القائد ....الغائب ....الدكتور وائل عبد الكريم العكيلي/المهندس علي هادي الركابي

Sat, 5 Sep 2015 الساعة : 1:01

الحديث عن الرجال اصحاب المواقف التاريخيةالرائعة يحتاج دائما الى الفصل مابين هوعاطفي وماهوواقعي وحقيقي
هذه الحقيقة واجهتني وانا اخوض في غمار رجل من رجالات العراق المخلصين المجاهدين الاكفاء،رجل من رجال بدر الافذاذ والذي اتعب ا لنظام ا لبعثي الكافر وجعله في حيرة من امره لمدة سنوات-من اين ابدا والى اين انتهي مع هكذا رجال تربوا في احضان الدين والجهاد وتعلموا من قائدهم الحكيم شهيد المحراب الخالد (قد ) الكثير الكثير من العبر والسجايا قبل ان يودعهم واحدا واحدا ثم يلحق بهم الى حيث الجنة ولا غيرها مطلبا لهم . اذن هذه البداية مع من امتزج جسده بحرارة نار الطغاة وتبعثر جسده الطاهر ولم يحوه قبر ولا كفن . الدكتور ابو سجاد العكيلي وائل عبدالكريم مكي العكيلي من مواليد عام1968 في محافظة ذي قار ناحية النصر تلك المدينة الهادئة التي يقسمها كباقي المدن التي يمر بها نهر الغراف الى قسمين ،وترعرع ونشا في هذه المدينةمع زملاء له منهم من سبقه ومنهم من لحق به الى الطريق الذي حلموا به طيلة فترة حياة هؤلاء الشهداء القصيرة .انهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينته المجاهدة وحصل على معدل عال أهله الدخول
كلية الطب في جامعة البصرة عام 1986 .كانت له مواهب عدة بالاضافة الى تفوقه العلمي حيث كان رياضيا بارعا في لعبة كرةالقدم وهدافا متميزا فيها, مثل الكثير من الفرق والاندية الرياضية ومنها منتخب جامعة البصرة , ونادي الشطرة الرياضي ونادي النصر الرياضي حيث مثل هذه الفرق في بطولات الجامعات العراقية وبطولة اندية العراق للدرجة الثانية والثالثة , كذلك كانت له الكثير من المواهب في مجالات مختلفة مثل الخط والرسم والرياضيات الفكرية , اتخذ من البصرة ومن داره في العشار طيلة سنوات دراسته في البصرة , مقرا وملاذا امنا للمجاهدين وأصحاب الصولة ضد اوغاد حكومة اللقطاء ومكانا يلجااليه ا لكثير من الطلبة المحتاجين ماديا عندما تضيق بهم السبل وتصعب ظروف الحياةالدراسيةفي ظل بعدهم عن ذويهم.اذاما علمنا ان الدكتور الشهيد رض كان ميسور الحال ومن عائلة غنية جدا في ذلك الوقت .ولأنه كان سخيا لدرجة لايوجد مثلها نظير ،فكانت يده تمتد على طولها ولاياتي إليه احد الا وخرج غانما من عنده بما اجادالله به عليه. وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبانية الخالدة عقب احتلال النظام البعثي لدولة الكويت الشقيقة ودخول القوات الأمريكية والمتحالفة معها الى البصرة , رجع الدكتور الشهيد الى الناصرية وبالتحديد مدينة النصر معقله الأصلي وقاد منها الانتفاضة , وعمل على ربط تحركات ومخططات الانتفاضة بالمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالمرجع الديني الاعلى الامام الخوئي (رض) حيث كان من اشد المعجبين بفكر وحنكة وسياسة الامام الخوئي 0رض) ومن المقلدين له ,وبعد ان قمع النظام البعثي الانتفاضة بمساعدة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لاسباب معروفة للجميع ,خرج الكثير من قادة الانتفاضة الى خارج العراق والقي القبض على الكثير منهم ممن اختا
