ثورة 14 تموز وزعيمها الخالد!...(مالهم وما عليهم؟)!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري......المانيا

Thu, 16 Jul 2015 الساعة : 15:30

كثيرة هي التحليلات والكتب التي سمعنا وقرأنا بعضها(إن لم نقل كلها!) بعد قيام هذه الثورة المباركة مباشرة،ولا سيما بعد(القضاء عليها دمويا)في 8 شباط الأسود 1963.بعض المحللين والكتاب ذكر إيجابياتها بصورة رئيسية،والقسم الأكبر منهم(وغالبا بسبب المال الكثير الذي قدم لهم كرشوة من أسيادهم الغربيين والأعراب الحاقدة المتخلفة!)تحدث (فقط)عن سلبياتها!.سأحاول بقدر المستطاع (إيجاز؟) ماذكر أعلاه(وبتصرف؟):
1.الأيجابيات:لايختلف إثنان من الناس الشرفاء في العراق(والخارج أيضا؟)فيما يخص الأعمال الجبارة التي قامت بها تلك الثورة المباركة بقيادة زعيمها الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم،والتي قامت بتحويل العراق في فترة زمنية قصيرة جدا(أربعة أعوام ونصف تقريبا!)من دولة في (نهاية) تسلسل  مايسمى  بدول العالم الثالث (تقريبا) إلى بلد كاد أن(ينازع) بعض الدول الأخرى(المتقدمة نسبيا؟) فيه للوصول إلى المقدمة
وتجاوزها !.لقد صدرت قوانين وتشريعات مهمة لتحسين حياة الأنسان العراقي لم تكن معروفة قبل ذلك  أبدا في تأريخ بلاد الرافدين الطويل،مثل قانون الأصلاح الزراعي،وقوانين الرعاية الأجتماعية بصورة عامة،وقوانين(حماية المرأة؟)،وتشريعات تخص البناء على نطاق واسع،وخاصة بناء المستشفيات والدور السكنية...الخ،وإرسال المئات من الطلبة العراقيين للدراسة في الخارج لتسريع مبدأ(الأعتماد على النفس!)عند عودتهم إلى أرض الوطن ككفاءات على كل المستويات، وغير ذلك كثير!.لقد بدأ بلاد الحضارات العظيم يعيد(حجمه)وأهميته إقليميا وعالميا رويدا رويدا!.وربما لانبالغ(أو نخطأ!)إن قلنا بأن حصة الأسد من هذه الأنجازات الجبارة كانت للفقراء(طبعا بالنسبة لما كانوا عليه من الفقر والحرمان قبل ذلك؟).قيام الأنقلاب الفاشي الدموي في شباط 63 أوقف فجأة منجزات الثورة العظيمة وقائدها الخالد،والتي كانت مستمرة بخطى كبيرة إلى الأمام،وأصبح القتل والتعذيب جزاء الشرفاء والمخلصين من العراقيين الذي ساهموا بتصميم منقطع النظير لتحقيق ماذكر أعلاه!
2.السلبيات: إعتقد الكثير من (الضباط الأحرار؟؟؟)الذين إشتركوا جديا أيضا في الثورة والذين كانوا قوميي الأتجاه بأن الهدف الرئيسي للتوجه السياسي بعد الثورة يجب أن يكون (عروبيا خالصا؟؟؟)،أي أن التوجه القومي(والذين أضافوا إليه مصطلحا كاذبا إسمه "التقدمي الثوري"؟؟؟ )يجب أن يكون قبل أي خطوة سياسية عراقية مستقلة(وهو الهدف الذي كافحت من أجله الجماهير العراقية الكادحة خصوصا عشرات السنين وقدمت مئات الشهداء بهدف تحقيقه!)،وكأن العراق ضيعة لكل من هب ودب من مايسمى بالقوميين العرب والذين أكثرهم  كانوا ولا يزالوا عملاء ومرتزقة للأجنبي وكلابهم من الحكام العرب .لقد طمع بعضهم(كعبد السلام عارف  مثلا!) بأن يصبح هو القائد الحقيقي للثورة وللعراق بلا منازع،معتقدا أن العراق لابد أن يصبح أيضا (نواة للوحدة العربية؟؟؟)،وهذا يعني بأن سكان الدول العربية الأخرى يجب أن يستفادوا من الثورة أيضا ماديا(ربما أكثر من العراقيين أنفسهم)،وكأن ثورة الشعب العراقي جاءت لزيادة ثروة أناسا لم ترد الخير يوما للعراق وشعبه،مما سيجعل العراقي(الفقير خصوصا؟) لايجد فرقا تقريبا في العيش المزري قبل وبعد الثورة!.كان المرحوم  الرئيس جمال عبد الناصر للبعض منهم (مثالا حيا؟)يحتذى به!.لقد قام قسم من هؤلاء الضباط بالتآمر على الثورة وعلى زعيمها وحاولوا مرارا وتكرارا القضاء على قائد الثورة،الزعيم الخالد،بتصفيته جسديا.وهنا إرتكب،رحمه الله، خطأ فادحا (لايغتفر؟)،حيث أنه(قضى) على بعض العناصر المهمة التي أرادت التخلص منه،وترك رأس الشر والفتنة والخيانة والعمالة المجرم عبد السلام عارف بعيدا عن تنفيذ القصاص العادل به،بالرغم من أنه حاول،وأمام بعض الحاضرين،قتله بمسدسه القذر!،ناسيا(الزعيم)؟ قول الشاعر الذي يعكس الحقيقة،وخاصة في المجتمعات العربية:
