الشعر عند المرأة العربية الجاهلية والأندلسية!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري.المانيا

Wed, 5 Aug 2015 الساعة : 14:07

عندما نقرأ تأريخ الشعر العربي في العصر الجاهلي نجد أيضا شعرا جيدا لشاعرات جاهليات،ذكر التأريخ أشهرهن غالبا!.أما بالنسبة للعصرالعربي في الأندلس فالشيء نفسه تقريبا(بغض النظر عن الأختلاف الزمني وتأثير البيئة على الحياة خاصة!).
من أشهر الشاعرات العربيات في العصر الجاهلي هي الشاعرة ليلى بنت لكيز بن مرة بن أسد من قبيلة ربيعة بن نزار،وهي (إبنة عم)الفارس العربي الجاهلي المشهور(البراق).(ولادتها؟؟؟،موتها في عام 483ميلادية)،لقبت ب(العفيفة)لأنها كانت تحب إبن عمها؟،(البراق)جدا،لكنها صانت نفسها عنه تعففا!.كانت،وكما يحدثنا التأريخ،من أجمل بنات العرب في عصرها،آية في الجمال،تامة الحسن،كثيرة الأدب.كانت تحب قومها كثيرا وأرادت أن تبقى بعد زواجها معهم.تم إختطافها من الفرس،لأن أحد أولاد(أحفاد؟) كسرى أراد الزواج بها،ولو بالقوة(..وهذا يعني أنها كانت حقا جميلة جدا؟)،ولكنها قاومت الزواج القسري منه بشدة، بالرغم  من تعذيبها وإهانتها المستمرة!. حررها مع غيرها،إبن عمها البراق وقومه،ثم تزوجته بعد ذلك.لها قصائد متعددة،أشهرها هي التي أنشدتها أثناء فترة أسرها عند الفرس(حيث تستنجد بقومها لتحريرها!).أبيات منها:
ليت للبراق عينا فترى.....ماأقاسي من بلاء وعنا
......عذبت أختكم ياويلكم..... بعذاب النكر صبحا ومسا.....
يكذب الأعجم مايقربني..... ومعي بعض حساسات الحيا.....
قيدوني غللوني وإفعلوا..... كل ماشئتم جميعا من بلا.......الخ
إن هذا الشعر يكشف بلا شك عزة المرأة  العربيةعموما في العصر الجاهلي،وقبولها بتحمل كل الشدائد والويلات من أجل صون شرفها وكرامتها.
وقد غنت المطربة الكبيرة المرحومة إسمهان مقاطع من هذه القصيدة عام 1938(ليس للبراق عينا...).
لقد ذكر التأريخ،وكما قلت أعلاه!، عدة شاعرات عربيات في العصر الجاهلي،ولكنهن لم ينلن شهرة ومرتبة الشاعرة ليلى العفيفة!.
أما بالنسبة للنساء العربيات الشاعرات  في (العصر) الأندلسي،فإن أول مايتبادر إلى الذهن هو إسم الشاعرة المشهورة ولادة بنت المستكفي،والتي ولدت في قرطبة عام 994م،وتوفيت في قرطبة أيضا عام1091م.كانت أميرة أندلسية من بيت الخلافة الأموية في الأندلس(إبنة الخليفة المستكفي بالله)،وكانت أيضا(وكما يذكر التأريخ)رائعة الجمال(زرقاء العينين وبيضاء البشرة،أمها كانت جارية إسبانية).كانت شاعرة وأديبة رائعة حقا،وشهرتها تعدت حدود الأندلس بكثير.كانت في علاقة حب(مؤقت؟) مع الشاعر الأندلسي الشهير إبن زيدون وغيره أيضا،ولكنها لم تتزوج قط.إتهمها بعض المستشرقين الفرنسيين بأنها كانت(سادية؟)،لأنها،وبسبب جمالها الخارق وشعرها وأدبها ولباقتها قد سلبت قلوب غالبية(والأصح كل؟)من إتصل بها؟.وكيف لا؟ وهي القائلة:
أنا والله أصلح للمعالي.....وأمشي مشيتي وأتيه تيها.....
أمكن عاشقي من صحن خدي....وأعطي قبلتي من يشتهيها.....
في هذه المناسبة أريد أن أذكر(وكما هو معروف؟) بأن  القصيدة النونية الشهيرة لأبن زيدون والتي مطلعها:
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا......وناب عن طيب لقيانا تجافينا
كان قد(أهداها؟)لها،(متمنيا أن تغير الحبيبة التي تركته رأيها وتعود إليه؟).
أعتقد أن أشهر بيتين شعر لها،وهي تعني بهما الشاعر إبن زيدون(والذين يراهما الزائر لمدينة قرطبة على النصب التذكاري لها ولأبن زيدون، كتعبير عن الحب العميق الذي كان يربطهما؟)هما:
أغار عليك من عيني ومني..... ومنك ومن زمانك والمكان......
ولو أني خبأتك في عيوني.....إلى يوم القيامة ماكفاني
ولها طبعا قصائد جميلة وأبيات شعرية رائعة أخرى.
الخلاصة: شعر المرأة الجاهلية يعكس عموما حياة البداوة وقسوة العيش والثأر والأنتقام وعزة النفس(المبالغ فيها أحيانا)والدفاع عن القبيلة،وغير ذلك من الصفات المختلفة التي ترتبط إرتباطا وثيقا بالحياة في الصحراء،حيث الغزو والقنص والقوافل..الخ.
أما في العصر الأندلسي،وبسبب الطبيعة الخلابة هناك والحياة الحضرية ونعومة العيش  والحريةالتي حصلت عليها المرأة الأندلسية بصورة عامة والشاعرات والأديبات بصورة خاصة،فإننا نجد أن الحب(الغير عفيف أحيانا؟) قد يذكر أيضا في قصائد وأبيات متفرقة للشاعرات في ذلك العصر!.

Share |