موسم الهجرة الى اوربا ..!/ناصرعمران الموسوي
Tue, 8 Sep 2015 الساعة : 2:10

ذات لحظة ابداعية كتب الروائي الراحل الطيب صالح روايته (موسم الهجرة الى الشمال ) وقد اراد الكاتب ومن خلال روايته ان يختصر التحدي الشرقي للغرب بثنائية السحر الشرقي وفحولته ففي الوقت الذي يشكل الغرب محطة مهمة للشرقي اهمها الانعتاق والرؤية الانسانية للآخر اضافة الى المحافظة على رؤى حلمية يمتلكها كل انسان سواء اكانت بسيطة حد السذاجه ام ضخمة بعملقة الزعامة فان الشرقييحاول ان لا يكون خال الوفاض بمواجهته فهو يحاول ان يكون ذاكرة او كينونة في المخيال الغربي لذلك كان بطل الرواية(كاريزما ) السحر واحاسيس الجمال والسخونة الشرقيةالقادرة على ملأ احشاء برودة الغرب المادي ،ان جدلية العلاقة بين الشرق والغرب اصابها الكثير من التغيير فالغرب لم يعد التحديد المكاني المرتهن الى جغرافية بعينها (اوربا الغربية ) بل انزاح ليشمل امريكا والشرق تمدد بشرقنته التي اقتربت من المنظومة الغربية كاليابان مثالا ً وحتى مفهوم الشرق الاوسط تمدداو اختصر بجغرافية معينة تبعا للرؤى الجيو سياسية ، ان ظاهرة الهجرة باتجاه اوربا الغير مسبوقة من مناطق الشرق الغنية بالثروات تضعنا ام تسائلات كبيرة ،لا تستثني مشروع (اكاديمية التغيير)الامريكي _ القطري المستمروالذي انتج ما سمي بالربيع العربي وليس انتهاء َ بظهور التنظيم الاكثر اجراما داعش ،ان التغييرات الديموغرافية الممنهجة لمناطق الجغرافية تسير بوتيرة منتظمة وان بدت نتيجة حتمية لتغييرات طارئة اوجدت الكثير منها سيطرة الارهابيين المحمليين بفكرة فناء الاخر الطائفة او المذهب او القومية الامر الذي اطاح بالتنوع الاجتماعي ومنح الاصطفاف القومي او الطائفي اوالمذهبي خيارا حياتيا لابد منه للحياة والمواجهة وهي نقطة مفصلية مهمة من اهداف المشروع التغييري،وما العراق وسوريا ببعيدة عن ذلك ،ان الصراعات الداخلية التي تترجم اجندات الخارج العابث تتضخم لتكون رهانات شخصية بفرض ارادات القوة الامر الذي يجر الى حروب الاستنزاف التي من اهم نتائجها ان لا رابح فيها ، فكيف والحال لوكانت حروب محاور واقطاب دولية لها مصالحها واستراتيجياتها ،ان هذه النتائج شكلت حافزا ً في الهجرة باتجاه اوربا واذا كانت هذه المعطيات نتيجة حتمية للحدث فان الاهداف المدروسة لهذه الهجرة ليست بعيدة عن لحاظ الرؤى الاستراتيجية الامريكية التي تحاول ان تفرض مزيدا من السيطرة الاقتصادية على اوربا التي تعاني من مشاكل اقتصادية لعل الازمة اليونانية اهمها واغراقها بالمهاجرين سيلقي على اقتصادياتها اعباء كبيرة وبالمقابل فان الفراغ الذي خلفه المهاجرون المميزون بالدين والطائفة والقومية شكلا ثنائية في تحقيق مفهوم الشرق الاوسط الذي ربما اعتقد الاخرون ان امريكا تخلت عنه .


