... مقهى ولقاء غير متوقع!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري-المانيا
Sun, 30 Aug 2015 الساعة : 14:44

...مقهى(عربي؟)فاخر يقع على ضفة نهر الماين الخلابة في مدينة كبيرة جميلة وسط المانيا.المكان مكتظ جدا بالزبائن،وأكثرهم(في هذا الوقت الصيفي الجميل) سواح من عربان الخليج عامة،ومن سعودية الشر خاصة!.عوائل تضم بعضها،إضافة إلى (رب الأسرة؟،بلحيته الكثة وشكله الذي يكاد لايختلف كثيرا عن فيل ضخم في حديقة للحيوانات،تم "إطعامه" أكثر من اللازم!)، أكثر من زوجة غالبا،لايرى الناظر لهن غير فتحتي العينين فقط،وأطفال كثر،غالبيتهم لاتعرف من التربية الصحيحة شيئا(لقد حولوا المقهى الهاديء نسبيا إلى ملعب لمصارعة الديكة والثيران!)،مما جعل الزبائن غير العرب أو من أصل عربي،يحاول أكثرهم ترك المكان لتجنب هذه الضوضاء التي قد يسمعها حتى الأطرش!.قريبا مني كان يجلس مصري(معروف من لهجته!)،ويبدو أنه كان يزور هذا المقهى لأول مرة، مثلي!.عند الحديث معه تبين أن الرجل لايريد أيضا رؤية غالبية هذه (الوحوش؟) التي دمرت الدول العربية(وشقت) الدول الأسلامية،وقد تدمر العالم بأجمعه إن إستمر إستغلال أنجاس الخليج لحاجة الغرب (خصوصا)، لبترولهم القذر!.قال الرجل لي(وإسمه عثمان!)،وبصوت حزين وحاقد:وهابيو السعودية الكفرة،ومن لف لفهم،هم سبب الدمار في الشرق الأوسط ومناطق مختلفة من العالم!،وأضاف:لقد بدأوا بالعراق وثم سوريا،وبعدها ليبيا ومصر والآن اليمن!.وإستمر قائلا بأسى:تدمير العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن يعني في الواقع تدمير الأمة عموما والقضاء على منبع الحضارات البشرية!.الكلمات الأخيرة التي قالها كانت قاسية جدا لشخص يرى يوميا التخريب وقتل الأبرياء في الدول التي ذكرت،حيث يعلم اليوم كل شخص تقريبا في المعمورة أن سبب هذه الكوارث التي لاتوصف هو الحملة الوهابية البدوية البربرية الكافرة التي بدأها البدوي الضال وعميل الأنكليز محمد بن عبد الوهاب لتحريف الدين الأسلامي الحنيف ومحاولة إختزاله في(شبه مذهب بدوي متخلف كافر....المذهب الوهابي)،لايزال يتخذ من "الجاهلية الأولى" محركا له لتخريب كل شيء تقريبا نادت به الأديان السماوية عامة وديننا المحمدي خاصة،و(العودة)إلى أعمال الشر والبربرية التي حاربها الأسلام الحنيف(قتل النفس البريئة،شق الأمة الأسلامية عن طريق تشجيع وإسناد الطائفية،إعتبار الحرمين الشريفين ملكهم الخاص،تعليم الشباب في مدارسهم التفرقة الشريرة بين البشر،تفشي الأعمال المنكرة التي حاربها الأسلام في مجتمعهم،التصرف بأموال الأمة الأسلامية وكأنها لهم فقط،..... وغير ذلك كثير!.في هذه الأثناء عرض جهاز التلفاز في المطعم مئات بل آلاف اللاجئين العرب من سوريا الجريحة(والعراق أيضا)خاصة،أطفال ونساء ورجال أنهكم السفر والمغامرة منذ تركهم أوطانهم العزيزة التي تدمر من قبل أعتى الأرهابيين الذين بذر نواتهم الأولى أنجاس السعودية وبقية وهابيي الخليج الكفرة والذين لازالوا يسندونهم ماليا( بمليارات دولارات الأمة الأسلامية!)