وفرة الخيرات وافتقار العقليات/مرتضى ملا شهيد
Wed, 5 Aug 2015 الساعة : 16:21

لاشك ان فتوى المرجعية، اعادت الأمور الى نصابها من جديد، لكن هذه المرة، بصورة سلمية، وليس عن طريق حمل السلاح، للصبر حدود، لم تنطقها المرجعية من فراغ، حقا لقد بلغ السيل الزبى، وها نحن اليوم، نرى المظاهرات في كل حدب وصوب، في محافظات العراق جميعا، وهي تطالب بالحقوق المسلوبة، والمنتزعة من قبل السياسة الرعناء، والعقول الهمجية.
سياسيون يديرون البلد بغير تخطيط، ولا آلية صحيحة، أين نحن من بقية الدول الأخرى، من لا شيئ وأصبحت تملك كل شي، ها هي تركيا التي لا تملك النفط ومشتقاته، ولا غيرها من الامور، لكنها اعتمدت على السياحة، التي لا تشكل الا ٢٪ فقط، الا أنها أصبحت من مصافي الدول المتقدمة، دولة مترامية الأطراف، كاملة الوعي، قوية الاساس، بنية بعقول سليمة، تريد النهوض، وليس السقوط.
العراق الذي توفرت فيه كل مقومات النجاح، ووجود النفط ومشتقاته، والموارد الطبيعية الاخرى، والزراعة، والموارد البشرية وغيرها، التي لو وضع لها برامج، وخطط متكاملة، لأصبح اليوم كل فرد عراقي لديه مرتب شهري، وينعم برفاهية، وعيش رغيد، لكن المصالح الفردية، والحزبية كانت هي الغالبة والمسيطرة، وعملت على ملئ جيوب الفاسدين.
آخر المطاف ؛ هو جفاف الأهوار في المناطق الجنوبية، بسبب شحة المياه، حتى نسيت من جميع رجالات السلطة، وهجرت العوائل، ونفقت الأسماك، والمواشي، ولو اهتموا بها بطريقة صحيحة، لكان لها دور كبير في ميزانية الدولة السنوية، واقعنا مزري، بسبب سوء أختيارنا، ووضعنا لأشخاص غير كفؤين بأماكن غير مناسبة لهم.
ومن منطلق الآية الكرية:
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)
بدأ الحراك الشعبي، مطالبا بحقوقه المشروعة، هدفها الاول هو يريد تغيير الوجوه الفاسدة، وامتيازاتهم المجحفة، وقاسية، تريد الأطاحة بأقتصاد البلد، أخرها فرض الضرائب على المواطنين، واستمرار سوء الخدمات، وكثرة الأزمات، ومعضلة الكهرباء التي عدت العقدة الاساسية للحكومة، على مدى اربعة وزراء وصرف اموال طائلة تقدر 37 مليار، ولم نلمس تحسن على ارض الواقع، كلها وعود كاذبة،وأقاويل مسرفة.
على السلطتين التنفيذية، والتشريعية، ان تعي ماتفعل، لقد طفح الكيل لدى العراقيين، يجب أن يسارعوا، بوضع حلول جديدة، لتفادي الأزمة،وحل المشاكل، التي باتت عقدة الشعب العراقي، ومحاسبة المقصرين من الحكومة السابقة، والحكومة الحالية، وتشكيل لجان تراقب عمل الوزراء، وان يكلفوا بوضع تقرير شهري الى ما توصلوا اليه، وماهي الحلول الناجعة لديهم.
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلا بد ان يستجبب القدر.....