متى يحترم المواطن العراقي في الخارج ؟/عبد الجبار ال مسافر

Wed, 29 Jul 2015 الساعة : 2:55

علم اي بلد هو خرقة عندما تباع في الاسواق يكون ثمنها بخس و لا يساوي شيئ مع فستان نسائي او بدلة ولادي او تيشرت شبابي ..
لكن قدسية هذه الخرقة قدسية لا مثيل لها في البلدان وهي الاعلى بعد الكتب المقدسة و عندما يمزق العلم او يحرق تعتبر اهانة عظمى للدولة صاحبة العلم المحروق  فيتم استدعاء السفراء و ترفع مذكرات الاحتجاج الى الملوك و الرؤساء و الوزراء و تشكل اللجان لمعرفة الاسباب وتوضيح الامر .
بل تصبح الامور اكثر تعقيدا عندما تقطع العلاقات الدبلوماسية و تشن الحرب الاعلامية و الاقتصادية و حتى بعض الاحيان اذا كانت الدول متجاورة حرب فيما بينها و للتاريخ شواهد لان العلم رمز سيادة البلد .
فما بالك بالانسان الذي يقتل و يضرب و هو الاقدس و السيد الاول في الارض فتكون الطامة الكبرى لدى الدول التي تحترم مواطنيها وترعاهم و تدافع عنهم وهنا اقول ..
تحترم الامم بتاريخها و امجادها ومن يصنع المجد و التاريخ يكون رجال هذه الامم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من هم الابناء و الرجال؟ هل هم الضعفاء الجبناء الخائفين ؟
هل هم السفهاء المنافقين المرائيين ؟ طبعا الجواب كلا و الف كلا  من يصنع الامجاد الرجال الاكفاء الاوفياء الاشداء وبهذا يكونون عظماء و عظمتهم تبنى بها امم وان بنت الامم بشكل صحيح و رصين احترمت و قدرت  و اصبح لها شان عظيم بين الامم لا  احد يستطيع ان يتطاول على حدودها او ممتلكاتها او انتهاك حرمة ابنائها مهما كان وضعهم الاقتصادي او الاجتماعي لانهم يعتبرونهم اسياد هذه الامم وكلما احترم ابناء الامة احترمت الامة و لا يستطيع كائن من يكون ان يمس سيادتهم حتى ولو كلام فتقوم الدنيا ولا تقعد و اكرر (و للتاريخ شواهد كثيرة ) مثلما حدث لابناء روما و الحضارة الفارسية و الصينية و حتى حضارتنا الاسلامية عندما استنجدت امرأة بالخليفة العباسي و صرخت مضلومة  (وا معتصماه ) جهزت الجيوش و غزت و اخذت بثارها و ارجعت لها هيبتها و عزتها .
و ماذا بعد هذا السرد ؟
اريد ان اقول متى يحترم المواطن العراقي في سفره و ترحاله في دول العالم ؟
و متى تكون له الحصانة و السيادة و القدسية من هم اقل بكثير من شانه من حيث الثقافة و التاريخ و العزة و المجد و الكبرياء و الاباء ؟
و اقول ايضا متى يتحرك الدم العراقي الغيور لدى السادة المسؤولين العراقيين الغيورين من هم بالسلطة التنفيذية و التشريعية ؟
يا سادة يا كرام ...
المواطن العراقي يهان يوميا بالمئات اذا لم تكن بالاف في بقاع العالم لا لشيئ الا انه يدفع فاتورة الضعف السياسي و الجبن القيادي .
لم نسمع بان الحكومة العراقية (المنتخبة) و المدعومة من الشعب العراقي ان اتخذت قرار جريئ يحفظ هيبة مواطنيها في الخارج و رفعت قوة جوازالسفر العراقي الذي يعتبر من اسوء 10 جوازات في العالم و السبب طبعا الطبقة السياسية .
فوالله لا غيرة عندهم و لا شهامة ولو كانوا يمتلكون الغيرة و الشهامة لاصبح المواطن العراقي كالمواطن الامريكي او البريطاني او الفرنسي لا نذهب بعيدا و نطلق الخيال مثل تلك الدول العظمى بل نقارن بمحيطنا الاقليمي كالخليج و ايران و حتى الاردن عندما يتعرض رعاياها الى اي اعتداء سواء هذا الاعتداء هم من قاموا به او هم السبب من قام بالاعتداء على غيرهم اكرر ماقلته سابقا (تقوم الدنيا و لا تقعد) رغم انهم اضعف بكثير من حكومتنا من حيث التعداد السكاني و قوة الاقتصاد و النفط في الاسواق العالمية و انها حكومة منتخبة و الاكثر من هذا و ذاك نالت دعم المرجعية الرشيدة و قدمت لها الجائزة الكبرى باعلانها الجهاد الكفائي لمحاربة داعش .
