كيف ستستفيد اسرائيل من الأتفاق الأيراني/طاهر مسلم البكاء

Wed, 29 Jul 2015 الساعة : 2:40

معلوم ان مصالح اسرائيل في امريكا والغرب مصانة وهي مثل المنشار صاعد يأكل نازل يأكل ، ورغم جهودهم المضنية لم يفلحوا في توجيه امريكا وحلفها الأطلسي بأتجاه البوصلة الأسرائلية التي كانت تنشد ضرب الحلف لأيران وانهاكها كما فعلوا مع العراق ،كما انهم وصلوا الى باب مسدود في تهديداتهم لضرب القدرات النووية الأيرانية بسبب التهديدات الرادعة التي اطلقها الأيرانيون من باب ،ومن باب ثان وجد الصهاينة ان الأمر تكتنفه العديد من الصعوبات الفنية ،لاكما حصل مع العراق .
وكعادتها فلم تيأس دويلة الصهاينة وبدأ منظروها يجوبون الآفاق للحصول على افضل تنازلات من أمريكا والغرب وكأنهم بتوقيعهم الأتفاق النووي مع ايران ، الذي هو في حقيقته للحفاظ على المصالح الأمريكية والغربية أولا ً ولكسب السلام في المنطقة ثانيا ً، قد شنوا هجوما ًعلى اسرائيل ومستقبلها وبدأت حكايات اسرائيلية جديدة تنطلق تشبه حكاية المحارق النازية والهولوكست ،الذي ثبت من أكثر من جهة،في حينها ، انها روايات أختلقت من اللوبي اليهودي في امريكا لكسب التأييد لأسرائيل .
بعد توقيع الأتفاق النووي :
  بعد الأعلان عن الأتفاق النووي مع ايران مباشرة ،أخذ ساسة اسرائيل يجوبون العواصم الأوربية ملصقين بالأوربيين تهمة خيانة اسرائيل ومعيدين حكاية إبادة الشعب السامي من جهة ومن جهة أخرى ،وهذا هو الأهم ،كانوا يطلبون تدعيم القدرات الأسرائيلية لأنها حسب وصفهم ستصبح لقمة سائغة للمارد الأيراني الجبار الذي يتربص بها .
انه استدرار للعطف هدفه كسب مليارات الدولارات كمساعدات نقدية وعينية ،كما هي عادتهم دائما ً لبقاء دويلتهم متقدمة عسكريا ً بصورة دائمة على العرب،كما ان لهم مآرب أخرى  .
   فقد طالبت مجموعة ممن وصفوا بـكوادر نخبوية إسرائيلية كـسكرتير الحكومة الإسرائيلية سابقاً، تسيفي هاوزر، والمحلل للشؤون السياسية في موقع المصدر الإسرائيلي، يواف شاخام، خلال الأيام القليلة الماضية، المجتمع الدولي بـضرورة الأعتراف بضم الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 إلى الدولة الإسرائيلية، تعويضاً على الاتفاق النووي بين إيران، وواشنطن الأسبوع الفائت .
محاولة أخرى مع العرب :
معلوم ان اسرائيل عجزت طيلة تاريخها عن ان تحظى بتطبيع حقيقي لعلاقاتها مع العرب ،ولكنها اليوم تجد فرصة ذهبية لفعل ذلك مع بعض العرب ،وخاصة بعض دول الخليج ،أولئك الذين يشعرون ان ايران هي عدوهم الأول ،ويترجون اسرائيل !
فبعد ان صرح نتنياهو ان الأتفاق النووي خطأ تاريخي على حد وصفه ،ردد المسؤولون السعوديون نفس التصريح واتهموا حليفهم السابق الولايات المتحدة بالتخلي عنهم ،ويوضح تصريح بندر بن  سلطان رئيس الأستخبارات ومجلس الأمن القومي السعودي السابق ،المرارة التي يشعر بها حيث صرح للصحافة قائلا ً:
(ﺍﻵ‌ﻥ، ﻭﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ، ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋًﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﺑﺄﻥ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻫﻨﺮﻱ ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ، ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺒًﺎ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ: "ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻥ ﻳﺨﺸﻮﺍ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺨﺸﻮﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ". ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠه، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﻢ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺣﻠﻴﻔﻨﺎ ﺍﻷ‌ﻗﺪﻡ ﻭﺍﻷ‌ﻗﻮﻯ.. ﻫﺬﺍ ﻳﻔﻄﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﺮّﺓ، ﻭﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ(  .
نشاط اسرائيلي محموم لأستغلال الفرصة :
   أجرت إسرائيل وبسرعة  اتصالات مع دول عربية لبحث أبعاد الاتفاق النووي الذي وقعته مجموعة الدول الست مع إيران الأسبوع الماضي، حسبما أفادت به صحف إسرائيلية ، ونقلت تلك الصحف عن مصادر مختلفة قولها إن هذه الاتصالات تعزز التقارب بين العرب وإسرائيل،
   ورفضت جهات رسمية إسرائيلية التعليق على هذه الأنباء، إلا أن أوفير غيلدر، المتحدث باسم رئيس الحكومة، اكتفى بالتلميح إلى إمكانية تكوين جبهة عربية-إسرائيلية ضد الاتفاق مع إيران .
وأوضح غيلدر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد مرات عديدة أن هذه الأزمة، في إشارة إلى الاتفاق النووي، تعد فرصة لإسرائيل لأن تكون شريكة مع الدول العربية.
وكان نتانياهو قد أكد في تصريحات سابقة أن إسرائيل لا تشكل خطرا على الدول العربية، بل هي حليفة لهذه الدول أمام ما أسماه بالخطر الإيراني !
ان كل ذلك يؤيده التلاقح الفكري الوهابي الصهيوني الذي أخذ اشكال متعددة ليس اولها هذه الفرقة المذهبية في قلب الدين الأسلامي ،ولن يكون آخرها تحطيم قدرات الدول العربية الرئيسة والتعاضد لبناء دولة الأرهاب الداعشية لكسر شوكة الجيوش العربية الكبيرة مثل الجيش المصري والعراقي والسوري والليبي ...الخ ،فهل ينجح الصهاينة في ما فشلوا فيه طيلة تاريخهم الأستيطاني في الأرض العربية .

Share |