موقفنا : القضية الكردية بين المزايدة وحق تقرير المصير/صباح الموسوي

Tue, 21 Jul 2015 الساعة : 17:01

إن المبادىء الثورية ثابتة, كمبدأ حق الام في تقرير المصير, ولكنها تتمظهر حسب الزمان والمكان.

ان موقفنا من القضية الكردية مبني على ان تجربة العقود الماضية أثبتت بان وحدة العراق إذا ما اقترنت بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي مؤسساتي ستؤدي ببساطة إلى إحقاق حقوق الشعب الكردي في إطار الجمهورية العراقية ووفق الشكل القانوني الذي يرضاه الشعب الكردي نفسه، وذلك عبر استفتاء شعبي مباشر يجري في كردستان لاختيار شكل الحكم لإقليم كردستان الذي يلبي طموحات الشعب الكردي، ومن الناحية المبدئية نحن مع حق تقرير المصير للشعب الكردي ليس على الطريقة الاقطاعية التفتيتية في كردستان العراق, وانما في كل اجزاء كردستان, بما في ذلك حق الشعب الكردي في إقامة دولته المستقلة.

هذا ما اعلناه في اول لقاء صحفي بعد صدور صحيفتنا – اتحاد الشعب – في بغداد عام 2004. ونضيف اليوم باننا نناضل من اجل وحدة شعوب الشرق جميعاً لا تفتتيها وفق المخطط الامبريالي الصهيوني الجاري تنفيذه على الارض.

يأتي موقفنا من القضية الكردية امتداداً مبدئيا ومعرفياً وتاريخياً لنهج القادة الشهداء الابطال يوسف سلمان يوسف – فهد- وحسين الرضي الموسوي – سلام عادل- فقد تصدى الرفيقان فهد وسلام عادل للسياسة الشوفينية تجاه الشعب الكردي في العهدين الملكي والجمهوري, وتصديا في نفس الوقت ضد السياسة القومية الانعزالية المتعارضة مع مصلحة الطبقة العاملة العراقية خاصة والشعب العراقي عامة. ففي وثيقة 20 آب 1957 كتب الرفيق الشهيد الخالد سلام عادل ( فنظرة الانعزال القومي المظللة الانفصالية بين مثقفي البرجوازية الصغيرة الكردية لها جذور تأريخية واجتماعية متشعبة وهي تجد التشجيع كل التشجيع من القوى المعادية لوحدة الشعب العراقي بعربه وأكراده ضد الاستعمار الأنجلوأمريكي وصنائعه المحليين.وما لم يقف الوطنيون والقوميون الصادقون من الأكراد والعرب وفي مقدمتهم الشيوعيون موقفا حازما وصريحا أزاءها, وفي الدفاع عن الوحدة الشعبية المتينة فانها ستؤثر لا في حرف نضال جماهير الشعبين العربي والكردي عن طريقها الصحيح الوحيد للتحرر الوطني والقومي وحسب بل يمكن أن تتسلل الى صفوف المناضلين الطليعيين الشيوعيين أيضا.....وليس عبثا أن ينشط الآن صنائع المستعمرين وخصوصا صنائع الأمريكان والخونة والجواسيس لتحفيز ” حركة قومية ” كردية في الظاهر وتخدم الاستعمار في الواقع, حركة لا يمكن أن يكون نشاطها بأي حال من الأحوال الا خيانة صريحة لقضيتنا الوطنية ولقضية الشعب الكردي نفسه الذي ليس أمامه مطلقا سوى طريق الكفاح المشترك مع الشعب العربي في العراق ومع سائر الاقليات القومية فيه من أجل الاستقلال والتحرر الوطني والديمقراطية ....والشعب الكردي لا يمكن أن يسير وراء حركات مشبوهة تستهدف استبدال شكل من الاستعمار بآخر اشد ضراوة وبشاعة منه يتسلم فيه الزمام صنائع الأمريكان وخدمهم وهو لا يمكن أن يستعيض عن تحرره الوطني الناجز في عراق حر مستقل تمارس فيه قوميتاه الرئيستان العربية والكردية حقوقا ديمقراطية متساوية بحركة انفصالية تسير دواليبها دسائس المستعمرين الأمريكان أو باستقلال مزيف يضع الشعب الكردي مرة ثانية أمام مهمات التحرر الوطني من الاستعمار وصنائعه.).

اليوم, وعلى خلفية الصراع الدائر بين الاقليم والمركز, ودور الشركات الاحتكارية النفطية في تأجيجه لتواصل نهبهبا للنفط, تقدم الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة على مستوى المركز والاقليم على صواب مبادئنا وسياستنا عبر التاريخ حول القضية الكردية.

ونقدر عالياً, موقف القوى الكردية المناضلة من أجل تحقيق حقوق الشعب الكردي في اطار وحدة العراق, ونخص بالذكر دور التيار الذي يمثله المناضل عادل مراد حيث تخوض هذه القوى الكردية التقدمية معركة, وضع النقاط على حروفه في اعلانه الاخير المورخ في 13 تموز 2015 والمعنون- رؤيتي حول القضايا والمواضيع الانية الهامة - (فيما يخص العلاقة مع بغداد، اجدد مطالبتي بانهاء الصراعات والمناكفات العقيمة، واطالب باجراء حوار بناء موضوعي شامل، تضطلع به لجنة عليا للحوار تتالف من ممثلين لمختلف الاحزاب الكردستانية، تاخذ على عاتقها تحديد حقوق وواجبات حكومة الاقليم وانهاء اللبس وتبادل الاتهامات المتواصل، في ظل وجود رغبة دولية وداخلية متبادلة للعيش المشترك ضمن عراق ديمقراطي فدرالي موحد.... الحفاظ على العلاقات التاريخية مع القوى والاحزاب الوطنية العراقية .. التي اشتركت معنا خلال سنوات النضال ضد الدكتاتوريات وبشكل خاص نظام صدام الدموي، وعدم السماح للقضايا الجانبية ان تنال مع عمق العلاقات التاريخية...).

*صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي

Share |