نظرية الثور السياسي وعقول السذج/محمد الشذر
Tue, 21 Jul 2015 الساعة : 18:20

كل بلد يمتلك عادات وتقاليد الزم نفسه بها، للاستمتاع تارة، وللنظام تارة اخرى، والدين له جانب في ذلك، فترى مثلا من اختار له كرنفالا سنويا للتعبير عن سعادته، بشتى الطرق.
الثور الاسباني، كرنفال يقوم به الشعب الاسباني، تبدأ سلسلة الاحداث وقت اطلاق سراح الثور الهائج، الذي سلبت حريته بعيدا عن الاسطبل، والاراضي الخضراء التي من حقه، فراح مندفعا بكل طاقته لنيل مطلب الحرية، ونظرا لقلة تفكيره، وقصر النظر لديه، فأنه لا يرى غير الذي امامه، معلقا عليه شماعة آلامه، والخلاص مما هو فيه، فالاجهاز عليه يمثل بصيص الامل.
تصاعد وتيرة الاحداث، يبدأ بتجديد الهارب امامه في كل مرة، وسط تخطيط ومرأى من عيون مخرجي المسرح الاحداثي، وراسمي هذه اللوحة بشتى انواع الوقاحة.
حين تريد الاجهاز على عدوك، افقده قواه، وحده من تحركه، وابعد اي مناصر يقف معه ولو بقول كتوم.
يستدرج لاعب البطولة الثور المسلوب الى حلبة الصراع المغلقة، فيكون في ذلك قد أتم نصف عملية تصفيته، حيث يحده من حركته السريعة، ويضيق الخناق عليه، ويكون مستهدفا بصورة سهلة، وكلفة اقل، هذا اذا تناسينا انه طوق صراعه معه في بقعة واحدة.
ما يجلب النظر، هو ان كل المتفرجين عليه يرونه بعين المجرم، رغم ما يلم به من جراح وارهاق وخوف، مغيبين حريته في سبيل خلاص المعتدي عليه، رغم جرم لاعب البطولة، اذ هو من يوجه سهامه نحوه!.
دخل هذا المشهد الى معترك السياسة، فراحت تتبعه الدول العظمى، "العظمى في فسادها"، وسلبها حقوق الشعوب، والقضاء على ارثهم، وطمس عراقتهم واصولهم، واستعبادهم، لتصل بها الى كمالها كما تعتقد، رغم رذالة ما تتبع.
تطبق هذه النظرية على الهدف، فتصوره بعين المجرم اولا، كما صورت بأن افغانستان ام ولود للارهاب، وبأن العراق يملك اسلحة دمار شامل، فهو اذا يهدد امن العالم، واليوم تسحر الاخرين بأن ايران تريد ايقاد حرب عالمية ثالثة!، وغيرها من الدول التي تم هدمها بمعول السيطرة وسلب الخيرات، الكل يبغض افغانستان والعراق!؟، حين يذكر العراق في المحافل يتبادر القتل، والتشريد والخراب الى دائرة العقول، ومنذ متى تكون دار السلام ارض غير صالحة للجنس البشري!؟.
ما الذي فعلها اهله لكي يصنع بهم ذلك؟، هم انفسهم لا يسيطرون على ما يجري بمعترك الصراع الدائر بينهم!، والامر واضح، فبعد ان اصبح مجرم بعيون الغير، راح من حوله، وهم ذاتهم من يتفرجون في الحلبة، بألقاء شتى الاسلحة والمؤن للقاتل للنيل منه، رغم جراحه!!.
تعالى العراق عما يصفون، وتعسا لسياستهم الرعناء وما صوروه، وتعسا لمن وقف متفرجا ينتظر السقوط، وما العراق الا نسر في سماء الخلد، وما اعمالهم الا خزعبلات صورتها تفاهاتهم، وتبا لمصطلحاتهم وكل سياستهم.