في رثاء الشاعر والاديب احمد حميد الكربلائي/ابو يوسف الراضي
Wed, 9 Sep 2015 الساعة : 14:22

الشاعر الفقيد ..احد من الذين يشبهون أنفسهم، حيث يتصرف كما تملي عليه دواخله وضميره.. لم نسمعه يوماً يتحدث عن نفسه ولكنه كان يكتبها.. و كنا نقرأ ما كتب..
.. كان متميزا بالجملة الإيمانية، والرشيقة محمولا على لغة إبداعية قريبة إلى القلب.. قريبة إلى الوجدان.
ماذا أسميه.. شاعراً.. أم أدبياً. متألقاً..؟؟... بدأت مسيرتك متفرداً ومتميزاً.. ومبدعاً خلاقاً؛ كنتَ عاشقاً كبيراً لوطنك .. حملته في حناياً صدرك كنزاً عظيماً،وفي دمك، وفي دفاترك..
ـ لقد خسرنا بفقدك قامة أدبية وشاعرية من قامات سوق الشيوخ ..
كان حضورك بيننا ظلاًّ وفيئاً... أيا شاعر النخل والقمح والعنبر، أيا شاعر الحبّ والحزن والصباحات الهادئة الخجولة. في فضاء البوح كنت شهاباً يضيء القوافي، ويعلن عند ناصية النثر أحلى الكلام. ويرسم وهج القول من يراع الروح ويتحف الكتابة بطيب النفس. وكنت من الذين يفيضون طيباً، وحسّاً مرهفاً، ومحبة للناس أجمعين، تعطيهم روحك وقلبك ووقتك دون انتظار مقابل. إنك الإنسان الذي يملك بين جوانحه حبّ الدنيا بإثرها ليقدّمه إلى الآخرين...
عذبتك غربة الوطن. ذبحت قلبك آلام الوطن ، المفجوع من الوريد إلى الوريد بأغلى الأسماء، وأغلى الأحبّة، فكيف لا تفتتك المأساة؟... وكيف لا يضعف قلبك الرهيف؟... وكيف لا تقع من شاهق، وأنت ترى ما يصول وما يجول فوق تراب الأرض ؟.. «نبض عاشق يهوى الوطن، ورعشة حبّ تؤطر المسافات، وتؤجّج المستحيل، رسم حلم أبى أن يزول.. تدفق أمنيات تشاطرك العمر، أمنيات ترتبط مع الحبيبة، مع الأرض، تتفرّع كلّها من الحنين للجذور، للتراب، للمكان الذي يئن جريحاً بين أيدي الطغاة للزمان الذي تتلاعب فيه الأشياء، فيعمّ الظلم، وتغيب القيم».
افتقدناك.. شفيف طفولة تراود داخلك النظيف، وتحيق بك من خلال إحساسك بالآخرين، وتشبثك بالأمل الذي يمنحك فسحة خيال ترتقي بها إلى العالم الفاضل...الى جنان الخلد ابا زهراء


