قطار في محة الكير/اياد علي الحسني
Sun, 9 Aug 2015 الساعة : 11:34

الجزء الثاني
لن أكذب…أُعجبت بذلك الشموخ الذي يتجسد فيه…
شخصيتها اللطيفة…روحها الطيبة…حنانها…اهتمامها بي…
كلها أثارت اعجابي ..لربما أيضا اعجابها أيضا…
إعجابها المفضوح في عينيها ..لي…
شدني إليها كثيرا…حطمت حواجز الخجل والصمت…
لكني لم أكن لأسمح لقلبي بحبها لوجود حواجز ومفارقات بيننا…وضعتها نصب عيني…
التي وكأنها قصور مشيده ضخمه لايمكن اختراقها
أقنعت نفسي…حاولت أن أقنع نفسي..أنها ليست سوى بضعة أيام وتنتهي هذه المشكله…
وتكمل قاطرتنا المسير…ويحين موعد الفراق…فلم التعذب؟؟!!…
لن أستطيع بعدها رؤيتها…حاولت…حاولت ألا أتعلق بها…
لكنها تشعرني بالأمان..بالحب..بالعاطفه..رأيت في عينيها حبا كبيراً…
آآآآآه كم أحبها..لاأدري هل هي الكلمة الصائبة أم لا؟؟!!…
لن أستطيع أن أحدد نوع مشاعري..لكنها كان شجاعةً جداً لقولها…
قالها..نعم قالها..”أحبك ياأحلام…ولطالما تمنيتك لي زوجة …”
دقيقة صمت..”أحبك”..إنتابني أحساس غريب…
***************************
لطالما قال لي والداي وأخوتي هذه الكلمه…
لكنها تميزت عندما سمعتها منه…ككلمة جديده أضيفها إلى قاموسي…
تلك الكلمة خرجت بأسلوب غريب من شفتيه…لتحط بأسلوب أغرب في أذني…
انتشرت تلك الكلمة في شراييني..لتصل إلى قلبي…
الذي بدأبضخ الدم بشكل مجنووون…حتى أحسست أنه سيخرج من مكانه…
وصل الدم إلى وجنتاي..ليغطيهما بلون الحياء الانثوي…
أما هو فكانت ردة فعله ابتسامة عذبه…زادت القلب خفقاناً…
ارتبكت…توترت..لاأعلم ماذا أقول..لاأعلم مالمفترض أن أقول…
لكنه كان متعلقا بي…يرغب بي فعلا…
لم أستطع سوى أن أسير معه…
مشينا معا في القاطرة…أمسك بيدي..
حاولت أن أخرج يدي من قبضته..لكنه ضغط عليها بقوة…
توقفت..نظرت إليه في عينيه…وجدتها حزينتين بائستين…
وكأنها تصرخ”لاتتركيتي..لاترحلي عني”..
بعد مارأيت…لم أستطع سوى الاستسلام والمسير معه…
أفكر في سر تلك النظرات…
لازالت يده متشبثة بيدي…كطفل متشبث بأمه خوفا من الضياع…الحرمان…والفراق…
أكملنا طريقنا…إلى أن واجهنا ذلك الحاجز الكبير الذي لم نستطع اختراقه كباقي الحواجز الذي واجهناها…
حاولنا اختراقه لكنه بقي شامخا لم نستطع له ردما..ولكننا لم نيأس…
أعدنا محاولتنا مرارا وتكرارا…إلى أن أعلنت الاستسلام واليأس…
ذهبت بعيدا لأرتاح قليلا…نظرت إليه…والى اصراره…
كان مصرا على اختراقه…ولايزال مستمرا في عمله…
مشيت نحوه…وضعت يدي على كتفه(بمعنى انه انتهى الأمر)…
التفت بنظره نحوي…دهشت لما رأيت…دهشت الى حد البكاء…
بكيت معه…بكيت انكسار الشموخ… نعم لقد رأيت دموعه تهدد بالنزول..وآآآه بالفعل نزلت..ليتها مانزلت…
كانت كالخنجر ايطعن ذلك القلب المسكين…لم أشهد مثل ذلك الموقف قط في حياتي…
خر باكيا بين يدي..لم أستطع الصمود وبكيت معه…بكينا كلينا…
بكينا على أحلامنا..آمالنا…
**************************
لكني وبإصرارس استطعت أن اعيد الآمل إلى قلبي…
وقفت واتجهت نحو ذلك الحاجز بإصرار وبعزيمة أكبر…
نعم…بدأنا وبآلات بدائية بسيطه بعمليات الخرق والنقض..
