الاتفاق النووي الايراني الاممي نزع فتيل حرب محتملة/فرج الخزاعي
Wed, 29 Jul 2015 الساعة : 2:34

بعد مفاوضات وصفت بالمارثونية بين ايران من جهة ودول ( 5 +1 ) من جهة اخرى أستطاعت فيها الدبلوماسية الايرانية وبحنكة منقطعة النظير أن تسجل أنتصاراً وتفوقاًملحوظاً في ظل ضغط دولي وأقليمي على أيران سخرت خلاله كل وسائل الضغط المعروفة والمتاحة من حصار اقتصادي وعسكري وتقني الى حملة اعلامية ممنهجة قادتها مخابرات دول كبرى ودول اقليمية اضحت تتزعم كل محاور الشر بالمنطقة ومنها أغلب دول الخليج يضاف لها الكيان الصهيوني وتركيا ولكن عقلانية الحكومة الايرانية وقدرتها الفائقة على المناورة جعلها تحرج الجهة المقابلة والمسؤولة على التفاوض معها من خلال أضاعة الوقت وتجميد المفاوضات بين حين وأخر, أضافة الى وضعها خطط عقلانية أستطاعت بموجبها من التخفيف من وطأت الحصار الشامل الذي فرض عليها , وفي مفاوضات الساعات الاخيرة والذي ظلت وسائل الاعلام تنقل تفاصيله أول بأول فقد ظل المفاوض الايراني محافظاً على أتزانه وهدوءه في ظل التهديد والوعيد والتكهنات التي باتت تتسرب من أروقة المفاوضات حول عواقب فشل المفاوضات على أيران , وأخيراً وفي لحظات حاسمة تقطف أيران صبرها وجلدها أنتصاراً ساحقاً له العديد من المعاني والمدلولات التي يعرفها المحللون والمختصون بالشأن السياسي بالمنطقة ومنها أعتراف العالم متمثل بــ (الدول دائمة العضوية ) بأيران كقوى عظمى لها حق أستخدام التقنية النووية للاغراض السلمية والذي سيفتح لآيران أبواب أفاق جديده من التقنية الحديثة التي ستدخل مجالات صناعية وطبية عديدة تجعل من أيران قوة أقتصادية لايمكن تجاهلها في المنطقة بل وفي العالم بأسره. مما حدى ببعض دول المنطقة ومنها بعض دول الخليج وأسرائيل لتعبر عن مخاوفها من هذا الاتفاق وتصفه بأبشع الأوصاف ومنها أستسلام الغرب لآيران وأن ايران ستظل مصدر تهديد امني للمنطقة وهنا لابد من السؤال هل مخاوف هذه الدول حقيقية ؟؟ وللجواب نقول لقد قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري لو أن أيران تريد أمتلاك قنبلة نووية لآمتلكتها قبل سنتين وهذه شهادة حسن نية من عدو بحق أيران التي أرادت أن تسخر التقنية النووية لآغراض سلمية فنقول أذن لماذا هذه الضجة على الاتفاق من بعض دول المنطقة فنقول : لقد كانت هذه الدول تتنظر فشل وتعثر المفاوضات في أي لحظة ومن ثم لجوء الغرب للعودة الى لغة القوة والسلاح وتطبيق سيناريو حرب الخليج عام 1991 وضرب البنية التحتية لايران وأعادتها دولة فقيرة تستجدي عطف وشفقة الغرب ودول معينة بالمنطقة وتغيير في ميزان القوى لصالح دول في المنطقة برزت مؤخراً على الساحة العالمية من خلال تبنيها بدعم الارهاب تحت مسمى دعم حرية الشعوب بالتغيير لكن أيران كانت أكثر وعياً ومعرفة بما يحاك لها وللمنطقة فأستطاعت أن تسحب فتيل الازمة وتجعل الاتفاق نصراً لها لاهزيمة الضعفاء كما وقعت دول من قبل ومنها ليبيا أبان عصر القذافي ؟؟!!أما فائدة الاتفاق على المنطقة ومنها العراق فأنه سوف يفتح نوافذ تفاهم وأتفاق بين ايران والدول الاخرى لحل قضايا المنطقة الساخنة بأعتبار أيران لاعب أساس لايمكن تجاهله في حل مشاكل المنطقة . فلآيران حلفاء مؤثرين في اليمن ولبنان وسوريا والعراق والبحرين وشرق السعودية لذلك فأن تم تجاهل أيران فأنها قادرة على الضغط على دول المنطقة من خلال أستخدام هذه الاوراق من خلال حلفائها وعليه فيجب على دول المنطقة التفاهم مع أيران والانفتاح عليها مثلما أنفتح عليها الغرب والجلوس معاً للبحث بحلول جذرية وواقعية لمنطقة الشرق الاوسط الملتهبة بنيران الحروب لابنيران نفوطها ,وأعتقد أن جولة وزير الخارجية الايراني ظريف التي ستشمل في البداية دول الخليج ومنها العراق والكويت وقطر ستسير بهذا الاتجاه بعد طمئنة تلك الدول من الاتفاق وأبعاد المخاوف عنها ومن ثم البحث في أطار علاقات جديدة قائمة على حسن الجوار وأحترام سيادة الدول وحل مشاكل المنطقة بسلة واحدة وبصورة عادلة للجميع لتعيش المنطقة بأمن وأمان ؟؟