لاتقتل الأفعى وتترك رأسها.....إن كنت شهما فإلحق رأسها الذنبا........
الخطأ الثاني(وهذه حقيقة تأريخية،شئنا أم أبينا،لأن التأريخ لايرحم!): هو أنه،رحمه الله،(إستأثر؟)بالسلطة وأصبح،وكأن العراق لايمكن الأستمرار بدونه؟،وهذه بلا شك صفة دكتاتورية،قد تكون طبيعة الأنسان العربي العادي(وأقصد هنا طبعا العراقي))قد ساعدت في تكوينها(ولأن النفسية العربية والعراقية خصوصا،وللأسف الشديد،تميل غالبا إلى جعل الحكام شبه آلهة؟).لاأزال أتذكر تلك المظاهرات الكبيرة التي كانت تخرج في جميع المدن(بما في ذلك مدينة الشطرة الحبيبة)،رافعة صور المرحوم الزعيم،وهي تهتف و (تتكلم) عن(الزعيم الأوحد؟،ووو...الخ)،أضف إلى ذلك أنه كان في أكثر خطاباته يردد كلمة(إنني...؟).
نقطة(سلبية؟)أخرى هي عدم أخذ  الحذر الشديد(أكرر:الشديد) من تصرفات ودسائس الغربيين الخبيثة التي ضربت مصالحهم بسقوط النظام الملكي العميل،ومن طابورهم الخامس حتى في العراق أيضا!.
نقطة سلبية أخرى مؤلمة جدا هي عدم أخذ تصرفات الأعراب العدوانية الحاقدة جدا ،على محمل الجد حقا!.كان المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر قد حمل راية(الكره والتخريب؟)ضد الثورة المباركة وقائدها(والذي كان يسميه قاسم العراق؟)،لابل ضد الغالبية العظمى من الشعب العراقي الأبي الذي رفضت تدخل عرب السوء في شؤون شعب ،أعطى للدنيا وللحياة،وسوف يعطي للدنيا وللحياة!. حكام السعودية والأردن وبعض دول الخليج الأخرى المتخلفة دينيا ودنيويا(وكعملاء ومرتزقة للدول الأمبريالية!) لعبوا دورا خبيثا لايستهان به من أجل القضاء على نسيم الحرية الذي هب صباح الرابع عشر من تموز 1958 الخالد (لينقذ) نفوسا عراقية أبية كادت أن تفقد الأمل بحياة العزة والكرامة!(ومتى أراد عربان الشر الخير للعراق وشعبه؟).إنهم كانوا وما زالوا (والوهابيون خصوصا!)أكبر أعداء البشرية عموما،وأبناء جلدتهم خصوصا!.لقد صدق الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد حين قال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة......على المرء من وقع الحسام المهند...
أن ماقامت به ثورة تموز الخالدة،وبرغم بعض الأخطاء(الجسيمة؟)لايمكن إيجازه بعدة سطور أو حتى كتيبات أبدا!.لقد حققت أشياء عظيمة لاتنسى للعراق وشعبه،وفي فترة زمنية قصيرة(أربع أعوام ونيف!).والسؤال الذي يطرح نفسه الآن،وبعد مرور أكثر من نصف قرن على حدوثها هو: ماذا لو(وآه من كلمة لو!)إستمرت الثورة الخالدة في مسيرتها العظيمة المنتجة إلى اليوم؟.والجواب،كما أظن،قد يكون كالآتي: وطن متقدم جدا وشعب غني،ماديا وعلميا،تحسده أكثر شعوب المعمورة على تقدمه ورخاءه!،ولكن!....المضى إنقضى،والحزن(الدائم؟)عليه لايجلب شيئا أبدا،ويجب مستقبلا(وبعد القضاء على الأرهاب كليا!)البداية من جديد لتحقيق ماأرادت الثورة المباركة سابقا تحقيقه،" ولا ينفع الندم بعد فوات الأوان"!.
تحية لثورة تموز العظيمة في ذكراها الخالدة،وتحية للشهيد الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم وزملاءه البررة الذين أستشهدوا معه وقبله وبعده من أجل العراق وشعبه العظيم،وتبا إلى من خان العراق وشعبه(وأصبح في مزبلة التأريخ!).

Share |