السياسة لها رجال ايضا !/مالك العظماوي

Tue, 11 Aug 2015 الساعة : 13:45

كثير من السياسيين الذين تم انتخابهم وتربعوا على كراسي الحكم  نتيجة للجهل الديني او التعصب الطائفي او الحزبي ، وهم لا يفقهون الف باء السياسة ، فنراهم اليوم يصرحون بما يجوز وبما لا يجوز ، فللسياسة فنون وليس كل ما يحدث يقال ، وليس كل ما يقال صالح للنشر بين فئات المجتمع . فالسياسيون الحقيقيون في بلدان العالم نراهم يعملون ليلا ونهارا من خلف الكواليس من اجل خدمة شعوبهم وبلدانهم وليس للاستهلاك الاعلامي فحسب .
فالعديد من القضايا المصيرية للبلاد لا يمكن التصريح بها على لسان كل من هب ودب ، واذ نقول قولنا هذا والبلد يمر بأزمة مالية خانقة ، ونجد ان ابناء الشعب بدلا من ان يجدوا البدائل للخروج من هذه الازمة فهم يهربون منها وكل يضع المسؤولية على غيره ، كما نجد الارتباك والرعب واضحا بين الافراد العاديين من ابناء المجتمع وهذا سببه السياسيون الفاشلون في ادارة الازمة ، فلولا ثرثرتهم التي يعتبرونها من (عنترياتهم) لما حصل هذا الارباك والقنوط بين افراد المجتمع ، ولأن هؤلاء السياسيين جهلة وفاشلون بامتياز صرحوا بغباء واضح على ان البلاد على حافة الانهيار ، نجد ان الفرد الاعتيادي خائفا مرتبكا على مستقبله وهذا الامر اثّر بدوره ايضا على استمرار وديمومة الانتصارات في معركتنا العادلة ضد قوى الشر والظلام . وأتذكر ان المقبور صداما عندما سئل عن سبب الغاء اتفاقية الجزائر التي ابرمت عام 1975 مع ايران بالرغم من انه هو من وقع الاتفاق شخصيا ، اجاب : ان ايران كانت تدعم الملا مصطفى البرزاني وكنا في حالة حرب ولم يتبقى لدينا سوى اطلاقة مدفع واحدة وهذا ما جعلنا نوافق على ابرام الاتفاقية مع شاه ايران المقبور! وهنا نلاحظ ان الحكومة العراقية انذاك لم تمتلك سوى اطلاقة واحدة ولم تعلن ذلك للشعب كي لا تنهار المعنويات ولا يؤثر ذلك سلبا على المعركة وعلى الانسان البسيط على حد سواء ولم نعلم بهذا الامر إلا بعد مرور عقد من الزمن ، فعملت الحكومة لعلاج الازمة دبلوماسيا ، وعندما تعرض شعب العراق الى اشد حصار اقتصادي في التأريخ الحديث ، نرى الدكتاتور صداما تعامل مع الازمة بحكمة ومهارة فائقة واستطاع اعادة اعمار البلاد ومفاصل الحياة من خلال طبع عملة نقدية داخلية (غير معترف بها دوليا) ولم يستسلم ولم يشعر الشعب يوما ان البلاد محاصر ، فالفرد يحصل على حصته التموينية لثلاثة اشهر مقدما . اما السياسيون اليوم نجدهم يتسابقون بإعلان ان العراق على حافة الافلاس وان الدولة غير قادرة على دفع رواتب الموظفين وسترتفع الاسعار وتتوقف المشاريع وسنمنع دخول البضائع الى العراق من اجل ان يُظهر وجهه الكالح على شاشة التلفاز! عجيب ، ان المواطن الاعتيادي حينما يسمع هكذا تصريحات ممن يسمون انفسهم قادة فهل تبقى لديه الرغبة على الدفاع عن بلده ؟ وهل يبقى لديه اصرار لقتال اعداء العراق ؟ فالجواب : من المؤكد ستنهار المعنويات وسييأس المواطنون من ان دفاعهم عن بلد سينهار بين لحظة وأخرى سيكون من باب السذاجة والغباء ان يضحي الانسان بنفسه من اجل بلد على حافة الانهيار . ومن المؤسف والمضحك ان نسمع من حكومات محلية ايضا ان المحافظة الفلانية اعلنت افلاسها وكأن هذه الحكومات - التي هي سبب رئيسي في شلل ميزانية البلاد – لديها كثير من المشاريع وتقوم بدفع الرواتب المجزية لموظفيها ، وكأن الحكومة المركزية اوكلت ذلك لها وهي الان تعلن افلاسها ! ان هكذا سياسيون لا يفقهون معنى الافلاس اصلاً ولا يعرفون معنى الاعلان عن هكذا قضايا مهمة لأنهم جهلة وأغبياء ولا يحسنون في السياسة صنعا . فالأولى بهؤلاء الفاشلين ان يصمتوا ولا يؤذوا المواطن الشريف بعفونة افواههم التي لا نطيق سماع غبائهم فإننا محرجون من بقية شعوب المعمورة بان بلدا حضاريا مثل العراق يقوده جهلة وفاشلون الى حيث ما لا يعلمون.
اضافة الى كل ما تقدم نجد بعض السياسيين الطائفيين الذين يلعبون على وتر الطائفية من ينادي بتقسيم العراق باسم حقوق (اهل السنة) حيث باع عرضه وشعبه ووطنه للأجنبي من اجل حفنة ريالات ، وفي الجانب الاخر نرى بعضهم ممن باع ضميره ايضا وراح ينادي بإقليم البصرة ! وما نداؤهم إلا لأجل المصالح الشخصية الفردية التي يريدوا ان يصلوا الى رئاسة اقليم البصرة كما هو حال قادة اقليم كردستان الذين جثموا على صدور شعبنا الكردي منذ التغيير الى هذه اللحظة وبحجة المصالح القومية ! ألا  تبا لقادة العراق الفاشلين الطائفيين الطامعين بخيرات البلاد وثروته ، ولطالما اتخذوا من الديمقراطية ستارا لسرقة اموال الشعب فسنتخذها نحن لأجل تغيير هؤلاء وعدم السماح لهم بالتسلط على رقابنا والتحكم بمستقل بلادنا ولا ندعهم يتسببوا بضياع وطننا بغبائهم وفشلهم وطائفيتهم المقيتة.

Share |