وعسكريا(أكثر الأسلحة التي تمت السيطرة عليها مؤخرا، خصوصا في الحرب ضد داعش الأرهابية تعتبر من أحدث الأسلحة التي (قد) يكون تم الحصول عليها مباشرة من أسلحة عربان الخليج الحديثة الذين أنفقوا مئات مليارات الدولارات لشراءها،وهم(العربان) يخافون في الواقع من مجابهة عصفور بطائرة عسكرية غربية حديثة كلفتهم مئات الملايين من الدولارات،وإعلاميا(أنظر ماتقوم به بعض قنوات عربان الخليج المتخلفة من الدعاية لداعش وبقية الأرهابيين وتشجيعها للطائفية بصراحة،وبحجة الأعلام الحر؟؟؟).هنا حدث شيء لم أتوقعه قبيل ذلك أبدا: عندما شاهد أحد عربان الخليج(سعودي)،والذي كان يجلس مع عائلته بالقرب منا(وهم يشربون الشاي والقهوة ويأكلون الحلويات المختلفة بشراهة وبصورة مخجلة حقا!)هؤلاء اللاجئين المساكين وهم يستلمون الأسعافات الأولية في طريقهم إلى الدول الغربية التي(قد)تقبلهم كنازحين،ويستلمون بعض الأغذية لأن معظمهم(حسب ماقيل)لم ير الأكل منذ يومين أو أكثر!)قال(السعودي)بصوت سمعه من كان قريبا منه:"أكثر هؤلاء اللاجئين شيعة وعلويون،روافض،وربما جاءوا هنا من أجل حياة جميلة؟؟؟.هنا نهض الشخص المصري وشتمه وسعوديته عدة مرات،قائلا له:إنكم سبب المآسي والويلات في الدول العربية المتقدمة التي لاتزالون مستمرين في تدميرها!.إن عقدة النقص عندكم ياأشباه البشر هو الذي دفعكم لتخريب بلدان الحضارات البشرية الأولى!،لابارك الله فيكم إلى يوم الدين!،وأضاف:وسوف يأتي اليوم قريبا الذي تكونون فيه،ياأصنام مكة ،التي دمرها الرسول!،في حالة أسوأ من حالة هؤلاء اللاجئين الأبرياء الذين نعتهم بكلمات تدل على كفرك وطائفيتك وعقلك المتحجر!.هنا بدأ السعودي في التهديد والوعيد ونطق كلمات نابية جدا!.مسكت المصري الذي أراد أن يقوم لعمل شيء ليس له أي علاقة بالأخلاق الحميدة،وقلت له وللسعودي مايلي:أنت ياإبن مصر قلت الحقيقة وبصراحة،وأنت أيها السعودي،فإنني،والله،لم أتوقع،عندما رأيتك هنا،خيرا منك ومن أمثالك!.إنكم جذور مأساة العرب والشرق الأوسط ،بل كل البشرية،وأنا أتفق مع السيد المصري تماما عندما قال بأن الأرهاب قادم لكم لامحالة وسوف تهربون (إن إستطعتم) مثل الخفافيش أمامهم!،وتابعت:لك الحق طبعا أن تعترض وترد على ماقلته لك،ولكن بطريقة حضارية مهذبة،وهذا يعني بالكلام وليس في السب وإستعمال القوة،كما حاولت عمله مع السيد المصري!.وأضفت: نحن الآن في أوروبا،ومن يستعمل غير الكلام اللانابي(أو بمعنى آخر، يحاول الرد بإستعمال العنف،كالضرب مثلا)يعتبره المجتمع هنا متوحشا ومتخلفا بكل معنى الكلمة(بل ربما مجرما!).عندما غادر المصري المقهى قال لي بصوت حزين:"حتى القرود في الغابات الأستوائية أعتبرها أكثر ثقافة وحب للمخلوقات الحية من هؤلاء المتخلفين الذين لازالوا يعيشون في زمن سبق الرسالة المحمدية بقرون!".