دخل علي أحد الزملاء أمس، وأنا في مكتبي بالجريدة، وبعد التحية والسلام، سألني عن مقالي ليوم غد (أي اليوم الخميس)؟
فقلت له: سيكون عن نقابة المحامين، ونقيبها الشاب محمد الفيصل..
فقفز كالملدوغ، وهو يقول:
أووووه مالگيت غير نقابة المحامين.. ومحمد الفيصل تكتب عنهم؟!
قلت في سري: لقد نجح المقال قبل ان أكتبه.. والسبب في هذا التوقع، ان زميلي هذا لا يعجبه العجب، ولا الصيام في رجب.. فهو يقول مثلاً: ميسي ما يعرف يلعب طوبة.. والمتنبي مو خوش شاعر، وصوت عبد الحليم حافظ يلعب النفس، وزها حديد مصممتيش يمعود.. وهيفاء وهبي مو حلوة.. وفيروز صوتها جاف جداً، ومتشنج! وحين تسأله، وتقول له: - بربك ودينك.. هيفاء وهبي مو حلوة، ولك شلون مو حلوة، وهيَّ كلها انوثة، ولطم عالراس من راسها (لچعبها)؟ (طبعاً ما اگدر أحچي بعد اكثر عن هيفة.. لأن آني صايم)!!
بينما ستجدون زميلي هذا يتحدث عن أصدقائه، وأقاربه بطريقة عجيبة، فهو يقلب الأمور رأساً على عقب، فيجعل الأبيض أسود، والعكس صحيح، وبمجرد أن يتحدث معك دقيقتين فستكشف ذلك، لأنه سيجعل من الطينخاوة التي تستخدمها خالته أم جبار أفضل من صوابين وشامبوات باريس، وإن الخريط الذي تبيعه عمته أم زهراء أفضل من (دهينة المصطفى) في كربلاء، ومن دهينة (أبو علي) في النجف.. وسيقول لك بجدية وقناعة تامة، أن صديقه (علوان عربانة)، هو احسن لاعب كرة قدم في العالم، وأن فريقه فريق (طيور الغبشة)، أفضل من فرق برشلونة، وريال مدريد وبايرن ميونخ، وإن ( الآنسة) طليعة العورة أجمل من مارلين مونرو، وتشارليز ثيرون.. وإن جسم وعضلات رزاق (عگروگة) أحلى وأجمل من جسم، وعضلات علي الگيار، وآرنولد معاً!!
لذلك تأكدت من نجاح مقالتي هذه عن محمد الفيصل.. وعن نقابته العتيدة، حين وجدته يرفضهما، كما رفض عبد الوهاب، وقال عنه يوماً: والله صباح الخياط يلحن، ويعزف عود احسن من عبد الوهاب!!
لكني أردت أن (ألح) معه، فقلت له: اولاً گلي شبيها نقابة المحامين؟
فقال: ماتعجبني!!
قلت له : شنو هيَّ زلابية، لو آيس كريم، حتى تعجبك لو ما تعجبك!!
قال: أنت گلي ليش تريد تكتب عنها؟
قلت: اكتب عنها لأنها أول نقابة تأسست في العراق.. وإذا كنت لا أكتب عن أول واكبر نقابة في العراق، فعن من سأكتب ياترى..! كما ان لهذه النقابة تاريخاً وطنياً مشهوداً، يستحق التذكير والتفاخر به، فهناك محامون وطنيون، تقدميون، وقفوا مع حقوق شعبهم بقوة، وأرتقى بعضهم أعواد المشانق من اجل الدفاع عن حقوق الشعب العراقي المظلوم، ناهيك عن المحامين الذين دافعوا عن السجناء السياسيين في سجون الدكتاتورية منذ تأسيسها حتى سقوط صدام.. فضلاً عن ان نقابة المحامين اليوم تقف بكل ثقلها مع أبطال جيشنا الباسل، وحشدنا الشعبي المقدس في حربهم ضد قوى الارهاب الداعشي.. والنقابة هي اول من نزل للشارع العراقي في تظاهراته المضادة للفساد المالي والاداري، كما انها اول من تصدى لرواتب البرلمانيين التقاعدية، وأقامت، بل وكسبت اول دعوى قضائية بهذا الخصوص امام المحكمة الاتحادية. وهذه النقابة هي التي وحدت المحامين العراقيين بكل الوانهم واطيافهم تحت راية الموقف الوطني الواحد، ومنعت بذلك وصول فايروس الطائفية الى جسمها، إنها والله تستحق أن نكتب عنها بأقلامنا المنصفة، والمباركة كلمة الحق.
بعد ذلك رفعت رأسي، وقلت له: ها شتريد بعد أكثر من هذا؟ فقال: شنو نمونة!! قلت له: نمونة؟ إذا كانت النقابة التي عمرها 82 سنة، وأول نقيب فيها كان رئيس الوزراء ناجي السويدي، وضمت بعضويتها أشهر الشخصيات السياسية والحكومية والنضالية في العراق هي نمونة.. بعد شراح أگلك، وشحچي وياك؟!
قال: زين، والنقيب شمسوي حتى تكتب عليه؟ فقلت له: أترى كل هذه الإبداعات التي تسطرها نقابة المحامين العراقيين اليوم، وكل هذه المواقف الوطنية، الداعمة للجيش والحشد الشعبي؟ قال بدون مبالاة: أي!! قلت له: ثق بأنها ما كانت ستحصل لو لم يقف خلفها هذا المحمداوي السومري العماري الشروگي الجميل. قال: هاي شنو أبو حسون، شو چنها صارت مناطقية وعشائرية؟ قلت له: نعم خليها هيچ تصير.. مادام أنت تريدها هيچ.. شو كل ما أگلك شغلة، تردها بسخرية ورفض. أگلك الرجل وطني ما يفيد وياك.. اگلك محمد الفيصل قضى على الطائفية والمناطقية بالنقابة، وحصنها من هذا الفايروس الخطير ما فاد وياك.. اگلك هسه صار أي محامي متطوع في الحشد الشعبي مثل الملك في النقابة، من حيث التقييم، والدعم، والحقوق، وغيرها، وكل هذا دعم وإسناد للحشد الشعبي هم ما فاد.. أي ما تگلي شلون بعد احچي وياك؟؟ وقبل أن أنهض وأترك زميلي ( العنودي) يجلس وحده، قلت له: هل تعلم ان مناصري، ومؤيدي محمد الفيصل المحمداوي من أبناء الأعظمية، والشيخلية، والراشدية أكثر من أبناء الحي، وطويريج، وعلي الشرجي!!