المعيب أن تركلها لأنتمائها العقيدي . وأرقى الديمقراطيات العالمية وأعرقها تكرّم وتقدس من يقوم بعمل,, فيه مخاطره لأجل الآخرين . والعالم اليوم أجتمع على أن داعش هي حركة أرهابية بل من أخطر التنظيمات الأرهابية , فأي عمل لصد غزوة الذباحين هذه هي تجسيد لأسمى معاني قيم المدنية .
وما مجهود الأبطال الذين يقومون بأدوارهم في تلكم الملاحم الا جهود من أجل الوطن وأرضاء العقيدة . فهم لايقاتلون مدركين أن نصرهم قريب , وأن طريقهم لتخليص مجتمعهم من قذر الأرهاب محدد وواضح , أن مجهودات أحدهم تذهب هباء غير أن دوافعه الدينية وشرفه الأنساني قد حتما عليه مثل هذا المسير .
وواقعاً أن أبطال الحشد الشعبي هم أكثر الناس أضطهاداً وتهميشاً وأحقهم بالتعينات الوظيفية والأستحقاقات الأخرى . فهم من فقراء الشعب الذين عبروا وعاوائلهم من عصر الديكتاتورية الى زمن الفوضى والمحاصصة السياسية .
لكننا نجدهم أقل الناس حديثاً عن الحقوق ومنغمسيين في تقديم الواجب الوطني .
بحق هم نتاج وثمرة كل المصلحيين والعلماء والحكماء والشرفاء على مر العصور الذين سكنوا أرض العراق , وأكراماً للحقيقة التي أهانها البعض - يجب أن تكون الحصص المالية المقدمة من الحكومة للمحافظات وفق نسبة عدد المتطوعين فيها , وأن لمنتسبي الحشد الأولوية في التعينات الحكومية والفعايات الآخرى . لأنهم لم يتكلموا بالحقوق في زمن يتعرض فيه الوطن الى تحديات وجودية . بل أبدوا الف واجب دون أي حق , فلتحتفظ الحكومة بحقوقهم المؤجلة .


