السيد وزير الداخلية العراقي.. "جا يكحلهَ عماها"!!/سامي عواد
Thu, 6 Aug 2015 الساعة : 13:44

ظهر السيد وزير الداخلية العراقي في اجتماع في قاعة طويلة عريضة ويصطف من الجانبين موظفي الداخلية وقد ازدانت القاعة بديكور من القماش الحرير ماروني اللون! من الطول للطول يتوسط تلك القاعة باقات من الورد من الطول للطول!! ولا ندري هل اطلع السيد الوزير على "فواتير" ذلك الديكور كم كلف وزارته ونحن في حالة الحرب والتقشف!! وكأن شيئاً لم يكن! وكأننا في بحبوحة من الحال! والتظاهرات تعم المدن والعاصمة بغداد احتجاجا على الإسراف والمسرفين والفساد والفاسدين والحصة والمتحاصصين!!.
ليس هذا هو موضوعنا فالشياكة والنزاكة والمظهر والكشخة! مطلوبة لكسب ما قسم الله!! إنما الموضوع الأهم والأخطر هو ما عرضه السيد الوزير من عملية خش وخداع وابتزاز البعض لأموال الدولة بل لأرواح المقاتلين في جبهات القتال والحشد الشعبي وغيرهم بشرائهم واقيات الرصاص التي وصفها السيد الوزير بأنها "بليته ومغلفيها بالقماش" ولا تقي المقاتل من أبسط الرصاصات!! حيث تم التعاقد وقبض نصف المبلغ وكادت الصفقة تنتهي والأرواح تزهق وصدور مقاتلينا تخترق بهذه الخديعة ذات الأبعاد المتعددة فهي مزيفة ولا تقي من الخطر ومبالغها عالية وقيمتها "زفت" وصفر! كل ذلك جرى ويجري والسيد الوزير لا علم له بالموضوع كله لولا "أحد الضباط الشرفاء"!! كما قال السيد الوزير هو الذي اكتشف هذه الخدعة الخطيرة ثم اطلع عليها السيد الوزير فيما بعد!! بعد خراب البصرة وكم واحد مات بسببها.. وده اسمو كلام!! أما كان من الواجب قبل الاتفاق وتسليم المبالغ أن تكلف لجنة بمتابعة هذه الصفقة الخطيرة والمدبرة لقتل مقاتلينا في جبهات القتال مقابل مبالغ طائلة أن يتم الإطلاع عليها وتجربتها بإطلاق الرصاص عليها وبيان صلاحيتها قبل الموافقة على شرائها؟ وقبل إطلاع سيادة الوزير على تفاصيل الصفقة؛ ثم يأتي ليكشف لنا خطورة هذه الألواح وأنها غير مجدية ولا تمنع "حصوة مصيادة عصافير"!! كيف تتم مثل هذه الصفقات وتمضي قدما دون علم السيد الوزير بها والإطلاع على تفاصيلها ونوعيتها قبل توزيعها على القطاعات المحاربة!! ما كان على السيد الوزير عرض القضية بهذا الشكل وفضح نفسه وتقصيره وتجهيله!! والآن بعد أن تبين له ما تبين وبيّنَ لنا ما بين أليس من الواجب تقديم المجرمين إلى محاكمة فورية ثورية والحكم على كل من شارك في هذه الصفقة المميتة المتعمدة بالإعدام شنقاً حتى الموت وفي أماكن عامة ومن ثم تقديم استقالته!!
لا ندري ماذا نفعل وبم نصف حكومة تشخص الفاسد ولا تحاسبه؛ وتعرف الخائن ولا تحاكمه؛ وتعلم بالمسيء والمقصر ولا تزيحه.. ماذا جرى لنا وإلى أين المصير؟؟؟