أدين- أشجب - أستنكر )خطاب العرب الخالد -هيثم محسن الجاسم
Fri, 30 Sep 2011 الساعة : 23:52

عودنا القادة العرب اسلفنا الطغاة على تلك النغمة التخاذلية امام قوة واستكبار الصهيونية العالمية وحليفتها الامبريالية الامريكية . وكان المثقفون العرب يتمنطقون بها للسخرية والتسلية في تجمعاتهم العامة بعد كل حادث اجرامي كبير لاسرائيل بحق الشعب العربي في فلسطين المحتلة .
عندما تنطلق الماكنة الاعلامية للانظمة العربية على نغمة واحدة كنقيق الضفادع في البرك الاسنة ( ندين – نستنكر – نشجب ) .
حالنا اليوم كحالنا البارحة ولكن الفرق ان من يشجب ويستنكر ويدين هو الشعب من خلال ممثليه في البرلمان العراقي .
وخير دليل على ذلك تصريحات الشجب والاستنكار والادانة التي اطلقها عدد من اعضاء البرلمان العراقي ضد ايران وتركيا والكويت لخرقها السافر للحدود العراقية من الشمال والشرق والجنوب . وماذا بعد ؟!
اما على المستوى المحلي او المحافظات بدون اقليم هنا للشجب والاستنكار والادانة له نغمة عالية ولكن امام اللاقطات للقنوات الفضائية وليس بوجه الامريكان . وماذا اكثر؟!
لان (الاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق المحتل أي بلا سيادة والمَحتل المدعوم بالارادة الدولية تنص على حق الجيش الأمريكي في الدفاع عن نفسه إذا تعرض إلى تهديد ، وهو ما يقوم به فعلا حين ينفذ مداهمات واعتقالات في المدن العراقية ) .
ومثال على ذلك ماحدث ويحدث بين الحين والحين من مداهمات لبيوت المواطنين في خلسة الليل وكان اخرها ماحدث فجر يوم الاثنين في ناحية الفضلية واليكم الخبر من شبكة اخبار الناصرية (إن المداهمة التي تمت فجر اليوم الاثنين في مدينة الفضلية – 15 كم جنوب الناصرية من قبل قوة أمريكية ترافقها عجلات تابعة للجيش العراقي ، بالإضافة إلى طائرات حربية حلقت على مدى منخفض .و إن الاتفاقية الأمنية تنص على حق الجيش الأمريكي في الدفاع عن نفسه إذا تعرض إلى تهديد ، وهو ما يقوم به فعلا حين ينفذ مداهمات واعتقالات في حالات معينة .. ) . وذكر الخبر كذلك (إن القوات العراقية المرافقة للقوة الامريكية المداهمة قامت بضرب بعض المعتقلين وسرقت بعض المنازل ، كما قامت أيضا بالاعتداء على النساء (..
في المرات السابقة صوتت البرلمانات المحلية على ان المجالس تدين وتستنكر وتشجب .
لكن مااصابني بالمفاجاة والذهول وانا اقرأ الخبر المنشور في شبكة اخبار الناصرية كما افعل في الاخبار السابقة ليس الحادث باعتبار ان الفاعل قوة غاشمة محتلة ويتوقع منها اكثر من ذلك . بل تصرف افراد القوة العراقية في حضرة المحتل يشبه رد فعل الشيطان لما راى عمل الانسان الشاذ صار اكثر شيطنه منه لاضمحلال قيم الايمان والاخلاق بين الامم وتحول الانسان الى اله للقتل والابادة .
وتاثرت من عمل الجنود العراقيين وحدثت نفسي (اليس من الاولى ان نشجب وندين ونستنكر فعل افراد قوتنا العراقية التي لامبرر لانتهاكها حقوق الانسان ، قبل ان نوجه الادانة الى القوة الامريكية التي تبرر فعلها دفاعا عن النفس لتعتقله ثم تحيله للقضاء العراقي بعد توجيه التهم اليه.
واتساءل ماهو الدور الجديد للقوات الامنية العراقية هل لتعود حليمة لعادتها القديمة عندما عسكر صدام العراق وتحول الجيش الى قوة ابادة جماعية كما فعل في الانتفاضة الشعبانية ويتحول الى قوة ضاربة للشعب .وتذهب مليارات الشعب هباءا منثورا التي انفقت لبناء جيش وطني يحترمه ويقدسه ويثور على الطغاة لحمايته .
ام نترحم على ايام طكعان كون الجيش العراقي كان يقوم بالاضافة لواجباته تجاه الطاغية بحماية حدود العراق ومساعدة المتضررين من الفيضانات واخرها دخل عملية التصنيع العسكري .
فماذا ينتظر الشعب من جيش المليارات الجديد الذي تدرب على يد الامريكان وهو ينتهك كرامة الانسان العراقي في حضرة المحتل.
اذن ليطمان الامريكان ان خلفهم في العراق امين على حماية المصالح الامريكية من الشعب العراق ولن يكون عقائديا ابدا وطز بحدود العراق ولتاخذ ايران وتركيا والكويت ماتريد مادام راعي البيت وحامينا غبرمبال بمواطنيه وكرامتهم.
اذن الشعار انف الذكر كان ينطلق من ابواق الدعاية للانظمة الدكتاتورية واما الان فنفس الشعار التخاذلي ولكن ينطلق من ابواق الدعاية الديمقراطية .
وهذا الاختلاف كون الناطق كان لسان حال الطاغية اما الان فالناطق لسان حال الشعوب من خلال ممثليها في البرلمان ومجالس المحافظات والبلديات احم .
هذه المرة الشعوب تتكلم والحاكم يسكت بل يشتم اذا فكر ان يعلو صوته على صوت الشعب ( اقصد البرلمان ) ويصل حد اللطمة على وجه الحاكم و يطرد وتحل الحكومة وووو.
نعم هكذا الديمقراطية قوية ومتجبرة فيها ممثلو الشعب يكتفون بالشجب والاستنكار والادانة فقط كما فعل السلف البائر. ولامزيد مادام يضر بالاتفاقية مع الحليفة الستراتيجية امريكا وكل من يخرقها سيكون ارهابيا ولامكان لهم بين الحملان من ابناء الشعب المتعطش للامان .
ولاامان حتى يخرج المحتل من الديار