لماذا رفض الامريكيون ان تكون قاعدة الامام علي مقرا لطائرات اف 16 العراقية ؟

Sun, 26 Jul 2015 الساعة : 9:13

شبكة اخبار الناصرية/علاء حسين:
قال مصدر عسكري عراقي مطلع ان الولايات المتحدة هي التي اقترحت ان تكون قاعدة بلد الجوية مقرا ثابتا لطائرات الـ( F16 ) العراقية ، رافضة ان يكون مقرها في قاعدة الامام علي الجوية في الناصرية رغم انها اكثر امنا من بقية القواعد العسكرية في البلاد ، وهو الامر الذي عزاه محللون عسكريون الى مخاوف سياسية اكثر من كونها حسابات امنية و عسكرية .
وذكر المصدر الذي رفض الافصاح عن هويته لشبكة اخبار الناصرية ، ان قاعدة الامام علي الجوية كانت ولا تزال جاهزة لاستقبال طائرات الـ( F16 ) ، بما في ذلك احتوائها على مدارج كبيرة ومخازن الاسلحة ، فضلا عن انها تتحلى باعلى درجات الامان مقارنة ببقية القواعد العسكرية الجوية الاخرى في البلاد.

واكد ان قرار تمركز الطائرات الاربعة في قاعدة بلد الجوية في صلاح الدين جاء بمقترح امريكي بحت ، مؤكدا انهم رفضوا ان تكون قاعدة الامام علي مركزا لتلك الطائرات على الرغم من ان الاخيرة كانت اكثر اهلية لاستقبالها من الاولى  .
واكد المصدر ان القاعدة لا تبعد اكثر من 15 دقيقة اقلاع عن اقرب اهداف العدو في محافظة الانبار والمحافظات المجاورة ، ما يعني ان وجودها في محافظة ذي قار لا يشكل عائقا امام مشاركتها في اي معركة مهما بعد ميدانها عن مركز المحافظة ، لافتا الى ان الطائرات التحالف الدولي كانت تقلع من دول مجاورة ولم يكن بعد المسافة يشكل عائقا امامها .
وذهب المصدر الى ابعد من ذلك مؤكدا ان الفترة الزمنية التي يقطعها الطيار من قاعدة بعيدة حتى وصوله الهدف تحقق له شيء من الاستقرار النفسي قبل خوض المعركة ، خلافا لما هو عليه الحال حين يقلع من منطقة قريبة جدا من ساحة المعركة .
وبين ان وجود الطائرات في قاعدة بلد يضعها تحت التهديد المستمر، خشية ان تصل لها نيران العصابات الارهابية او تطالها اعمال تخريبية ، فضلا عن ان حركة وتنقل الطيارين في صلاح الدين المضطربة اكثر خطورة مما لو كانوا في محافظة ذي قار الامنة كليا .
الى ذلك قال محلل عسكري ، ان اختيار قاعدة بلد كمقر للطائرات قد اتخذ قبل احداث الموصل الاخيرة حين كانت الامور اكثر استقرارا في محافظة صلاح الدين ، الا ان تردي الوضع الامني هناك كان يستوجب تغيير الخطط ونقل المقر الى قاعدة اكثر امنا .
ولفت الى ان المخاوف الامنية من وجود الطائرات في بلد في الظرف الراهن كانت واضحة في تصريحات المسؤولين الامريكيين انفسهم والذين اعربوا في اكثر من مناسبة عن خوفهم على مصير الطائرات في تلك المنطقة الساخنة من البلاد .
ولم يستبعد ، ان تكون الدوافع السياسية هي التي تقف وراء قرار ابعاد الطائرات عن قاعدة الامام علي الجوية وليس اي شيء اخر ، كون القاعدة تقع في جنوب البلاد وقرب مواقع تعتبرها واشنطن خاضعة لنفوذ الايراني .
وذكّر بان طهران سبق وان اوفدت فريقا منها لزيارة قاعدة الامام علي قبل نحو عامين لبحث امكانية انشاء مطار مدني على جزء من ارض القاعدة ، مؤكدا ان مثل هذه الزيارات زادت من مخاوف واشنطن من احتمال ان تقع الطائرات بتقنياتها المتطورة تحت اعين الايرانيين .
وعلى صعيد اخر بين ان واشنطن التي احجمت عن تسليم الطائرات الى حكومة المالكي بسبب عدم توافقها مع سياساته انذاك ،  هي نفسها لن تسمح بان تكون الطائرات في مقرات جوية قريبة من حلفائها في المنطقة مثل السعودية والكويت .
واكد ان نشر اي طائرات او صواريخ باليستية في اي مكان بالعالم ليس بالامر الاعتباطي ، فكل شيء يخضع لارادات وتوجهات سياسية ، ما يعني ان قرار تمركز الطائرات في بلد قرب بغداد وفي وسط البلاد انما جاء وفقا لدوافع سياسية اكثر مما هي مسببات امنية وعسكرية .
وتجدر الاشارة الى ان شبكة اخبار الناصرية لم تتمكن من الاتصال برئيس لجنة الامن النيابية حاكم الزاملي للاطلاع على تفاصيل اكثر حول الموضوع ، في حين رفض العديد من الضباط في القوة الجوية الحديث حول الموضوع.
( ت ع ح )

Share |