ر طريق المقاومة ضد القوات القادمة من بغداد ،ومنهم الدكتور الشهيد الذي فضل اختيارطريق الشهادةوالمقاومةعلى الخروج الى الخارج فالقي عليه القبض من قبل قوات الامن البعثي ورحل الى معتقل الرضوانية السئ الصيت وبقي فيه لمدة تسعة اشهر ،وبسبب تدخل بعض شيوخ العشائر ودفع الاموال للقادة العسكريين والأمنيين وإلغاء التقاريرالامنية عليه ،تم الغاء اعتقاله وإطلاق سراحه ،بعدذلك غادرالىالبصرة واتم دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في الطب ومن الاوائل في دورته عام 1992وفي عام 1993تم اعتقاله مرة ثانية وحكم عليه بالسجن 15عاما ورحل الىسجن ابو غريب .مارس الدكتور في السجن دورا كبيرا في تعليم المعتقلين معه في قسم الاحكام الخاصة مبادى الدين الاسلامي واصول الفقه والعقائد وكذلك مارس دور الطبيب المجاني للمعتقلين طيلة فترة بقائه في السجن واقامة البطولات الرياضية وغيرها من النشاطات التي تثقف السجين السياسي في ابوغريب فتاثر فيه الكثير من المعتقلين ومن مختلف القوميات والمذاهب , اطلق سراحه عام 1995 لشموله بقانون العفو الذي اطلقه النظام البعثي في نفس العام , وبعد بقائه في الناصرية لمدة قصيرة جدا , شد رحاله الى ارض الجهاد والمقاومة الى ارض الجمهورية الاسلامية في ايران , رغم دعوات اهله و الكثير من اصدقائه البقاء في داخل العراق , الا انه رفض الفكرة وقرر الرحيل . وبعد وصوله ايران التقى بقائد الجهاد والمجاهدين شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قد ) , وتعرف السيد على امكانياته الهائلة وعلميته الواسعة فطلب منه البقاء في موقع الطبابة العسكرية لفيلق بدر بصفة طبيب وان يتزوج وتوفر كافة احتياجاته من سكن وراتب جيد وغيرها من امتيازات منحها له السيد مقابل البقاء في المواقع الخلفية . الا انه رفض هذا العرض وقبل يد السيد وطلب من السيد تنسيبه على فرقة الرسول الاعظم (ص ) في اهوار الناصرية وبالتحديد مقر ابو الفضل العباس (ع) , فوافق السيد على طلبه بسبب الحاح الدكتور على السير علىطريق الشهادة والمواجهة المباشرة , التحق بعدها بسوح الجهاد وخط المواجهة المباشر مع العفالقة المجرمين فاذاقهم مر الهزيمة والعار لمدة ثلاث سنوات خطط ونفذ خلالها الكثير من العمليات المشهورة والتي لامجال لذكرها الان حفاظا على الاسرار .توزعت في الناصرية وبغداد والنجف والعمارة والبصرة .طلب على اثرها المقبور قصي صدام من المدعو (لواء مهدي ) مدير امن البصرة انذاك تولي ملف الدكتور شخصيا والاتصال به واطلاعه على النتائج يوميا ويجب انهاء هذا الملف واغتيال الدكتور باسرع وقت ممكن . تزوج الدكتور شقيقة احد المجاهدين معه ،وفي يوم 2/9/1998 كان الدكتتورالشهيد على موعد مع الشهادة حيث كان متجها الى مقر للمجاهدين في محافظة النجف الاشرف ،وفي المنطقة الواقعة بين ناحيةالدوايةفي الناصرية وناحية السلام في ا لعمارة كمن له مجرمي الامن والبعثيين وفدائي صدام بإعداد كبيرة وامطرواسيارته من نوع بيك اب

بوابل من قذائف اربي جي7 حيث لم يستطيعوا القاء القبض عليه خوفا من
ان يكون هنالك رد فعل قوي منه ويوقع فيهم خسائر كبيرة جدا , فاحترقت
سيارته وكانت معه زوجته حيث كان في الايام الاولى لزواجه , وكذلك

شقيق زوجته , وأربعة من رفاقه الأوفياء له , فاستشهدوا جميعا في الحال

ولم يعرف مصير أجساد الشهداء الطاهرة التي تفحمت الى يومنا هذا , فسلاما عليك يا ابا سجاد يوم ولدت ويوم تبعث حيا ما بقيت وبقي الليل والنهار

المهندس علي هادي الركابي

Share |