مافيات الموت تهدد مثقفي العراق/باقر الرشيد

Wed, 19 Aug 2015 الساعة : 1:51

يسعى الإرهابيون القتلة إستغلال الأوضاع السيئة التي يمر بها العراق وخصوصاً ما نشهده من تداعيات سلبية في الأوضاع السياسية  التي أسست لها الخلافات بين مكونات الحكم في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، وفي ظل هذه الأوضاع تمكنت قوى الإرهاب التكفيري خلال السنوات الماضية من خلق فرص التواصل بينها وبين من يتناغم معها من السياسيين في الأهداف الشريرة الساعية لإفشال العملية السياسية التي أعقبت التغيير عام 2003 وعودة العراق إلى عهود الظلم والإستبداد . لقد مارس الإرهاب شتى أساليب القتل المجاني والعشوائي بحق العراقيين جميعاً دون إستثناء طائفة من طوائفه أو مكون من مكوناته ، فما حصل من جرائم قتل للمكون السني في الموصل والرمادي وصلاح الدين التي يشكل السنة غالبية سكانها والتي عدت ضمن جرائم الإبادة الجماعية ، هي في ذات الوقت لا تقل قسوة عن الجرائم التي استهدفت مدناً وأحياء شيعية في بغداد ومحافظات أخرى . كما أن الإرهاب التكفيري شمل بجرائمه شرائح فاعلة ومهمة في المجتمع العراقي ، فقد راح ضحية جرائمه العديد من القضاة والأطباء والأكاديميين والإعلاميين . وفي فصل جديد من مسلسل الإرهاب الذي لا يستثني أي شريحة إجتماعية محددة ، تعرض الكثير من المثقفين العراقيين الذين يحملون همَّ وطنهم وشعبهم ، وينقلون عبر كتاباتهم المختلفة ما يتعرض له العراق من مؤامرات خارجية وداخلية إستهدفت أرواح الآلاف من الأبرياء إلى القتل تارة كما حصل في مقتل العديد من الصحفيين العراقيين ، وإلى التهديد بالقتل تارة أخرى .. وقد وردت في الفترة الأخيرة تهديدات مختلفة الوسائل ، منها من كان عن طريق الرسائل عبر البريد الخاص في مواقع التواصل أو بواسطة الهواتف النقالة إلى العديد من الكتاب والشعراء الشباب الذين حملت كتاباتهم هموم الشعب والوطن ودعمهم لفصائل المقاومة والجيش التي تقاتل الغزاة الإرهابيين .. ومن بين من وصله التهديد بالتصفية الجسدية الشاعر الشاب هلال شذر هلال الذي مثل  ديوانه " رصاصة ليست للقتل " إسفزازاً لمن لا يرى في " الرصاصة" إلا وسيلة لقطع الأنفاس والموت .. وبسبب تكرار التهديدات للشاعر هلال إضطر مع من يشاركه القلق والسعي لحفظ أنفاس صدره للرحيل عن وطنه نحو منفى لا يعلم شيئاً عنه وعن تفاصيل الحياة فيه .. غادر الشاعر هلال شذر هلال وطنه وهو محمل بهم وطن وشعب أحبهما ، وبحزن كبير على فراقه لجُمَع المتنبي وجلسات الشابندر وألفة حميمة لزملاء عاش بينهم خلال عمله في صحيفة إحتضنت صفحاتها كتاباته الجميلة والرائعة لسنوات جميلة أمضاها بين وجوه أحبها وأحبته بصدق .

Share |