(النهوة)،هذه العادة العشائرية ،عدوة المرأة والدين!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري../المانيا
Tue, 8 Sep 2015 الساعة : 1:59

بين حين وآخر أقرأ أنباء محزنة وعجيبة في بعض الصحف والمواقع العراقية المختلفة،مثل: أن شابة في عمر الزهور ،رفضت زواج إبن عمها(الذي نهى عليها؟)،لأنها(وهذا حقها طبعا،دينيا وقانونيا(حضاريا)لاتحبه،أقدمت على الأنتحار!.أغلب الأحيان،وحين قراءتي لهذه الأخبار ترجع بي الذاكرة فورا إلى بداية الستينات من القرن الماضي،وفي مدينة الشطرة الحبيبة،وأتذكر قصة حب (صادق) بين ممرضة ومهندس من أهالي الشطرة!.لقد تقدم الشاب الوسيم المهندس عدة مرات لخطوبة تلك الفتاة،والتي لاأزال أتذكر جدا شخصيتها القوية وجمالها وعفتها وتدينها!،ولكن!،ولكن كل مرة يسمع إبن عمها،وهو قصاب(أرجو المعذرة من القاريء الكريم عندما أذكر عمله،لأن كل عمل ،غير فاحش، في الواقع، شرف لكل إنسان!)يهاجم منزل الفتاة،(وقامته...سكينه الطويلة الحادة)بيده ويهدد الحاضرين جميعا،ويصرخ بالمتقدم للخطوبة:"أنت منهي"!، ويحول ساعة الأمل سريعا عند الشابة والشاب(وعائلتها التي تقبل به كزوج لأبنتهم الوحيدة)إلى ساعة حزن وفقدان الأمل!).مرت عدة أعوام ومحاولة الخطوبة(وحسب ماسمعت لاحقا!) تكررت أيضا أكثر من مرة(عندما كنت في الخارج!)،ولكن من دون جدوى!.عندما زرت الشطرة عام 1975،وسألت عن الأثنين،أخبرت(بضم الألف،وكسر الباء)بأن(الشاب) إنتقل إلى رحمة الله(قبل سنتين) بحادث سيارة،ولم يتزوج قط،و(الشابة)لاتزال غير متزوجة وهي ترتدي السواد منذ فقدان من إصطفاه قلبها.الحديث عن هذه العادة الهمجية العشائرية(الموروثة) التي تحاربها جميع المعتقدات والأديان السماوية،وخاصة ديننا الحنيف،و(قوانين)حقوق الأنسان،وكذلك القوانين الجزائية في دول العالم الثالث (لاتوجد هذه العادة إلا في بعض الدول العربية والأسلامية الأخرى،وربما في أفريقيا!) طويل ومحزن جدا.أما في قانون المحاكمات الجنائية العراقي(قانون العقوبات العراقي)،فالأمر يمكن أن نسميه(مهزلة على شكل جد؟،أو ضحك على الذقون؟)،إنه(يهدد؟)من(ينهى)،ومن يجبرالمرأة على الزواج من من لاتحب،بالسجن،ووو...الخ،ولكنه من جهة أخرى يطلب من المرأة(المسكينة)أن تقدم شكوى للمحكة تثبت ذلك؟؟؟.والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:كيف تستطيع إمرأة تقديم شكوى للمحكمة ضدأبن عمها مثلا(الذي نهى عليها)،أو ضد أبيها أو أخيها الذي طلب منها أن تتزوج من لاتريده،لأنه(نهى عليها)؟،في بيئة عشائرية"بدوية متخلفة"(لاتجد المرأة فيها،في الواقع،إذنا صاغية تسمع مايريده هذا الكائن العجيب ،والذي لولاه لتحولت الحياة إلى جحيم،وبوجوده إلى فردوس)كما هو الحال في العراق؟.هذه القوانين العراقية(والحديث هنا عن العراق فقط)ترفضها، حسب ماأظن، حتى "العرب في الجاهلية"!،فكيف،ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين،والأسلام الحنيف،الذي يحارب مثل هذه الجرائم بحق المرأة،ينير البشرية منذ أكثر من 14 قرن؟.أحد المراجع العظام الحاليين قال مايلي: "الزواج بيد ولي البنت مع رضاها وليس لغيره قبول أو رفض الخاطب،ولا يقع الزواج بالأكراه،و(النهوة)عمل ليس من الدين"!.الكثير منا يعلم أن الشهيد الخالد ،محمد باقر الصدر، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه،كان ضد هذه العادة العشائرية البربرية المخالفة أيضا لديننا الأسلامي والتي تجعل من المرأة مخلوقا(رخيصا)ليس لها الحق أن ترفض زواج شخص لاتريده،يرغب الزواج منها(بالقوة).أليس مثل هذا الزواج في الحقيقة (إغتصابا)بكل معنى الكلمة؟. العجب كل العجب من عشائر تدعي تمسكهاالصادق بالأسلام الحنيف،تقوم بأعمال غير أخلاقية،بل إجرامية، يرفضها ويحاربها ديننا المحمدي بشدة،ومنها مايسمى بجريمة(النهوة).أكاد أجزم بأن ماقاله عالم الأجتماع العراقي الكبير المرحوم الدكتور علي الوردي:(بأن أكثر العراقيين لايزالوا يعيشون حياة بدوية متخلفة بكل معنى الكلمة!)صحيح جدا!.


