هجرة الشباب ليس بعبور الحدود!/صلاح الحميداوي
Wed, 2 Sep 2015 الساعة : 1:37

في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات لمعالجة الهجرة أو الهروب من الواقع المرير في العراق ,وتناغما مع دعوات المرجعية الدينية في المحاولة لأيقاف التدفق الهائل لشبابنا خارج الوطن ..نسمع بين الحين والأخر تصريحات من أغلب المسؤولين العراقيين في الدعوات , والمبادرات , المنقحة لتغيير وجهات ابناءنا في البقاء والصبر على مرارة العيش في بلد أصبح لا مكان للكفاءة والشهادة أي أعتبار ,,, بل أصبح للأنتماء السياسي والحزبي ألأفضلية والأولوية في المعيار وألأختيار لأي وظيفة أو منصب يحاول أي أنسان طامحا لتوظيف خبراته وطاقاته ولو بشئ قليل أو فترة زمنية محدودة مقارنة بالفترات التي جثم بها اولئك المسؤولين على السلطة منذ عام 2003 ولحد يومنا هذا ..
ألدعوات والتصريحات التي تدعو الشباب للتريث وعدم الهجرة ,ظاهرة حضارية خصوصا أن ترك تلك الطاقات للبلد يعني تسليم زمام ألأدارة الى أشخاص غير كفوئين ,او بمعنى القبول ببقاء حياة الناس وأحلامهم في العيش بأمن وسلام تحت من لايقدر تلك المسؤولية بل لا يشعر حتى بمعاناة المواطنين ..
تناغم هذه الأصوات لم يأتي اعتباطا وأنما جاء خوفا من نداء المرجعية في الدعوات لمعالجة هذه المشكلة ,,فما كان على المسؤولين سواء ركوب الموجه ومحاولة أطلاق صيحاتهم الفارغة والبعيدة كل البعد عن حقيقتهم ..
فلو تساءلنا :اين كنتم من هجرة الشباب والمثقفين ؟ وهل الهجرة بأجتياز الحدود فقط ؟ أم هنالك منحى أخر ؟
بالتأكيد ان هجرة الشباب لا تقتصر على السفر ,,,
بل تتجسد عندما تلتقي برئيس مجلس محافظة يحمل شهادة أقل من شهادتك ,ومن جامعة لا ترتقي لجامعتك ..وتجده عاجزأ حتى عن الرد على المراجعين بأسلوب حضاري يرتقى بالمنصب والمسؤولية التي أنيط بها ..
هجرة الشباب تتجسد عندما :يتم أبتعاث طالب للدراسة في ألولايات المتحدة ألأمريكية وعلى نفقة الدولة ..ومن حصة محافظة ذي قار ..استنادا الى النسبة السكانية ,بينما تجد المحافظة عاجزة عن ألأستفادة من تلك الشهادة .
هجرة الشباب : تتمثل عندما يكذب مسؤول في المحافظة ويقول لقد التقيت بما يقارب ال 90 شخص من حملة الشهادات في أختصاص العلوم السياسية على مستوى محافظة ذي قار فقط وأبلغتهم أن لا تخصيصات لدينا ) لكن تناسى ذلك المسؤول بأن خريجي العلوم السياسية على مستوى محافظة ذي قار لا يتجاوز عددهم أصابع أليد ..
هجرة الشباب : يمكن أن نشخصها عندما ....يعرب مسؤولي محافظة ذي قار عن قلقهم عن سفر العقول وهجرتها المحافظة أو البلد ..لكن ذلك القلق يتبدد بمجرد دخولي مجلس المحافظة حيث لم تجد أذانا صاغية ولا أهتمام .
هجرة العقول تتجسد عندما ,تجد المؤوسسات التعليمية وغيرها من الدوائر الحكومية وخصوصا الجامعات المستحدثة ,,تحرم ابناء المدينة او القضاء من توفير فرصة او وظيفة تتناسب مع ما قدمه ابناء هذه المحافظة من تضحيات على مستوى تقديم الشهداء ..أو تضحيات تمثلت في الجهد الذي بذل في سبيل الحصول على الشهادة الجامعة ومن جامعات رصينة من الولايات المتحدة الأمريكية او بريطانيا وغيرها ...فالدرجات الوظيفية في تلك الجامعات تجدها قد تم تسميتها قبل ألأعلان عنها ,,وتجد سيطرة مجموعة من الأشخاص لجذب وتوظيف ممن يصفق لهم ويقبل بما يأمرون .فلا عجب أن تجد المناصب تم توزيعها الى درجة يتم أبطال وأفشال اي محاولة تصحيحية او أشارة الى خطأ معين يشوب تلك المؤسسات .ولاعجب أن تجد ابناء المحافظة أن يتم أقصاءهم وحرمانهم بطرق متعددة .
وهذا ما يذكرني بما كان يقوم به نظام صدام في توكيل محامين للدفاع عن ضحايا ألأنتفاضات التي وقفت ضد النظام او عارضت توجهات ..وبالتالي وجود محامي الدفاع والقاضي ليس الأ صوريا ...اما الحكم فهو مقرر وواقع لامحال ولا مفر منه ...
فأين ابناء الرفاعي أو ذي قار من التعيين في الجامعات المستحدثة ؟ وأين اولئك الشباب من استحقاقهم الذي حصلوا عليه بثمرة جهدهم ,,وكفاءتهم التي أعطتهم شرف التمثيل لمحافظتهم في البعثات الدراسية في خارج العراق ...
لذا عندما يعبر اعضاء مجلس المحافظة عن قلقهم من هجرة العقول فليتقبلوا الصفحات ويترجموا ذلك القلق الى افعال وقرارات شجاعة وجريئة ,,وليتفكروا بماذا ساندوا تلك العقول ؟ وهل بقى للشباب شئ أو استحقاق بينما المحسوبية والحزبية صادرت حقوق الكثير ممن يستحق .
,واخيرا استوقفني شخصا ما في بلد العجائب وبعد رجوعي وحصولي على شهادة الماجستير من أمريكا ...قال لي ..
أما زلت بلا تعيين ؟
قلت نعم !
قال لي بأمكان الشخص الفلاني أن يسعى لموضوعك """لكن مشكلتك غير منتمي الى التنظيم ""
فأجبته بأستغراب وسخرية
"وهل أنا حصلت على بعثتي الدراسية عن طريق التنظيم المقصود ؟؟؟ أم حصلت على البعثة نيابة عن الطفل والشيخ والعجوز ,,,وأكملت شهادتي بفضل شهداء سبايكر والجيش والحشد ...
أنا ذهبت بأسم ذي قار وعن النسبة السكانية لمحافظة ذي قار ..ألأ تستحق مني ذي قار أن اوظف شهادتي وطاقتي بها ..أم الحزبية والأنتماء جعلت من المستقلين أغراب ....
على محافظة ذي قار أن تجد البديل للأستفادة من حملة الشهادات ولفسح المجال أمامهم وأتاحة الفرصة لجعل المحافظة أفضل ....وبالفعل ستكون أفضل عندما لا يكون رئيس مجلس محافظة ذو شهادة أقل من مراجع عاطل عن العمل ,,افنى حياته في الدراسة ..
فهجرة الشباب ليس من عبر الحدود طالبا للجوء فقط ..وأنما اشد انواع الهجرة والحرمان عندما تملك المؤهلات والشهادة والأرادة وتبقى حبيس الجدران ,,,تسمع قلق أن تهاجر العقول ,,أما واقعا مجرد كلام .
صلاح الحميداوي