التظاهرات وما بعدها/محمد خالد السبهان
Wed, 5 Aug 2015 الساعة : 17:07

التظاهرات وما بعدها ....... نناشدكم مخلصين .....
بالتمعن في توجيهات المرجعية الدينيةالرشيدة في الأحداث الوطنية التي مر بها شعبنا العراقي ، كانت التظاهرات وأهدافها ومطالبها تعكس الصراع الدائر بين الأحزاب المعارضة العاملة في الساحة العراقية ، وكل من هذه الأحزاب يرفع شعاراته الخاصة التي تترجم سياسته وأهدافه ، ولم يتجاوز عدد هذه الاحزاب الفاعلة ( خمسة أو ستة ) وبناء على ذلك فأن الجماهير الغير متحـزبة تصطف وتشارك مع هذا الجانب أو ذاك بناءً على ثقتتها وقناعتها بمن يمثل هذا الحزب ومدى مصداقيته وسمعته وقبوله وتأثيره الاجتماعي . ولكن بسبب طول فترة حكم الدكتاتورية والقائد الاوحد والحزب الواحد وقمع المعارضة الشعبية وأحزابها التي دامت لأكثر من 35 سنة تحولت هذه التظاهرات الى مجرد حشود وتجمعات إجبارية تهتف للقائد وحزبه ، وبذلك فقدت هذه الفعاليات قيمتها وتقاليدها ودورها كقوة ضغط جماهيري على صناع القرار وواحدة من وسائل التعبير عن الرأي . ولكن 0( الفوضى الخلاقة الامريكية ) التي سمحت ببروز هذا الكم الكبير من الاحزاب والتيارات والكتل والتجمعات ما بعد التغيير وتهافتها على السلطة بادعاء تمثيلها الوهم لهذا المكون أو ذاك تحت مفهوم ( حكومات التوافق والوحدة الوطنية والشراكة الوطنية والاتفاق السياسي.. .....ألخ) هذه التسميات التي ما هي الا محاصصة وترجمة لرغبة هذه الكيانات بتقاسم السلطة والنفوذ والارض والمال لمصالحها الحزبية والشخصية ، وليس لها أية علاقة وبأي قدر كان بمشاكل وهموم وحاجات ومطالب المواطنين وبناء الدولة ، حتى وضع الجمهور المستقل غير المتحزب في دوامة وحيرة من أمرة ( يؤيد من ويعارض.من ، من هو الصالح ومن هو الطالح ) . وهنا بدأت أساليب هذه الاحزاب والكتل في اتهام وتسـقـيط بعضها الآخر من خلال محاولات تسييس التظاهرات الجماهيرية المطالبة بحقوقها وتحسين احوالها المعاشية والحصول على الخدمات الضرورية لحياتها الطبيعية وكرامتها الانسانية .هذه قضية ، والقضية الاخرى التي لا تقل أهمية ، متمثلة بالخلل داخل قبة البرلمان ، الذي يفترض ان تتشكل داخله .. كتلتان .. كتلة كبيرة تشكل الحكومة .. وكتلة أخرى تشكل المعارضة البرلمانية الديمقراطية التي مهمتها مراقبة أداء الحكومة ومؤسساتها ومسائلتها وإيصال مطالب المواطنين ومتابعة تحقيقها . وعدم وجود معارضة شكل خلل كبير آخر داخل (مجلس نواب الشعب . )
وهنا السؤال الجوهري ، المطلوب الاجابة عليه :
من يمثل مصالح الاكثرية العظمى المستقلة من الشعب الغير متحزبة ، ويطالب بحقوقها ويدافع عنها ..؟؟؟
الجواب : علىنا نحن الناشطين المدنيين ، ممثلين بتجمعاتنا ونقاباتتنا وحركاتنا المستقلة وروابطنا الاجتماعية والثقافية المدنية والرياضية ، التنسيق فيما بيننا، وتشكيل هيئة مشتركة موحدة تنظم وتدير فعالياتنا ، وتحافظ على تظاهراتنا وإعتصاماتنا السلمية من أفخاخ التسييس ، وتجنبها الصراعات والمنافسة السياسية بين أحزاب السلطة سواءً المحلية أو المركزيه . لكي نستطيع أدامة زخم المطالبة ومتابعة تنفيذ مطالبنا من قبل الجهات الحكومية المختصة ، ونتجاوز الخلافات والتقاطعات فيما بيننا التي شهدنا وشهدت ووثقت وسائل الاعلام بعض تداعياتها .. فبوحدة كلمتنا تتقحق أهدافنا ... دعوتنا هذه موجهة لكل أبناء محافظتنا العزيزة الوطنيين المخلصين الصادقين في مسعاهم ..... والله ولي التوفيق .