وما ادراك ما ليلة القدر/علي وهيب الركابي
Sat, 11 Jul 2015 الساعة : 17:40

ذكر الشهيد الصدر الثاني في كتابه منة المنان في الدفاع عن القران بخصوص تفسير (الروح) ضمن احد الاطروحات المحتملة لتفسير هذه الكلمة ان الروح تدخل ضمن عالمين , عالم الخلق ويدخل ضمن مصاديقه روح الانسان (ونفخت فيه من روحي ) وهي المتعلقه بالانسان وينقطع عملها بموت الانسان وانفكاكها عن بدن الانسان وهناك ايظا من مصاديق الروح الملك جبرئيل عليه السلام (نزل به الروح الامين ) وهناك روح القدس المتمثله بالنبي عيسى عليه السلام (وايدناه بروح القدس ).
اما العالم الثاني وهو عالم الامر وهو عالم اعلى واسمى مرتبه من عالم الخلق (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) وهناك مباحث مستفيضه في هذا المجال يدخل في مضمونها عالم الامكان وعالم الامر وعالم الذر والله اعلم .
الامر الاخر الذي ذكر في الاية المباركة هو نزول القران الكريم في هذه الليله المباركه (انا انزلناه في ليلة القدر ....)(شهر رمضان الذي انزل فيه القران ....) ويتحدث المفسرون في كيفية نزول القران على الرسول الكريم في ان نزول القران كان دفعي وتدريجي اي انزال وتنزيل , فنحن نعرف بان ايات القران الكريم كانت تنزل على الرسول الكريم تباعا وفقا لما تتطلبه الواقعه او الحادثة التي تمر على رسولنا الكريم وهذا ما يعرف بالتنزيل التدريجي للقران الكريم اما في ليلة القدر فقد بين المفسرون بأن القران قد انزل دفعة واحدة على قلب الرسول الكريم وهذا ما يعرف بالانزال الدفعي .
يبقى امر مهم وهو ان القران الكريم كان يعرفه الرسول ويعلمه بكل اياته ام ان الوحي ينزل عليه الايات تباعا ؟؟؟؟ يقول بعض المفسرين ان الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم كان على علم تام بكل القران الكريم واحكامه ولكن الله سبحانه وتعالى لم يأذن له باطلاق القران الكريم على الامة دفعة واحده لكي يتم ادراك وفهم ايات القران وتدبرها تدريجيا .
القران الكريم كتاب اعجازي يحمل في طياته اكثر من تفسير ويحمل اكثر من محمل ولهذا ترى اهل التفسير يتفنن في نهل علومهم من هذا واحيانا يختلفون في ادراك كنه احكامه , يقول الامام الخميني قده (ان الامر مختلف تماما مع القران الكريم , فلغة القران يرى كل عالم ومفسر انه يعرفها ولا يعرفها في الوقت نفسه , فالقران الكريم كتاب اعجازي المعارف مما يكون مجرد تصورها اشد تعقيدا وصعوبه من تصديقها )..
نسأل الله تعالى واياكم التوفيق لقيام هذه الليله المباركه التي هي خير من الف شهر ولا نعلم هذا الوقت هو من اوقات الدنيا ام الاخرة انه اللطيف الخبير ....