لعنة اربيل -حسين ناصر الهلالي

Sat, 1 Oct 2011 الساعة : 20:30

تروي حكايات الزمن واساطيره عن مسمار صار اشهر من نار على علم الا وهو مسمار جحا الذي يقص اتفاقا يقلب الحقيقة ويضيع الحقوق ويصبح لعنة تحول بموجبها من شيء الى كل شيء والسبب حسب تعريف اهل الصنعة (مطاطية الاتفاق) ويخالف هذا النوع من الاتفاقات كل الاعراف والقوانين فبدل ان يكون وسيلة لحل النزاعات وافشاء السلام وتوحد الكلمة يتحول الى ثقب يهدم الجدار بعد ان صار لعنة.
وهذا النوع من اللعنات حلت باهل العراق هذه الايام وحسب الظاهر وايام المستقبل جميعا باسم(لعنة اربيل) عفوا (اتفاق اربيل).
والذي في غفلة من الزمن وسط ضجيج اصوات المتنازعين ابرمه القادة والساسة وكانت بوادره وعلى موائدة ذبحت على اعتابة قوانين المساءلة والعدالة وضيعت دماء العراقيين ومن اجله نهبت ثروات البلد بعد ان كانت ملك للشعب وجمد الدستور وتبرعم هذا الاتفاق عن ورقة لهذا المكون او ذاك وخصص حقا لرئيس الكتلة هذه او تلك واصبحت مسيرة البلاد والعباد رهناً به وليس بدستور غيبته الاتفاقيات ولا بقانون ينضم حياة المواطنين وينسى المسؤولين الذين ينفخون باصواتهم المزعجة بوق الحرب الاهلية لا لشي سوى خرقا في الاتفاق.
فليس ببعيد عدم قدرتة احدهم بالزواج من هذه الفتاة او تلك لانها مشمولة بهذا الاتفاق.
وقد لا تستطيع ان تدفن ميتاً بهذه الارض او تلك لانها مشمولة بالاتفاق.
وقد لا تستطيع ان تبني مستشفى هنا او هناك لانها مشمولة بالاتفاق.
وقد تكون هنا حاجة لموتك لكي يكون تطبيق المادة(......) في حيز الاتفاق.
وقد تكون هويتك مشكلة يجب التخلص منها لانها غير مشمولة بالاتفاق .
وقد يكون جهاز الامن لمنطقتك مزركشاً لانه صورة لصراع الاتفاق.
ولان الحقوق متساوية في هذا البلد ووليد ديمقراطيتها لا يزال حديثاً فقد انبرى مبتكري المسمار لحاجتنا الى ثمانية عشر مسماراً يساوي عدد محافظاتنا لتحل صورها بدل خارطة البلد التي كان عليها لون لكل واحدة منها فيحل محلها الوان الاتفاقات وندرسها اولادنا في دورس الجغرافية والوطنية ويرغمون على حفظها وألا فانهم سوف يكونون اعداء لا للوطن بل للاتفاق فتحل عليهم لعنات المسامير ويرسلهم ابو الهول الى عالمه السفلي .
ولان الاستمرار بالحديث يجعل امن الاتفاق في خطر فاني أعقد اتفاقاً مع قارئي بأن يرد علي السلام عند نهاية الحديث حين الاستاذان بالانصراف لاني اخشى ان يصيبك او يصيبني لعنة الاتفاق
 

Share |