لاعيد بدونكم ايها الاكرمون/ابو علاء الركابي

Tue, 21 Jul 2015 الساعة : 16:16

العيد هو العودة والرجوع نحو الأحسن...فهو محطة تغيير وإصلاح تأتي بعد دورة تدريبية تربوية نفسية يتمكن من خلالها الإنسان الانطلاق نحو البناء الفردي والمجتمعي , فلايمكن أن تتحقق هذه العودة أو يكون للعيد معنى دون هذه الحركة البناءة للإنسان بعد انقضاء تلك المدرسة الرمضانية التي هدفها الأسمى هو (كتب عليكم الصيام....لعلكم تتقون) وما التقوى الا الخروج من قيود النفس والهوى إلى حيث الأفق الرحب للعبودية لله ولخدمة خليفته الأكرم في الأرض وهو الإنسان ( فكل يوم لايعصى الله فيه فهو عيد)

وبهذه التقوى وهذه الاكرمية (إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ينطلق الإنسان ليفتح الأرض وينير العقول هدى وينشر سبل السلام حيثما حل واستقر

إذن فالعيد مرتبط بهذا الإنسان الأتقى الذي أريد له أن يملا الأرض قسطا وعدلا لاظلما وعدوانا وإثما والإنسان مرتبط بأرضه ووطنه , فالأرض والإنسان قدران لاينفكان لتحقق السعادة المنشودة المنتظرة عبر الدهور والعصور فلا امن ولا استقرار ولا عزة ولا كرامة إلا بعزة وكرامة واستقرار الإنسان والوطن فلايمكن أن يهنا الإنسان عندما تتعرض أرضه وبلاده للاغتيال والهجوم من الأيدي الظلامية السوداء التي تعيث بأرضه وسمائه الفساد وتتقاسم ثرواته ومنجزاته بميولها وأطماعها الضيقة لتهوي به وبإنسانه إلى حيث القتل والدمار والتنكيل

فليس من المعقول إذن أن تكتب القصائد والأشعار أو تسجل ملاحم وبطولات أو تستطاب موائد وحفلات لأي شعب من الشعوب إلا بسلامة أرضه اللازمة لتعافي أمته وشعبه فإذا ماتهدد الوطن وبالتالي الإنسان بخطر ما  يستهدف سيادته في المبادئ أو الحياة كانت الأولوية في المهام تعطى للتصدي لذلك التهديد والاعتداء فيصبح الجهاد والتضحية بالغالي والنفيس من اوجب الواجبات وكما قيل( الأهم ثم المهم)

واستلهاما لذلك العيد الأغر الأضحى الذي علمنا فيه ابوالاحرار الحسين ع أن لاعيد ولا سعادة ولا حياة مع امتهان وضياع كرامة الإنسان والوطن فخرج تاركا وطنه مسترخصا كل مايملك ليعلنها صرخة مدوية على مد العصور بان الموت والجهاد قد يصير سعادة وتتحول الحياة إلى ذل وهوان عندما لاتسير الأمور بمسارها الأصيل فاختار طريق الشهادة قائلا (خط الموت على ابن ادم مخط القلادة على جيد الفتاة) فكانت تلك التضحية لهدف لاينسى (خرجت للإصلاح.....) فحينها ترخص الأموال والعيال وألاطفال

فمن ذلك العيد إلى عيد زكاة الأبدان وتطهيرها عيد الفطر الذي يمثل ساحة الجهاد الأكبر نستذكر إبطالنا البواسل من رجال الحشد الشعبي وهم يقفون جنبا إلى جنب ليودوا جهادهم الاصغرفنقف وقفة إجلال وإكرام بقلوب ملوها الامتنان والشكر لأولئك المخلصين الأكرمين الذين حملوا الأرواح على الأكف مسترخصين النفوس قبل الاموال والراحة لصد واحدة من اعتى هجمات الحقد الأموي الأسود الذي طال أرضنا وبلدنا حقدا وبغضا لمبادئنا العليا المستمدة من ذلك الإرث النبوي العلوي والدين القيم الذي أراد له الله إن يسود في الأرض نظاما ودستورا لخلافة الإنسان العظمى

فمن للمسدس والبغضاء تطلقه حجارة الأرض أم تلويح صبيان************ ***********

فتحية لكم ياانصار الله وأنصار رسوله ياابطالنا بحشدكم المبارك هذا ...حقا لقد أصبحتم رمزا لعزتنا ومنارا لايطال لرفعتنا وقادة لحفظ العرض والأرض والحياة فسيروا وقلوبنا معكم أيها الغيارى المومنون بخط ابي الاحرار الذي خلد وستخلدون حتما ووعدا مقضيا من الله ولانكم تسيرون بقلوب وضمائر ودعاء المستضعفين والمظلومين

فلافخر لنا الابكم ولاوطن لنا ولاعيد لنا إلا معكم وبكم...فمااروعكم ومااكرمكم عند الله))

 

 

                  

 

Share |