الولاية الرابعة بالكردي حلال!!/فالح حسون الدراجي

Sun, 23 Aug 2015 الساعة : 3:22

حين فاز نوري المالكي بانتخابات العراق النيابية الأخيرة، متخطياً منافسيه بمسافة (منّا لليابان)، وتقدُّم كتلته على بقية الكتل بمسافة (منّا للصومال) تقريباً، حتى بات الرجل قريباً من كرسي رئاسة الوزراء، أقرب من الجفن للعين، كما يقول الشاعر الكبير، الراحل، زامل سعيد فتاح في أغنية (اعزاز).. حتى أن العاملين مع المالكي (طبعوا) بطاقات (العرس)، وهيأوا نشرات الفرح، لكن (الأخوة الأعداء)، قاموا بأداء الواجب المطلوب (لأبي اسراء)، فأستخدموا من أجل إبعاده كل ما يمكن إستخدامه، سواء في الضرب المشروع، أوغير المشروع..
وقد كان صوت (السيد الرئيس) مسعود بارزاني أعلى الأصوات المعارضة، والرافضة لمنح كرسي رئاسة الوزراء للمالكي، كما كان لرسالته السرية، المرسلة للمرجعية الرشيدة، ومطالبته المسوغة بأسباب وطنية وسياسية وأمنية وعسكرية، وكردية، إنسانية أيضاً، وتمنياته بتدخل مقام المرجعية السامي، لمنع المالكي من الوصول الى كرسي الولاية الثالثة، أقول كان لهذه الرسالة الأثر الواضح والكبير في تغيير بوصلة المسار نحو الكرسي الثالث. فهذه الرسالة البارزانية، وقبلها رسائل أخرى، تلقتها المرجعية الرشيدة من شخصيات سياسية نافذة في العملية السياسية، ومن زعماء لهم علاقات قوية مع دول مجاورة، تمنت فيها على المرجعية نفس أمنية كاكا مسعود، مما جعل المرجعية تقف الموقف الذي وقفته حرصاً منها على سلامة العراق وأمن جميع العراقيين، ونجاح العملية السياسية. لقد كان المبرر الذي تعكز عليه كاكا مسعود (وأصدقاؤه) في منع المالكي من تحقيق الولاية الثالثة يستند بالأساس على ضرورة إستبدال الوجوه الرئاسية العتيقة، فالمالكي مثلاً (گعد) على كرسي الرئاسة ثماني سنوات.. حتى ان أياد علاوي قال لإحدى القنوات (الحبّابة) آنذاك: يعني شنو المالكي لزگ بالكرسي خو مو لزگ..؟!
أما كاكا أبو سرور فقال: أن الديمقراطية تتطلب تغيير وتدوير المواقع والكراسي، وإلاَّ فإن الديمقراطية في العراق ستتعرض الى عدم الثقة من قبل الجماهير!! وأنا أؤيد وأدعم رأي كاكا مسعود.. كما أدعم رأي الدكتور أياد علاوي (أبو حمزة) وأقول: نعم، هيَّ لزگة خو مو لزگة؟
ولكن في نفس الوقت أود أن اسأل وأقول: هل ان الديمقراطية كثقافة ودستور وقيم وتطبيق وتشريع، وإيمان أمرٌ عربي محض.. بمعنى هل أن المسؤولين العراقيين (العرب) وحدهم المعنيون بتطبيقها، ام انها قانون يتساوى الجميع في تنفيذه، والإلتزام ببنوده؟
وإذا كانت الديمقراطية قانوناً ملزماً للجميع، فكيف يطالب مسعود بمنع المالكي من الولاية الثالثة، بينما هو يقاتل اليوم بيديه ورجليه وأسنانه من أجل الولاية الرابعة؟
طبعاً هنا الجماعة راح يعوفون مشكلة بارزاني، وما يحدث في الأقليم من توتر، وتأزم، وخلافات طاحنة، بسبب إصرار بارزاني على البقاء في الكرسي، الى ما بعد السنوات العشر التي قضاها متربعاً، أوحداً عليه، ويچلبون بما ذكرته من مقارنة منطقية بين الرئيسين، فيتهمونني مرة ثانية، وثالثة بالعمالة للمالكي، والصومال، وأبو دشير!!
ختاماً لديَّ سؤال شرعي:
يقولون أن الولاية الثالثة بالعربي حرام.. زين الولاية الرابعة بالكردي حلال.. لو حرام؟!

Share |