مضى يوم…يومان…ثلاثه…في فندق اور بالناصريه أكملنا الأسبوع ولازلنا مواصلين..
ولكن بدأ اليأس يدب في قلبي مرة أخرى…
إلى أن ذهبت إليها وربت على كتفها وقلت “كفى”…
لكنها لم تستمع الي…جلست بعيدة عني…
بعد فترة من الوقت..عادت الي وتعلو وجهه اسمى علامات الفرح..
ابتسمت…أخبرتني أنها استطاعت ثقب الحاجز…فرحت كثيراً..
حماستنا ازدادت وكأن ذلك الثقب مفتاح لكل مشاكلنا…
شيئا فشيئا…استطعنا أن نكون ثقبا كبيرا في الجدار…سعدنا بذلك…
بل وكدنا نموت من الفرحه…كان ماخلف الجدار عالم مليء بالورود…
عالم مليء بالحياة…بعيدا عن الوحوش…
ولكن…كان ذاك الخرق لم يكن ليتسع الا لشخص واحد…
نظرت إليها بابتسامة تشجيعيه…”هيا…ماذا تنتظرين؟؟”…
نظرت اليها بدهشه وتعجب…ضحكت وقالت وهي تدفعني ناحية الثقب”هيا..هيا ياعيوني سأكون خلفك”..
لم يكن بمقدوري سوى الاستسلام لما طلبت…خرجت من الفتحه…من تلك القاطرة…لأدخل هذا العالم الجمييييييييييل…
لكن..فجأة..أعلنت الصافره وقت الرحيل…وبدات تتحرك القاطرة الى البصره…
حاولت الخروج..حاولت…لكن الثقب بدأ يتقلص…
سمعتها وهو تصرخ وتصيح باسمي…
ودموعي تهدد بالنزول…ناديتها..ناديت وناديت..
لكن وقتها كان الثقب أقل مايكون…
أخذه القطار بعيدا عني…
تاركاً إياي في هذا العالم وحدي في محطة غرباء الناصريه اور …
بدأ الناس يحيطون بي…يحاولون تهدئتي…
وجدت من يعيد الي ابتسامتي…يعيد الي الأمل من جديد…
سعدت بهم كثيرا فقد كانوا البلسم الشافي لجراحي…كانوا خير عونٍ لي…
لكنهم لم يستطيعوا أن ينسوني إياه…
****************************
وأخيرا…
وبينما نتنقل بين محطاتنا العمريه…لانعلم هل سنقع في أيدي الوحوش وعالم اليأس…أم سنحارب لأجل الوصول إلى عوالمنا الورديه…
وبينما أنا متجهة إلى محطتي التالية…سمعت ذلك الصوت الذي لاأزال أذكره…
“أحلام..أحلام..تعالي يابنتي..اجلسي في حضني..لاتبتعدي عن والدك ياعزيزتي”..صعقت…
فجأة …هددت دموعي بالنزول…أردت أن الخروج من القطار قبل أن يراني…
لم أرد أن أتسبب له بالمزيد من المشاكل…لكنه أمسك بيدي..نظرت إليه…
نظر إلي وبابتسامته العذبه”حياك الله ياأحلام في القاطرة..أتمنى ان تصلك الى محطتك المنشوده..ولاتجعلي لليأس محل”..
لفت نظري تلك الطفله الصغيرة المتشبثه برجل والدها…تقول”بابا من هذه؟”..
اخذها في حظنه..ابتسم وهو يقول”هذه..خالتك أحلام ياصغيرتي؟؟”…
نظرت إلي الطفله بتفحص ثم ضحكت ببراءة..ضحكت معها..حمدت الله على انه استطاع التقدم في حياته…
*************************
غيض من فيض..
الدنيا…آآآآه الدنيا…لطالما حملت في طياتها ملامح الغدر والخيانه لتثبط من قدراتنا..
فحاربها وقاومها…
فالدنيا محطات…إما أنك ستصل مبتغاك ومحطتك المنشودة بعد الاصرار والتعب وتكرار المحاولة..
سواء كان ذلك في دينك او دنياك…
أو أنك ستتقوقع على نفسك وتسمح لعالم الحزن واليأس أن يسيطر عليك…
وتلك الوحوش بإغراقك شيئا فشيئا في عالم الظلاااااااام……
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مع خالص الشكر والتقدير
مع خالص تحياتي لكم ..