شتان بين من كرهوا المال ورحلوا، ولصوص اليوم!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري..المانيا

Wed, 5 Aug 2015 الساعة : 16:06

.....ماكشفه تقرير هيئة النزاهة العراقية،وذكره أيضا أحد الأخوة في مقال رائع(محزن حقا) على هذه الشبكة الغراء، جعلني وأكثرية الأخوة( في الخارج) من أصل عراقي أيضا في حيرة،بل أصبنا بصدمة عنيفة، ستستمر ربما أيام بل أسابيع لكي تضعف رويدا رويدا،ولكنها لم تختف كلياأبدا،اللهم إلا بزوال السبب،ونتمنى زواله بأسرع من البرق؟.
عندما رن (جرس) التلفون في وقت متأخر جدا من مساء أمس،لم يخطر ببالي أبدا أن أحد زملاء الطفولة والشباب،والذي يعيش الآن في أستراليا قد فاجئه هول مانشر عن رواتب بعض المسؤولين السابقين(رؤساء الجمهورية والبرلمان السابقين ووو...الخ)التقاعدية!.بعد أن هدأته نوعا ما(لأنه كان يشتم حظ العراقيين العرب  التعس،وخصوصا الشيعة منهم!).قال بصوت بائس،وكأن قلبه في طريقه إلى الأنفجار في أي لحظة:"هل تعلم ياحسين أن راتب البرلمانيين والرؤساء التقاعدي الشهري هنا(أي في أستراليا) لايتجاوز عشرة آلاف دولارا تقريبا،علما أنهم يشتغلون كثيرا وبإخلاص من أجل بلدهم؟،وأضاف: وماذا عمل أصحاب التقاعد الخيالي في العراق لخير البلد؟،و....،وهنا قاطعته(لأنني كدت أن أفقد السيطرة على أعصابي وأنا أفكر برواتب تقاعدية خيالية للسادة الذين ذكرهم قرار هيئة النزاهة تتراوح بين 60ألف إلى 80 ألف دولار شهريا،"لاإله إلا الله!"،إنه فرهود من لصوص ومرتزقة وعملاء (ودونية!) سنوا هذه القوانين التقاعدية المشينة المنافية للأخلاق والتقاليد(أغلب الظن،لأنفسهم فقط!)،والتي لايقبل بها دين أو إنسان شريف،ووو...الخ"!)أبدا.أجبت زميلي الذي بدأ "يتلعثم" في كلامه من شدة الغضب:ياعمار!.أنت تعيش في أستراليا!،وأنا أعيش في المانيا!،وكلانا بعيدان عن الأحداث في العراق الجريح(وهي،وللأسف، تكاد تكون دائما محزنة جدا ومخيبة للآمال فقط)،وتابعت:وكما تعلم ياعزيزي!،فإنه لايوجد بلد متحضر أو متخلف (حتى في جزائر الواق واق؟؟؟)يزيد فيه الراتب التقاعدي للمسؤولين الكبار في الدولة على المبلغ الذي ذكرته أنت(أي عشرة آلاف دولار شهريا تقريبا!).هنا قاطعني عمار قائلا:إنها نفسية الحكام في الدول العربية خاصة،والتي(النفسية)لاتفكر،إذا أصبحت في مركز قيادي في الدولة،إلا بجمع المال ولو على جماجم جميع سكان البلد،ولهذا نرى أن أكثريتهم يهربون بعد تقاعدهم إلى الخارج مع أموالهم(والقسم الأعظم منها هو منذ زمن في بنوك أجنبية "أمينة" !)،لخوفهم ربما من غضب وعقاب شعوبهم المغلوبة على أمرها،وأضاف،(وصوته الغاضب العالي في التلفون كاد أن يفقدني سمعي؟): "جميعهم من نفس الطينة فيما يخص سرقة قوت الشعب"!)،وهنا قاطعته قائلا:إياك والتعميم ياأخي،وأنت تعرف(الكلام الشهير):" لكل قاعدة شواذ"!،وتابعت:عندما أستشهد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم،وجدوا في حسابه الخاص بمصرف الرافدين( دينارا واحدا)فقط،وهو الباقي من راتبه الذي كان يوزع أغلبه على الفقراء واليتامى،ولما توفي المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر،وجدوا في حسابه الخاص في البنك عدة جنيهات مصرية لاغير،وحتى الدار التي كانت تسكن بها عائلته كانت مؤجرة(إيجار)!.سكت عمار عدة ثواني وقال:ياليت تتحرك المظاهرات الحالية في بغداد وبعض المدن العراقية الأخرى،بما في ذلك مدينة الناصرية، فورا، لأحتلال المنطقة الخضراء في بغداد وتخليص العراق من هذا البلاء العظيم!،كان ردي على ماقال هنا:لاياعزيزي!،الأولوية الآن هي للقضاءعلى الأرهاب الأسود في العراق كليا،وبعد ذلك،إن لم يتغير شيئا بصورة إيجابية لخير الشعب،وهذا لاأتوقعه؟،يجب القيام بزحف شعبي سلمي(أكرر:سلمي)لأحتلال المنطقة الخضراء وإعتقال  اللصوص والعملاء والمرتزقة ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة لأنقاذ العراق العظيم من هذا (السرطان) الذي بدأ ينتشر في جسد البلد والذي سيدمره نهائيا إذا لم يتم (القضاء)عليه بأسرع وقت ممكن؟."وماذا نعمل بالشيعة في مركز القرار إذا تم إحتلال المنطقة الخضراء وإعتقال من تم ذكرهم أعلاه"؟،تسائل عمار بأمل!،بدأ على مابيدو يدب رويدا رويدا في نفسه الحزينة؟،أجبته:وهل أن الشيعة في مركز القرار، والذين شاركوا الآخرين في جريمة تدميرالعراق،"وعصوا"؟ أو خالفوا تعاليم المرجعية الشريفة وأصوات  الآخرين الخيرين من أبناء المذهب الطاهر،"معصومون"؟،ولا ينطبق القانون الجزائي عليهم؟،وتابعت:أعتقد أن عقابهم سيكون عندئذ أشد بكثير من  عقاب الكرد في مركز القرار أيضا والذين دمروا البلد ولا يزالوا(يمصون) مابقي من "دمه الطاهر" على هيئة(رواتب تقاعدية خيالية!)وعقاب السنة العرب في مركز القرار، والذي باع أكثرهم ضميره للوهابيين والسلفيين الأنجاس مقابل حفنة من الدولارات،وأصبحوا ربما أكثر خطرا على البلاد بصورة عامة وعلى(إخوانهم؟)الشيعة بصورة خاصة،من عربان الخليج أنفسهم!.قبل أن يغلق التلفون ،ويتمنى لي ولعائلتي ليلة سعيدة!،قال عمار:ياليت أن يعي الشيعة في مركز القرار بأنه من المستحيل في عراق اليوم العيش مع الكرد الشوفنيين والسنة الطائفيين بسلام وراحة!،أجبته قائلا:والحل الوحيد ياأخي هو تقسيم العراق وقيام دولة(سومر) العراقية العربية في الوسط والجنوب،وتبا لعراق موحد(نظريا) يذبح فيه الشيعة،ولا بارك الله في شيعي لايهمه مصير الشيعة والمذهب الطاهر، بقدر مايهمه جمع المال والهرب إلى الخارج(مع جنسيته الأجنية أيضا والتي يحملها بعضهم؟).

Share |