نهاجر أم نهاجر ؟/سامر أبو دجلة

Sat, 1 Aug 2015 الساعة : 13:34

منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، تلتها الحرب الطائفية في عام 2006،  بدأت هجرة المواطنين سيما العلماء و الأطباء و كل نزيه خوفاً من التصفية و الغدر، فكان لتلك الهجرة اثر في غياب الامكانيات البشرية و الطاقات في الوقت الذي كان البلد في أمس الحاجة لهم، و اليوم هجرة مفرطة و حلم يراود الكثير من الشباب بترك البلد دون رجعة.
   ( أريد اسافر حتى لو للصومال ) هذه العبارة كثيراً ما اشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي، و أسمعها بين الشباب في ملتقياتهم، ففي بلد يفتقر إلى ابسط مقومات العيش، كغياب الأمن، قلة أو تكاد تنعدم فرص العمل، انتشار عدوى الفساد في جسد الدولة، بل وصل الأمر إلى قط رواتب الموظفين بسبب التقشف الذي أصاب المواطن فقط، فطائرات البلد يومياً تودع مئات الشباب وهم في عمر الورد، و الوطن.. يبقى صامتاً لا يقدر حتى أن يودع شبابه فهو اصبح كأم تشاهد عدو يغزو موطنها و ينتهك حرماته, لا هي تقدر أن تقول له اذهب فقاتل خوفاً أن تخسره, و لا تجبره على ترك واجبه بسبب ما فعله الغزو الوحشي, يعلم وطننا لو ذهبوا لم يرجعوا، اما الحكومة فهي تقف عاجزة عن محاولة الوصول إلى حل يحد من تلك الهجرة التي لا عودة بعدها.
   في اخبار اسمعها من شخص و آخر يقول يختار الكثير من الشباب العراقيين التهريب بعد ان يهاجروا ارض الوطن عبر الموانئ البحرية التي اصبحت تجارة للمهربين فالعراقيين يقفون امام خيارين اما الموت في الوطن او الموت غرقاً فأجابني احد الزملاء عن هذا التساؤل قائلاً و بالعامية ( اني هنا ميت و هناك ميت لو تصيب لو تخيب)!
   في الالتفاتة الأخيرة.... نحن شعب قاوم و صبر، لابد أن يأتي اليوم الذي يشفى فيه بلدنا فهو كما يقال يمرض ولا يموت، و على الحكومة ان تقطع العضو الذي تتنشر فيه جرثومة الفساد، و تلتفت لشعبها للحد من هجرة الشباب، فالأمان و حقوق الإنسان و توفير أبسط متطلبات العيش امر تجاوزته حتى البلدان النامية و المتخلفة فمتى نحن نلحق تلك البلدان هل بعد أن تبقى الحكومة وحدها لتحكم نفسها ؟

Share |