ولكن الامر الغريب هذه الحكومة لا تستطيع استثمارها ...
يظهر ما بين فترة و اخرى قادة البلد يتهمون بعظهم بعض بالفساد و يشتمون و يقولون نحن نحمل ملفات فساد اداري و مالي و عندما تطالبهم بعرض هذه الملفات  و الحقائق (يبلعونها) كأن شيئ لم يكن فهم يقرعون اجراس الخمر و الليالي الحمراء  و في النهار يخرجون علينا خصوم سياسيين او يخرج علينا رئيس الدبلوماسية العراقية  فيتكلم بشفافية و القمقم و القارورة و كانه لا يعتبر الامر الذي تتعرض له الجاليات العراقية في الخارج من اعتدائات متكررة امام مرئى و مسامع العالم و اخر ماحدث كان للطلبة العراقيين في الهند لم يحرك ساكنا معالي وزير الخارجية السيد الجعفري في حين تقع المسؤولية الكبرى عليه في مثل هذه الملابسات و الظروف  فمن المعمول به لدى الدول التي تحفظ هيبة مواطنيها بالخارج التي تتعرض لمثل هذه الظروف ان تقوم وزارة الخارجية باستدعاء سفير البلد لدى العراق الذي انتهكت فيه حرمة المواطنين العراقيين و تقدم له مذكرة احتجاج رسمية و معرفة ملابسات ما حدث .
ف اكيد يكون جواب السفير المعني بانه سوف يخاطب بلده و يقوم بلده بتشكيل لجنة لمعرفة الاسباب وهنا يبرز دور الدبلوماسية الذكية مرة اخرى عندما يتم ارسال وفد عالي المستوى (ليس وفد واسطة لا يعرف ان يكون جملة مفيدة ) يستطيع التحاور و المناورة و كيفية حفظ مواطنيهم مهما كانت اسباب الاعتداء و استخدام كل الوسائل  المتاحة لدينا للضغط على الحكومة الهندية لتقديم الاعتذار على الاقل و عدم تكرار الامر و الا .
ما معنى ان يضرب الطلاب العراقيين و يسجنون و لا صوت ينادي باستثناء عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان بعد ضغوط اعلامية في بيان ضعيف و هزيل يدين الحاث ثم يذر في الرياح و لا تعرف نتائجه و احب ان اقول عندما يتم الاعتداء على موطن عراقي (كردي) نعم كردي في الهند يتدخل السفير نفسه لحماية ابن جلدته و قوميته اما ابناء الوسط و الجنوب فليضربوا رؤوسهم في الجدار لان هذا البلد هو بلد الكرد و الحصانة لهم (هذا ما اكده لي المواطنين المسافرين للهند و الطلاب الدارسين هناك ) و اكدوا ذلك بشواهد عديد كيف تهب السفارة العراقية في الهند او في باقي الدول الاخرى و هذا يعرف حتى لدى السلطات الهندية و الدول الاخرى  لماذا ؟ لان سفراء العراق لدى الدول اغلبهم من الاكراد (و احنه نايمين و رجلينه بالشمس ) و اود ان اذكر حضرتكم بان اكثر من 80% من النفط المستورد لدى الهند هو من العراق و بسعر مدعوم و عندما تلوح الحكومة العراقية بورقة النفط فوالله لا تنام الحكومة الهندية ليلتها و تنكب على ايدي مسؤولينا لمعالجة الامر  لكن من اين ناتي بالشجاعة و القوة  هل نشتريها من المفاوض الايراني على شكل حقن طبية فارسية ..
اتعرفون ايها السادة ان الحكومة لا تحرك ساكن مثل هكذا امور لان المسؤول يحسب ايام و يضع الغنيمة في الجيب الايمن و جوازه الثاني لدولة اخرى في جيبه الايسر و يغادر ليشتري الفلل و النوادي الرياضية و الشركات و يجلس ويقهقه علينا فسحقا لكم ايها السراق لكن اللوم علينا نحن ايضا نحن من صفقنا لهم و انتخبناهم.
عبد الجبار ال مسافر

Share |