عقول الناس في عيونهم ؟-علي حسن الشيخ حبيب- الناصريه
Sun, 15 May 2011 الساعة : 10:06

السمعة الحسنة هي مجموعة من الانطباعات التي تكون في نفوس الاخرين عن الانسان، فإذا كانت سمعة الإنسان طيبة بين الناس والمجتمع ينعكس ذلك إيجابياً على شخصيته فيعيش الراحة النفسية ويكون راضياً وواثقا من نفسة وعلاقاته تكون متزنه ويكون مقبول اجتماعيا ...
ان الذكر الحسن للاشخاص يعود بعواقب محمودة عليهم وعلى مجتمعاتهم، ولاننا منحدرين من مجتمعات شرقية تتسم حياتنا بالارتباطات العشائرية والمناطقية ، فكل تصرف يكون محسوب ومرصود ومراقب...
اما الجانب المهم الاخر للسمعة الحسنة فهي تخدم انتماء الإنسان الى دينه ومذهبه ،وتتفاوت هذه الحالة بين الناس من حيث الاهتمام وعدمه في سلم اولوياتهم ،وأن الانطباع الجيد والسيرة الحسنة أمر مطلوب ومهم، فنرى ان كل الديانات السماوية، والدين الاسلامي على وجة الخصوص اعطاه اهمية كبيرة ،واننا نلاحظ ان أنبياء الله بعظمتهم وجلال قدرهم وعصمتهم قد طلبوا من الله ذلك ﴿واجعل لي لسان صدق في الاخرين﴾...
وان هناك حسن اخر لايقل اهمية عن حسن الخلق والسمعة ،الا وهو حسن الخطاب مع الاخرين وكيفية التعامل مع الناس ،وكيفية التعاطي مع قضاياهم واسرارهم واعراضهم وخصوصياتهم ، بعيدا عن الاساليب الملتوية، وعمليات الغمز واللمز في الحديث، وتقويل الناس بما لم يقولوا، واثارة الفتن بين الناس، وتأجيج الصراعات ...
وكما يقول المثل الشعبي (ان عقول الناس في عيونهم) ،ولان اغلب الناس تبني مواقفها وتصدر احكامها على ظواهر الامور بعيدا عن التروي، اوالتماس العذر، اوالمحمل الحسن الذي دعت الية الشريعة السمحاء، والاعراف والقيم الاجتماعية ..
ان التأكيد على اهمية الإحسان، لأن الإحسان يكسب السمعة الحسنة ،وهو مقدمة من مقدمات الاخلاق الحميدة ومنهج من مناهج الافعال المنضبطة
وتسعى المجتمعات الى تحسين صورتها من خلال مقدار التقدم في المجال الاعلامي، ونلاحظ ان الكثير من المجتمعات وخصوصا الغربية منها تنفق اموال طائلة من أجل تحسين صورتهم أمام العالم، مما تؤدي الى تعاطف الناس معهم، وتأثير اعلامهم الموجه على القرارات السياسية والمصيرية في حياة مواطنيهم ، ومردوداتها الايجابية على سمعة بلدانهم ...
اكاديمي وباحث عراقي مستقل